ألقى رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، وعضو المكتب الرئاسي في الاتحاد العالمي للنقابات، علي طاهر ياسين، كلمة خلال مؤتمر الاتحاد العالمي للنقابات للأعضاء والأصدقاء في الوطن العربي، المنعقد في لارنكا- قبرص، بحضور وفود نقابية من مختلف الدول.

واستهل ياسين كلمته بالوقوف دقيقة صمت "تحيةً لأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض"، متوجّهًا بالشكر إلى الأمين العام للاتحاد العالمي للنقابات، والاتحاد العمالي القبرصي على استضافتهم واهتمامهم بقضايا الشعوب، كما شكر القائمين على تنظيم المؤتمر.

وأكد ياسين أن النقابات الوطنية المنضوية في الاتحاد العالمي تحمل فكرًا مقاومًا لمشاريع الهيمنة الإمبريالية المتمثّلة بالولايات المتحدة وحلفائها، مشيرًا إلى أن الرأسمالية المتوحّشة عبر التاريخ لم تُنتج سوى الحروب وسفك الدماء ونهب ثروات الشعوب.

وتوقّف عند القضايا السياسية، فاعتبر أن "وعد بلفور" قبل قرن "شكّل مدخلًا لاغتصاب فلسطين وإقامة الكيان "الإسرائيلي""، لافتًا إلى أن ما يُسمّى "الشرق الأوسط الجديد" ليس إلا مشروعًا لتوسيع نفوذ الاحتلال، ترافقه حروب وعدوان على لبنان وسورية واليمن وفلسطين، وحصار اقتصادي يُرهق الشعوب.

وأشار ياسين إلى أن لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، قدّم إسنادًا حقيقيًا لغزة، مؤكدًا التزام المقاومة بكل مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب أكثر من 4000 خرق منذ تشرين الماضي، فضلًا عن استهداف المدنيين والقادة المقاومين.

وفي هذا السياق، لفت ياسين إلى ضرورة تنظيم تحرّكات واعتصامات في العواصم العربية، أسوةً بالعديد من الدول الأجنبية التي خرج عمّالها إلى الشوارع رفضًا للعدوان "الإسرائيلي" ودعمًا لفلسطين، معتبرًا أن ذلك يُعبّر عن وحدة الموقف العمالي العالمي في مواجهة الاحتلال والإمبريالية.

كما دعا إلى "البحث في إجراءات عملية لتشكيل محور نقابي عمالي عالمي مقاوم وممانع"، ناقلًا تحيات الوفدين اليمني والعراقي اللذين تعذّر حضورهما، وموجّهًا تحية خاصة إلى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

وفي ختام كلمته، شدّد ياسين على ضرورة الحفاظ على هوية الاتحاد العالمي للنقابات بعد 80 عامًا على تأسيسه، كمنظمة تقف في وجه الصهيونية والإمبريالية والرأسمالية المتوحشة، معلنًا دعم لبنان لإنشاء مكتب إقليمي للاتحاد، ومؤكدًا العمل على تنظيم فعاليات ونشاطات نقابية مشتركة في المرحلة المقبلة.