أكَّد الرئيس السوري بشار الأسد أنَّ زيارته إلى الصين مهمّة بتوقيتها وظروفها، حيث يتشكّل، اليوم، عالم متعدّد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، مشيرًا إلى أنَّه: "من واجبنا جميعًا التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد".

كلام الرئيس الأسد جاء، خلال لقاء قمّة مع نظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة خانجو الصينية، حيث عبَّر عن سعادته لزيارته للصين التي تقف مع القضايا العادلة للشعوب منطلقة من المبادئ القانونية والإنسانية والأخلاقية التي تشكّل أساس السياسة الصينية في المحافل الدولية والمبنية على استقلال الدول واحترام إرادة الشعوب ونبذ الإرهاب.

وبيَّن الأسد مخاطبًا الرئيس الصيني أنَّ هناك تأييدًا دوليًا واسعًا : "لمبادراتكم الخمس المهمة، مبادرة الحضارة العالمية والأمن العالمي والتنمية العالمية المتجسدة في مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى تحقيق الأمن والتنمية للجميع عبر التكامل لا عبر الصدام". وأعرب الرئيس السوري عن تطلّعه بأمل لدور الصين البنَّاء على الساحة الدولية، مشددًا على رفض كلّ محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخّل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا.

وأمل الأسد أن يؤسّس لقاؤه، اليوم، مع بينغ لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسرًا إضافيًا للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين. وشكر الرئيس الأسد الرئيس الصيني والحكومة الصينية على كلّ ما قاموا به للوقوف إلى جانب الشعب السوري في قضيته ومعاناته ومحنته، راجيًا للشعب الصيني الصديق المزيد من الانتصارات العلمية والحضارية والإنسانية.

الرئيس الصيني: سنعلن عن إقامة الشراكة الاستراتيجية السورية - الصينية 

من جهته، لفت الرئيس الصيني إلى أنَّ سورية تعدّ من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع الصين الجديدة، موضحًا أنَّها كانت واحدة من الدول التي طرحت مشروعًا لقرار استعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة. وأضاف أنَّ العلاقات السورية - الصينية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية منذ 67 عامًا، وما تزال الصداقة بين البلدين راسخة مع مرور الزمن.

وكشف بينغ أنَّه: "اليوم؛ سنعلن عن إقامة الشراكة الاستراتيجية السورية – الصينية؛ وذلك سيكون حدثًا مفصليًا مهمًا في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة". وأعرب الرئيس الصيني عن حرص سورية والصين على بذل جهود مشتركة، بشكل مستمر، لتبادل الدعم الثابت بين البلدين وتعزيز التعاون فيما بينهما للدفاع عن العدالة والسلم الدوليين.

توقيع شراكة اتفاقية استراتيجية بين البلدين

وجرى توقيع اتفاقية التعاون الإستراتيجي السوري - الصيني بحضور الرئيسين، إضافة إلى توقيع ثلاث وثائق للتعاون بين سورية والصين وهي: اتفاق تعاون اقتصادي بين البلدين، مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.