في إجراء يحمل الكثير من الدلالات، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشار الأمن القومي جون بولتون.

وكتب ترامب أنه أبلغ بولتون بالاستغناء عن خدماته في البيت الأبيض، وأضاف "كانت بيننا خلافات شديدة حول الكثير من مقترحاته"، وقال إنه سيعين خلفا له الأسبوع المقبل.

يأتي هذا التطوّر بعد معلومات سُرّبت من داخل البيت الأبيض وأكدت وجود خلافات في إدارة ترامب حول إلغاء خطة "سلام" بدعوة ممثلين عن حركة طالبان إلى الولايات المتحدة.

وبادر جون بولتون (70 سنة) -وهو ثالث مستشار أمن قومي يقيله ترامب- إلى الرد على الرئيس بالطريقة ذاتها التي أعلن بها ترامب خبر إقالته، إذ كتب تغريدة على حسابه على "تويتر" قال فيها "عرضت تقديم استقالتي ليلة أمس والرئيس ترامب قال لي لنناقش المسألة غدا".

بدوره، قال هودغان غدلي نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب هو الذي طلب من بولتون تقديم استقالته، وأضاف في تصريح صحفي أن تشارلي كابرمن سيتولى منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي إلى حين اختيار خلف لبولتون.

ووفقًا لبرنامج البيت الأبيض، كان من المقرر أن يشارك في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن مينوشين، ولكن المؤتمر الصحفي عقد لاحقا بغيابه.

بومبيو: من حقّ الرئيس أن يوظف من يشاء

بومبيو سُئل خلال المؤتمر الصحفي عن إقالة بولتون فقال إن الرئيس ترامب طلب منه تقديم استقالته وفعل ذلك صباح اليوم، وإن من حق الرئيس أن يوظف من يشاء ويبقي من يشاء في إدارته.

وأضاف "يجب ألّا يتوهم أي قائد في العالم أن غياب أي مسؤول مهما كان في الإدارة، سيغير من سياسة إدارة ترامب حول مختلف الملفات".

مصادر أمريكية: مجلس الأمن القومي أصبح سلطة مستقلة خلال فترة بولتون

بالموازاة، قالت مصادر أمريكية إن مجلس الأمن القومي أصبح سلطة مستقلة في البيت الأبيض في فترة ترؤس بولتون له.

وصرح مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب طلب عدم الكشف عن اسمه لشبكة "بي بي سي" الإخبارية أن "بولتون كان يعمل بشكل منفصل عن بقية البيت الأبيض".

وقال مسؤول في البيت الأبيض لقناة سي بي إس نيوز الأمريكية "لدى بولتون أولوياته، ولم يسأل الرئيس عن أولوياته".

وكان بولتون قد عارض محادثات السلام مع حركة طالبان، التي أعلن إلغاءها ترامب في نهاية الأسبوع بعد أن كان وجه دعوة لممثلين عن الحركة لزيارة واشنطن.

وكان ترامب قد أعلن الإثنين أن المحادثات مع طالبان ألغيت بسبب هجوم لطالبان أدى لمقتل عسكري أمريكي و11 آخرين.

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن بولتون قال إن دعوة مجموعة تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية سيكون سابقة فظيعة.

وخلق هذا شقاقًا بين بولتون ووزير الخارجية الذي ظهر في خمسة برامج إخبارية للدفاع عن سعي ترامب للقاء وفد طالبان.