حققت الولايات المتحدة الاميركية رقما قياسيا جديدا لناحية عدد الوفيات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية، إذ بلغ الرقم 45222 حالة في العام 2020 وحده، ما يشكل قفزة بنسبة 33.4% مقارنة بالعام الذي سبق.

وفي التفاصيل، نشرت مجلة "نيوانغلاند" الطبية "New England Journal of Medicine" رسالة حول نتائج بحث أجرته جامعة "ميشيغان"، كشف أن "العدد  المذكور هو الرقم الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة".

وجاء في الرسالة، انه "على الرغم من أن الدراسات السابقة كشفت ارتفاعًا في عدد الوفيات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية خلال فترة ما بين عامي 2015 و2019، إلا أن الأرقام الجديدة للعام 2020 تُبين ارتفاعًا بنسبة 13.5% مقارنة مع العام 2019.

وقال الباحثون إن "هذا الارتفاع يعود بشكل أساس إلى جرائم القتل بواسطة الأسلحة النارية التي شهدت قفزة بنسبة 33.4% في العام 2020 مقارنة مع العام 2019، بينما ارتفع عدد حالات الانتحار بواسطة الأسلحة النارية في 2020 بنسبة 1.1% مقارنة مع 2019".

وتابع الباحثون أن "نتائج البحث هذه تدعو إلى تجديد المعطيات التي كانت وصلت إليها دراسات سابقة حول أبرز مسببات الوفاة لدى الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، وذلك كون جيل الشباب في هذا البلد هو دائمًا الضحية الأكبر لجرائم القتل بواسطة الأسلحة النارية".

وأضافوا أن "دراسة سابقة حول احداث العام 2016 بينت أن الإصابات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية كانت ثاني أكبر سبب في وفاة الأطفال والمراهقين، حيث احتلت حوادث السير المرتبة الأولى في هذا السياق".

الباحثون حذروا من أن الفجوة تضاءلت منذ العام 2016، حيث أصبحت الإصابات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية السبب الأول لحالات الوفاة لدى الفئة العمرية المذكورة في عام 2020"، وأشاروا إلى "ارتفاع عدد الوفيات لدى الأطفال والمراهقين جراء استخدام الأسلحة النارية بنسبة 25.9% مقارنة مع العام 2019".

ولفت الباحثون إلى أن "عدد الوفيات لدى الأطفال والمراهقين الناتجة عن الجرعة الزائدة من المخدرات والتسمم ارتفع بنسبة 83.6% في العام 2020، ليصبح المسبب الثالث الرئيسي لحالات الوفاة لدى هذه الفئة".

وحول أسباب الارتفاع الذي سجل في الوفيات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية، قال الباحثون إن "هذه الأسباب غير واضحة على الرغم من أن المعطيات الجديدة تنسجم وأدلة أخرى تفيد أن عنف السلاح قد ارتفع خلال فترة وباء "كورونا""، وشددوا على انه "لا يمكن تبني فرضية ان يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الوباء".

واعتبر الباحثون أن "ارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن استخدام الأسلحة النارية يعكس مسارًا طويل الأمد، ويبين استمرار الفشل على صعيد حماية جيل الشباب من مسبب للوفاة يمكن الوقاية منه".