تعتبر الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان ورابع أكبر دولة في المِساحة بعد روسيا وكندا والولايات المتحدة، إلا أنّ حيازتها للرقم الأول في لائحة عدد السكان مهدد، حيث أظهرت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء تسجيل عدد سكان الصين تراجعًا في عام 2022 وذلك للمرة الأولى منذ نحو ستة عقود، وشهدت نسبة انخفاض في معدلات الولادات إلى مستويات قياسية ترافق مع تقدم قوتها العاملة في العمر، وهو انخفاض سريع يحذر محللون من أنه قد يعيق النمو الاقتصادي ويراكم الضغوط على الخزينة العامة المنهكة للصين.

وأفاد المكتب الوطني للإحصاءات في الصين بأنّه "مع نهاية عام 2022، بلغ عدد سكان البلاد  1,411,750,000 نسمة"، مشيرًا إلى "انخفاض بلغ 0,85 مليون نسمة مقارنة بعام 2021". 

وسجلت البلاد 9,56 مليون ولادة و10,41 مليون وفاة عام 2022، بحسب مكتب الإحصاء. 

وكانت المرة الأخيرة التي سجل فيها انخفاض بعدد السكان في الصين عام 1960، حيث واجهت البلاد أسوأ مجاعة في تاريخها الحديث بسبب السياسة الزراعية الكارثية لماو تسي تونغ المعروفة باسم "الوثبة الكبرى للأمام".

وعام 2016، أنهت الصين "سياسة الطفل الواحد" التي فرضتها في الثمانينيات بسبب مخاوف من زيادة سكانية هائلة، وعام 2021 بدأت السماح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال، لكن هذا الإجراء لم ينجح في عكس مسار التدهور الديموغرافي.