طالب رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، بمحاسبة الجميع دون الانقلاب على نظامنا السياسي، مشيرا إلى ضرورة أن يلزم الشعب المسؤولين بالكشف عن حساباتهم المالية أمام القضاء.

وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في التظاهرات الداعمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون على طريق القصر الرئاسي في بعبدا، لفت باسيل إلى أنه سبق وحذّر الأفرقاء من الوصول إلى ما وصلنا إليه معتبرا أن الناس قد سبقت في النزول الى الشارع.

ورأى باسيل ان الثورة هي انتفاضة على الظلم ولكنها لا ينبغي ان تظلم والا تكون قد انتهت، معتبرا أن شعار "كلن يعني كلن" ينبغي ان يكون للمساءلة وليس للظلم، مضيفا "لا تقتلوا الامل باقتلاع الفساد وبناء الدولة لأن تعميم تهمة الفساد تساهم بحماية الفاسدين".

وأضاف باسيل "لسنا كلنا فاسدين"، معتبرا ان الفاسدين هم من شيدوا القصور من أموال الناس وأخذوا الخوّات وذكرونا بأيام الحرب الأهلية، مشيرا إلى "أننا لسنا هنا لنناقض الذين نزلوا الى الساحات بل لنقويهم ونقول لهم نحن بجانبهم"، ومعتبرا أنه "ليس من العدل أن نظلم مرّتين مرّة من الفاسدين ومرّة من ضحايا الفساد".

رئيس التيار الوطني الحر أضاف "اليوم نرفع شعار سريّة حصانة استرداد لنسترد أموال الدولة لتسديد العجز"، وأشار إلى أن الأولوية اليوم يجب أن تكون من أجل تأخير الانهيار وليس لتسريعه، وكذلك للمطالبة بالمحاسبة.

وقال باسيل "لقد تجرأت وكشفت حساباتي منذ سنتين ورفعت السرية المصرفية دون أن يطلب مني أحد ذلك"، لافتا إلى خطوة نواب تكتل لبنان القوي الذين رفعوا السرية المصرفية عن أموالهم منذ أيام، مشيرا إلى أن المطلوب اليوم أن يكشف الجميع عن حساباته المصرفية والذي يشتبه بحساباته تتم محاسبته.

وإذ أشار باسيل إلى أن الموقع يكبّل في أحيان كثيرة، رأى أن الدور والكرامة أهم وأمامهما لا قيمة للمناصب، مؤكدا "لم نخطئ ونحن حاربنا الفساد وسمينا الفاسدين ولكن محاكمتهم هي مسؤولية القضاء".

وأضاف "فشلنا في انجاز الاصلاح بالتراضي لأن شبكة مصالح الفاسدين أقوى لكننا سنستمر بكم ونكون أقوى منها"، وتابع قائلا "فخرنا أننا أقمنا تسوية مع مكوّن رئيسي في لبنان لكي نحمي بلدنا.. وفخرنا أننا لم ندخل منظومة الفساد ونتحدى أي أحد أن يثبت ذلك "، لافتا إلى أن "وحدتنا الوطنية أهم من أي شيء ونحن لم نتآمر مع الخارج ضد بلادنا".

ونبّه باسيل من أيام صعبة وطويلة "لكننا قادرون على أن نتحمل لأننا أهل وفاء"، معتبرا أنه في الأزمات الكبيرة يمكننا تفهم خوف البعض لكن لا يمكننا أن نتفهم الخيانة.

وتحدث باسيل عن رسم الرئيس ميشال عون لخارطة طريق من أجل انقاذ الوطن، داعيا لإنشاء مجلس شيوخ وتطبيق اللامركزية وتأسيس دولة مدنية في لبنان، وأضاف "لنقطع طريق السياسيين الهاربين من المحاسبة بدلا من قطع الطرق على الناس".

وتابع قائلا "كرامتنا هي آدميتنا ولا نقبل أن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم ونحن حاربنا الفساد ولم نتعايش معه، ولسنا جميعنا "زعران" فهؤلاء هم الذين قاموا بتركيب الحواجز وأخذوا الخوات من المواطنين وذكّرونا بالحرب".