لا يشعر بمرارة القهر إلّا من ذاقه، ولا يتلّمس الظلم إلا من وقع فيه، هكذا هو حال الأسرى المحرّرين المعتصمين اليوم، وهم يقفون أمام المحكمة العسكرية رافضين رؤية من عذّبهم وكواهم يتنقّل أمامهم ولو متوجّهًا الى سجنه.

عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، نفّذت الهيئة اللبنانية للأسرى والمحررين اعتصامها أمام المحكمة العسكرية تزامنًا مع استجوات العميل عامر الفاخوري، مطالبة بتنفيذ حكم الإعدام بحقّ "جزار الخيام" ومعتبرة أنه القصاص الأمثل له ولأمثاله. 

ورأى الأسرى المحررون أن عودة العميل فاخوري ورؤيته مجدّدًا حرًا ستُعيد فتح جراحهم من جديد، مردّدين شعار "المقاومة" أولًا ضدّ العمالة والعدو الصهيوني، رافعين اللافتات المندّدة بالتدخل الأميركي. 

بدوره، أكد وكيل الأسرى المحررين المحامي معن الاسعد أن قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق العميل الفاخوري، ومن المتوقع صدور مذكرات توقيف أخرى بحقه، وقال "هناك استحالة في التسوية في الملف، والجو اليوم كان إيجابيًا جدًا والمحكمة العسكرية كانت في قمة الحيادية والاستقلالية".

وأكد الأسعد أنه سيتم تحضير لوائح الشهود لتقديمها الى المحكمة ويبيّن أصحابها الجرائم التي ارتكبها العميل الفاخوري.

بالموازاة، أبدى الأسير المحرر نبيه عواضة تخوفه من تدخلات سياسية في الملفّ القضائي. 

وخلال الاعتصام، برز الأسير المحرّر عباس قبلان وهو ييحمل كرتونة حوّلها الى صندوق اقتراع ليقول إنه كان على الفاخوري الإقتراع اليوم في انتخابات الكنيست نظرًا لعمالته وحيازته الجنسية "الإسرائيلية".