تمكن فريق من العلماء من الكشف عن مصدر تفشي وباء الكوليرا في اليمن، الذي يعد الأسوأ في التاريخ، مرجحة انه جاء من شرق أفريقيا.

ومن خلال استخدام تقنيات التسلسل الجيني، توصل باحثون في معهد "ويلكوم سانغر" البريطاني ومعهد "باستور" الفرنسي إلى أن سلالة الكوليرا التي تفشت في اليمن ظهرت في شرق أفريقيا، ونقلها مهاجرون إلى اليمن.

ويأمل الباحثون أن تساعد تلك البيانات في تقييم المخاطر بشأن احتمال تفشي المرض في المستقبل، حتى يتسنى استهدافه بشكل أفضل.

ومنذ عام 2016، أثر الوباء على مليون شخص وتسبب في 2770 حالة وفاة. كما ساهم وباء الكوليرا في زيادة معاناة المدنيين، الذين يواجهون ويلات العدوان مستمر منذ ثلاث سنوات على اليمن.

ويعجز نحو 16 مليون يمني من الوصول إلى مياه صالحة للشرب أو مرافق صحية آمنة، كما لا يعرف 10 ملايين شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية. وقد تأتي الإصابة بالكوليرا لدى تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا "ضمة الكوليرا". وفي حالات شديدة، يمكن أن يقتل هذا الوباء المصاب في غضون ساعات إذا تُرك دون علاج.

واستعان الباحثون بـ 42 عينة من حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن للوصول إلى نتائج الدراسة، حيث أخذت العينات من مصابين موجودين في اليمن، ومن آخرين بأحد مراكز اللاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية، بالإضافة إلى 74 عينة أخرى من حالات الإصابة بالكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.

وقارن الباحثون هذه العينات بأخرى مأخوذة من مناطق مختلفة حول العالم، ليجدوا أن سلالة الكوليرا المسببة للوباء مرتبطة بسلالة ظهرت للمرة الأولى في عام 2012 في جنوب آسيا، وانتشرت بعد ذلك على مستوى العالم.

وأشار العلماء إلى أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا أو الشرق الأوسط، لكن هذه السلالة من الكوليرا انتشرت وتفشت في شرق أفريقيا بين عامي 2013 و2014، قبل أن تظهر في اليمن في عام 2016