أصدرت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أمس، حكمها النهائي بـ"السجن المؤبد على الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش" المتهم بارتكاب جرائم حرب في البوسنة.

وينص القرار الذي اتخذته الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحاكم الجنائية أمس، على "استبدال العقوبة من السجن مدة 40 عاماً التي أقرّت في العام 2016 على كارادجيتش البالغ 73، بالسجن مدى الحياة".

وقال القاضي فان يونسن خلال نطقه بالحكم: "ترى دائرة الاستئناف أن الحكم الصادر من الغرفة القضائية المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والقاضي بالسجن مدة 40 سنة، يقلّل من أهمية الدور الذي لعبه كارادجيتش ومشاركته المباشرة في ارتكاب أخطر الجرائم طوال فترة الصراع في البوسنة والهرسك".

وأضاف يونسن أنّ "دائرة الاستئناف تلغي القرار السابق وتقضي بالسجن المؤبد على كارادجيتش، وذلك لتورطه في مذبحة سربرينيتسا عام 1995 التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم، بالإضافة إلى 9 إدانات أخرى ترتبط بارتكابه جرائم حرب، من بينها قيامه بفرض حصار على سراييفو استمر لنحو أربع سنوات وأسفر عن مصرع حوالي 10 آلاف شخص خلال عمليات القصف والقنص التي نفذتها قواته".

و بعد أكثر من عشرين عاما على الحرب (1992-1995) التي اوقعت اكثر من مئة الف قتيل وتسببت بتشريد 2,2 مليون شخص، مثل كارادجيتش (74 عاما) أحد المتهمين البارزين امام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة الأشخاص الذين ارتكابوا جرائم حرب خلال حرب البلقان.

ورحبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بالحكم بالسجن المؤبد على كارادجيتش، معتبرة انها انتصار مهم للعدالة". 

وأكد زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان أن "كارادجيتش تجسيد للشر"، مضيفا ان "الحكم إنذار لمرتكبي مثل هذه الجرائم بانهم لن يفلتوا من العدالة أيا كان نفوذهم ومهما طال الزمن. سيحاسبون جميعا".