أشار باحث أميركي إلى ان دولا مشاركة في قمة الرياض الاسلامية، كـ العراق وباكستان، لم تعلن استعدادها لتبني الاجندة السعودية المعادية لإيران. كما كشف صحفيون اميركيون ان ترامب سيعلن عن "حلف ناتو" عربي خلال زيارته الرياض، فضلا عن صفقة تسلح تعد من الأضخم في التاريخ. ولفتت تقارير صحفية الى ان السعودية تركز في مساعيها على زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" سعيا لتعزيز العلاقات الاميركية السعودية.

ترامب سيعلن رؤيته لإنشاء حلف ناتو عربي جديد

وفي التفاصيل، كتب "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، كشف فيها بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيطرح رؤية جديدة لبنية أمنية اقليمية خلال زيارته الرياض بعد أيام قليلة، وهي رؤية يطلق عليها مسؤولون في البيت الابيض تسمية "حلف الناتو العربي" لمحاربة الإرهاب والتصدي لإيران، على حد تعبير الكاتب.

واضاف الكاتب ان ترامب سيعلن عن احدى اكبر صفقات التسلح بالتاريخ، وذلك كحجر اساس ضمن خطة بناء "حلف ناتو عربي". وكشف ان الادارتين الأميركية والسعودية تجريان مفاوضات مكثفة يقودها زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال ان هذه النقاشات بدأت بعد فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية الاميركية، حيث قام ابن سلمان بإرسال وفد الى الولايات المتحدة للقاء "Kushner" ومسؤولين اميركيين آخرين.

الكاتب نقل عن مسؤولين في البيت الابيض بان السعوديين طرحوا خلال هذا الاجتماع واجتماعات اخرى، مسألة تعزيز العلاقة الاميركية السعودية من اجل تعزيز التعاون في المجال الامني والاقتصادي والاستثمار. واضاف ان فريق ترامب قدم للسعوديين لائحة من الاولويات، إذ طالب السعودية بتكثيف الاجراءات لمحاربة ما أسماه "التطرف الراديكالي الاسلامي"، و تصعيد المعركة ضد "داعش" و "مشاركة اعباء الامن الاقليمي".

وشدد الكاتب على ان الجزء الاهم من الخطة يتضمن صفقة بيع الاسلحة الاميركية الى السعودية والتي سيعلن عنها ترامب في الرياض. ونقل عن المسؤولين ان قيمة الصفقة هذه ستكون بين 98 و 128 مليار دولار، وان القيمة الاجمالية لمبيعات السلاح على مدار عشرة اعوام قد تصل إلى 350 مليار دولار.

دول اسلامية غير مستعدة لتبني الاجندة السعودية المعادية لايران

وفي سياق متصل، كتب الباحث المتخصص في الشأن السعودي "Simon Henderson" مقالة نشرها موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، اشار فيها الى ان السعودية تسعى في القمة "الاسلامية" التي ستنعقد في الرياض خلال زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، إلى إظهار مدى "قوة وعمق الرفض الاسلامي للاسلام الشيعي الثوري الموجود في طهران"، على حد قوله.

واشار الكاتب الى ان عددا من قادة الدول الذين سيشاركون بالقمة "الاسلامية" غير مستعدين للموافقة على المقاربة المعادية لايران، ومن بينهم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي قال ان بلاده حرصت على الوقوف على حياد تجاه ايران نظراً للوضع المتوتر على الحدود بين البلدين. كما لفت الى ان العراق (الذي سيشارك بالقمة ممثلاً بالرئيس فؤاد معصوم) يحرص على عدم الدخول في اي معسكر معادٍ لايران.

ورأى ان مشاركة السلطان قابوس امر مستبعد جداً، مشيراً الى أنه أبدى استياءه من السعوديين بسبب العدوان المستمرة على اليمن. وتابع ان الزعيم اكثر اثارة للجدل من بين الزعماء المشاركين هو الرئيس السوداني عمر البشير الذي اتهم بارتكاب ابادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني ان حضوره إلى القمة يشكل تحديًا بروتوكوليًّا بالنسبة للولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اشار الكاتب الى ان بعض دول مجلس التعاون الخليجي يتوقع ان تقدم ايماءات باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، تتمثل بفتح خطوط اتصال مباشرة، اضافة الى المزيد من التبادل التجاري العلني او السماح للطائرات الصهيونية بالمرور في اجواء دول الخليج.

وقال الكاتب ان الامارات تتقدم الدول المطبّعة مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى ان المسؤولين الاماراتيين سمحوا لكيان الاحتلال بإرسال بعثة الى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. كما لفت الى ان القوات الجوية الاماراتية شاركت بمناورات مشتركة مع القوات الجوية الاسرائيلية جرت باليونان في شهر آذار/مارس الماضي.

وتابع ان دول الخليج تقوم بتبادل تجاري غير علني مع كيان الاحتلال، وان قنصلية "إسرائيلية" واحدة على الاقل أُنشئت في احدى دول الخليج لم يعلن عن اسمها، وذلك من اجل تسهيل هذا التبادل التجاري. ولفت الى ان صحيفة "Arab News" الصادرة باللغة الانكليزية والتابعة لمجموعة اعلامية يملكها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، نشرت مقالة رأي حملت عنوان "عدو عدوي صديقي"، موضحاً ان المقصود بالعدو كان ايران بينما المقصود بالصديق هو "إسرائيل".

وقال الكاتب ان الرياض تقدمت بمبادرة ايجابية تجاه الكيان الصهيوني عندما اعربت عن رغبتها بشراء منظومة "THAAD" المضادة للصواريخ، وذلك ضمن صفقة بيع سلاح مع واشنطن، حيث اضاف ان نشر مثل هذه المنظومات داخل السعودية "قد يحمي "إسرائيل" ايضاً من هجمات صاروخية ايرانية".

الرياض تركز مساعيها على زوج ابنة ترامب في إطار تعزيز العلاقات مع واشنطن

ونشرت مجلة "Foreign Policy" تقريراً اشار الى ان الرياض تبذل جهودا مكثفة للانخراط مع ادارة ترامب بقيادة ولي ولي العهد محمد بن سلمان.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة ان ابن سلمان يرى في زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" شخصية مماثلة له، إذ ان "Kushner" وابن سلمان يبلغان من العمر حوالي ثلاثين عامًا ويتولى مسؤولية كبيرة ببلده.

ونقل التقرير عن هذه المصادر ان ابن سلمان ربما يحاول بناء العلاقات مع مستشاري ترامب "العائليين"، وان الرجل الاساس بهذا الاطار هو "Kushner".