لبنان

في زمن سقط فيه قناع الحضارة الزائف عن وجوه أنظمة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، يسطع من قلب هذا الشرق صوت لا يشبه سواه... صوت مقاوم، يُعبّر عن حقّه، يتمسّك بأرضه، ويشقّ طريقه بثبات في مسار الأنبياء والشهداء.
هو مجتمع المقاومة الذي وصفه وزير العمل السابق مصطفى بيرم، في تصريح لموقع العهد الإخباري، أنه "ليس حالًا عابرة؛ بل هو مشروع متجذّر يحمل في جوهره القيم والمبادئ والمنظومة الأخلاقية الأصيلة، ويشكل اليوم أنموذجًا إنسانيًا تحتاج إليه البشرية في ظل انحطاط القيم وتفكك المعايير".
مجتمع المقاومة.. معجزة حيّة لا تُهزم
في كلماته التي تفيض إيمانًا بهذا المجتمع، قال الوزير بيرم إن: "مجتمع المقاومة هو معجزة حقيقية"، مشيرًا إلى أن ما مرّ به هذا المجتمع من ويلات وحروب وحرمان وحصار، لم يكن بوسع أي مجتمع آخر أن يتحمّله، فكيف به أن ينهض ويبدع وينتصر؟ لكنه فعلها... بقوة الإرادة، وبصبر المظلوم، وبالتصالح مع الذات والإيمان العميق بالقضية والحق". وأضاف بيرم: "هو مجتمع يعبّر عن وجعه، عن حزنه، ولكنه أيضًا يعبّر عن فخره، لأنه ينتمي إلى الفكرة، والفكرة لا تموت، حتى وإن استُشهد القادة والرموز، فمن يحمل الشعلة ويتابع الطريق حاضرًا أبدًا". وأكد أن: "المسيرة لا تتوقف باستشهاد رجل، بل تستمر، وتتوسع، وتتجذر".
الوزير بيرم أكّد أن هذا المجتمع ليس حالًا ظرفية، كما يحاول البعض تصويره، هو منظومة أخلاقية إنسانية كونية، تمثّل اليوم حجية أخلاقية أمام العالم بأسره، في عصرٍ يُرتكب فيه القتل بدمٍ بارد، وتنتهك فيه كرامة الإنسان من دون أن يتحرك ضمير دولي أو قانون أممي. وأوضح أن مجتمع المقاومة يُقاتل في سبيل القيم، لا لمصلحة ذاتية، ويقدّم التضحيات الكبرى في زمن الانهيار الأخلاقي، حيث المال يحكم، والسكوت الدولي يغطي جرائم الإبادة بحق شعوبٍ تريد فقط أن تعيش بكرامة.
السيد نصر الله.. الضمير الفعّال للبشرية
في معرض حديثه عن مكانة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله؛ شدد بيرم على أن "الشهيد السيد لم يعد فقط رمزًا لبنانيًا أو حتى عربيًا، هو بات الضمير الفعّال للبشرية وتحوّل في زمن السقوط القيمي العالمي إلى بوصلة حقّ لكل أحرار الأرض". وأضاف: "لم يبع، لم يساوم، لم يتراجع، بقي واقفًا حيث سقط الآخرون. هو اللسان الصادق في وجه الزيف، وهو الراية الواضحة في زمن الضباب السياسي".
في معرض كلامه عن مجتمع المقاومة، أعاد الوزير بيرم التأكيد على أن المقاومة امتداد لمسار الأنبياء والصالحين. وقال:"نحن أمة تنتمي إلى هذا المسار. استشهد الأنبياء، واستشهد الإمام الحسين- عليه السلام- لكن من الحسين نأخذ الدرس: قبل استشهاده كان معه 120، وبعد استشهاده أصبح معه مئات الملايين، لأنه لم يكن جسدًا فقط، كان فكرة، وكان ثقافة، وكان منظومة أخلاقية قيمية. وهكذا هو مجتمع المقاومة، من هذه السنخية هو، ومن هذا المعدن النقي يُصاغ".
مجتمع المقاومة... نواة الصمود العربي والإنساني
في ختام تصريحه لموقعنا، شدد بيرم على أن مجتمع المقاومة يشكّل، اليوم، نواة الصمود العربي والإسلامي والإنساني، أيضًا، مؤكدًا أن: "هذا المجتمع هو الذي يقدّم الردّ الحقيقي على طغاة العصر وناهبي الأوطان، وعلى أنظمة التطبيع والانبطاح".