أكَّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنَّ العدوان ركّز على محافظة الجوف في محاولة لاحتلالها والسيطرة عليها بمساعدة بعض الخونة، لافتًا إلى أنَّ محافظة الجوف قدمت الآلاف من الشهداء وأسهمت إسهامًا كبيرًا في التصدي للعدوان.

وأوضح في كلمة خلال لقائه مع أبناء محافظة الجوف مساء اليوم الأربعاء، أنَّ "العدوان حين عيّن محافظًا في الجوف عيّن إلى جانبه ضابطًا سعوديًا ليكون هو صاحب القرار، كما أراد  العدوان أن يكون قرار اليمن للخارج، للسعودية والإمارات ومن خلفهما الأميركي والإسرائيلي".

وقال السيد الحوثي: "إن العدوان يعرف أن محافظة الجوف غنية بالنفط، ويريد نهب مقدراتها ليعيق نهضتها.. العدوان يتجه لاحتلال وطننا وإحكام السيطرة الأجنبية عليه، لنكون شعبًا بلا استقلال وبلا كرامة.. فلو قبلنا بالاحتلال لكان ذلك انقلابًا على الانتماء الإيماني، وتخليًا عن شرف الإيمان الكبير، ولكان ذلك هوانًا علينا، إذ إننا شعب الإيمان والعزة من الإيمان".

ودعا "لتعزيز الصمود والثبات بالعمل على النهضة التي يخافها الأعداء ويريدون إعاقتها، والمطلوب بناء القدرات العسكرية والأمنية، لتعزيز عوامل الصمود في الجوف وبقية المحافظات"، مشيرًا إلى أنَّ أبناء محافظة الجوف أسهموا بشكلٍ كبيرٍ في التصدي لمحاولات الأعداء الرامية لاحتلال المحافظة.

وشدّد السيد الحوثي على أنَّ "العدو لا يريد لأبناء محافظة الجوف أن يستقر وضعهم، ويتفرغوا للنهضة، بل يريد أن تبقى حالة الخوف وسفك الدماء هي السائدة والمنتشرة  في المحافظة، فالعدو يستهدف المحافظة أمنيًا من خلال جرائم قطع الطرق ونهب المسافرين، وخاصة في أطراف المحافظة، عبر تشكيل عصابات من المجرمين تمارس القتل في حق المسافرين و تستهدف حركة الناس المعيشية في بضائعهم، ولذلك لابد من تعاون أبناء المحافظة مع الأجهزة الأمنية لوضع حد لهذه الممارسات الإجرامية".

وأضاف قائد حركة "أنصار الله": "إن العدو يستهدف المحافظة أمنيًا عبر نشر المخدرات كما فعل في صعدة، فهو يحاول أن ينشر المخدرات والإتجار بها، وأن يجعل من هذه المحافظات في الجوف وصعدة بؤرة لتهريب المخدرات والحشيشة، وهذه جريمة كبيرة وشنيعة، وهي تدمر الاقتصاد والقيم والأخلاق. والإتجار بالحشيشة أمر شنيع، ومن أكبر الجرائم، ولا يليق بنا أن نسمح بذلك، بل يجب على الجميع أن يتعاونوا مع الدولة من أجل منع تهريب المخدرات، وألَّا يتعاطفوا أو يتعاونوا  مع أي مجرم".

وحثّ على النهضة الاقتصادية عبر الانخراط في العمل الزراعي و التجاري، لافتًا إلى أنَّ العدو يستهدف المحافظة أيضًا من خلال الاختلالات الأمنية واستهداف أجهزة الأمن والأماكن العسكرية، لأنه يريد  أن يخلخل الوضع الأمني في المحافظة بكل الوسائل، بما في ذلك إعادة نبش القضايا الثأرية وغيرها من القضايا، داعيًا أبناء المحافظة إلى التعاون، و الى تمتين العلاقات الإيجابية مع الأجهزة الأمنية، بغية إفشال مؤامرات العدو.

ولفت السيد الحوثي إلى أنَّ محافظة الجوف من أهم المحافظات في الوطن المهيأة لنهضة زراعية كبرى، تغير واقع أبناء المحافظة وتحسِّن ظروفهم المعيشية من البؤس والحرمان، وواقعهم المعيشي الى اليسر وسعة الرزق، داعيًا للتعاون بين أبناء المحافظة والجهات الرسمية، عبر تشكيل جمعيات زراعية والاتجاه إلى إحياء الأرض والزراعة، وفي مقدمة ذلك القمح، مشيرًا إلى الظروف الملائمة للزراعة من حيث الأراضي الواسعة والخصبة ووجود المياه الجوفية الغزيرة فيها.