اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي من تحت موقع رادار العدو.. العملية الانتخابية تتواصل في شبعا

لبنان

لبنان

عرس انتخابي في الجنوب.. إرادة الصمود حاضرة رغم التحديات الأمنية 

يرسّخ المواطنون في الجنوب خيار الوحدة والتلاحم بعيدًا عن الفتن والتجاذبات
85

عند الساعة السابعة من صباح اليوم السبت، فتحت مراكز الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية أبوابها أمام الناخبين لممارسة حقهم الوطني في الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية. وشهدت هذه العملية انتظامًا ملحوظًا وأجواءً هادئة تنمّ عن حرص الجميع على إنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي، رغم التحديات الخارجية والظروف الأمنية المحيطة.

توافقات وطنية وعائلية تكرّس مبدأ التزكية

في خطوة تؤكد على روح التفاهم والتعاون، لامس عدد البلدات التي شهدت تزكية بلدياتها ومختاريها ما يقارب الثمانين بلدة في محافظتي الجنوب والنبطية. هذه التزكية جاءت نتيجة اتفاقات وتوافقات أدراها الثنائي الوطني، حركة أمل وحزب الله، بالإضافة إلى عوامل المصالحات العائلية التي ساهمت في تفادي النزاعات الانتخابية في عدد من المناطق، ممّا عزز الوحدة الوطنية.

نسبة الاقتراع والعملية الانتخابية في قضاء النبطية

وفقًا لإحصاءات وزارة الداخلية، سجلت نسبة الاقتراع حتى الساعة التاسعة صباحًا حوالي 2%، وهو مؤشر طبيعي لبداية اليوم الانتخابي، مع توقع ارتفاع هذه النسبة خلال الساعات القادمة.

يضمّ قضاء النبطية 40 بلدة وقرية، حيث فازت بالتزكية 11 بلدة من بينها جباع، سيناي، حومين الفوقا، حبوش، حاروف، كفرصير، القصيبة، عزة، قعقعية الجسر، زبدين، عربصاليم، وعين قانا الشرقية. بينما تجرى الانتخابات الفعلية في 29 بلدة من أجل انتخاب 189 قلم اقتراع و400 قلم اختياري.

إجراءات أمنية وتنظيمية لضمان سير العملية الانتخابية

وجرت عملية الاقتراع في ظل حماية مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ما وفر أجواء من الطمأنينة للمواطنين الذين بدؤوا يتوافدون تدريجياً إلى مراكز الاقتراع. 

وفي خطوة تنظيمية مهمة، تم نقل صناديق الاقتراع من بعض بلدات الحافة الأمامية المتضررة إلى مراكز آمنة داخل مدينة النبطية، لضمان عدم تأثر العملية الانتخابية بأضرار البنية التحتية في هذه المناطق.

كذلك تمّ توزيع الصناديق على عدة مدارس ومراكز، منها المهنية الرسمية في النبطية، متوسطة الإمام الصدر في قبريخا، متوسطة سمير كريكر، ثانوية الصباح، ومدرسة حبوش الرسمية.

 

اللوائح الانتخابية في النبطية وتنافسها

مدينة النبطية شهدت منافسة بين لائحتين، حيث تشكلت لائحة "التنمية والوفاء" الكاملة والتي تضمّ 21 عضوًا، في مقابل لائحة "النبطية تستحق الحياة" التي تضم 12 عضوًا فقط. وقد حظيت لائحة "التنمية والوفاء" بقبول واسع، خاصة بعد حفاظها على التمثيل المسيحي في المجلس البلدي عبر ترشيح شمعون عساف والمختار نمر عساف الذي حاز على التزكية.

أجواء المشاركة والآراء الشعبية

تحدث عدد من الناخبين الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم في هذا اليوم، مؤكدين أهمية المشاركة في الانتخابات باعتبارها استحقاقًا وطنيًا يعزز من التمثيل الشعبي ويسهم في بناء مستقبل أفضل للبلدات والمجتمعات المحلية.

وقال أحد الناخبين: "الانتخابات فرصة لتجديد الثقة بالقيادات المحلية التي تمثلنا وتدافع عن مصالحنا، ونحن نؤمن بأن التوافق الوطني هو السبيل لتجنب الانقسامات والحفاظ على وحدة الصف."

وأضاف آخر: "رغم التحديات الأمنية التي نمر بها، نحن مصممون على المشاركة بكثافة اليوم، لأن الصوت هو السلاح الأقوى في وجه كل من يريد أن يعرقل مسيرة التنمية والاستقرار."

كما أشار ناخب ثالث إلى أن "التزكية في العديد من البلدات تعكس حقيقة التوافق والمصلحة العامة، وهي رسالة واضحة بأن أبناء الجنوب يريدون الاستقرار والعمل المشترك بعيداً عن المناكفات السياسية الضيقة".

 

متابعة رسمية وحضور أمني

وتُتابع محافظة النبطية الدكتورة هويدا الترك عن كثب مجريات العملية الانتخابية من غرفة العمليات في سرايا النبطية، مبدية ارتياحها للانضباط والتنظيم الذي رافق افتتاح مراكز الاقتراع. 

على الجانب الأمني، لم تتوقف طائرات العدو "الإسرائيلي" المسيّرة عن التحليق فوق قضاء النبطية وإقليم التفاح منذ ساعات الفجر الأولى، محاولة خلق حالة توتر، لكن الجميع أكدوا أن هذه المحاولات لن تثنيهم عن أداء واجبهم الوطني.

 

الجنوب يثبت من جديد صموده ووفائه لخيار المقاومة

هذا العرس الانتخابي في الجنوب والنبطية هو شهادة جديدة على تمسّك أبناء هذه المناطق بثوابتهم الوطنية وبالمقاومة التي تحمي الأرض والإنسان.

ومن خلال المشاركة الفاعلة أو التوافق على التزكية، يرسّخ المواطنون في الجنوب خيار الوحدة والتلاحم بعيدًا عن الفتن والتجاذبات، ليؤكدوا أن صوت الجنوب هو صوت الحق والكرامة والاستقلال.

المصدر : مصطفى عواضة
الكلمات المفتاحية
مشاركة