اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي محاضرة ثقافية في حسينية بلدة العين بذكرى رحيل الإمام الخميني (قده)

لبنان

النائب كرامي: العدو
لبنان

النائب كرامي: العدو "الإسرائيلي" هو من يعرقل انطلاق الحوار الوطني بين اللبنانيين

70

لمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي ألقى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي كلمة قال فيها إنّه: "مضى عام آخر، وماتت أشياء وأسماء ووجوه، ويبقى رشيد كرامي، سيرة ومسيرة وذكرى لا تموت. في الأول من حزيران، ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي أرى من واجبي أن أتوجّه إلى الأجيال الجديدة، لأعيد التذكير بأن شهيدنا الكبير مات مظلومًا. فهو لم يكن طرفًا في الحروب الأهلية التي نهشت الوطن، ولم يكن راعيًا لميليشيا، ولم يحد لحظة عن تمسكه بوحدة وعروبة لبنان، ولم يكف لحظة عن العمل من أجل الوصول إلى تسوية قائمة على الوحدة الوطنية لإنقاذ البلاد عبر الحوار والتوافق".

وأضاف: "لكن كل ذلك لم يشفع له، ونالت منه يد الغدر في يوم أسود يشبه وجوه القتلة. ومن يراجع اليوم سيرة الرشيد، يكتشف أن هذا الرجل الطيب لم يجد سوء الظن والارتياب مدخلًا إلى عقله وقلبه وضميره، ولم يجاهر بالعداء لغير دولة الاحتلال "إسرائيل". وتكشف لنا سيرته أيضًا أن رشيد كرامي اتخذ الاستقامة والنزاهة نهجًا لعمله في الشأن العام، وفي تصديه للمسؤوليات التي قبض عليها. هو الذي ترأس عشر حكومات، وخرج منها نظيف الكف، وأبيض لم تلوثه شوائب السلطة، مؤمنًا على الدوام أن المال مفسدة، حتى صار اسمه ونهجه مدرسة في الحياة السياسية المعاصرة".

وتابع: "مع المتغيرات التي طرأت في المنطقة وتركت انعكاساتها على لبنان، يحتاج الكثيرون إلى ما يشبه التحديث، للتمكن من تلبية المرحلة، إلا نحن، أصحاب إرث عبد الحميد والرشيد وعمر، فبالنسبة لنا لم يختلف شيء ولن يختلف، وثوابتنا هي ثوابتنا، ومواقفنا هي مواقفنا، تروح الأيام وتأتي الأيام ونبقى نحن نحن".

وأعاد كرامي التأكيد على هذه الثوابت مشيرًا إلى أننا "نحن عروبيون. والعروبة خيارنا ومصيرنا، وقدّمنا أغلى الناس، الرئيس رشيد كرامي شهيدًا على مذبح عروبة لبنان". 

واليوم، مع المفترقات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية، لدينا ثقة مطلقة بالمسار العروبي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبقدرة هذا المسار على الحفاظ على حقوق الدول والشعوب العربية، مؤكّدًا في هذا السياق التمسك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرض فلسطين التاريخية، دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة الاحتلال، وفي العمل بشتى الوسائل لتحرير أرضه، وهو حق أقره ميثاق الأمم المتحدة.

ولفت النائب كرامي إلى أنّ "التعاطي الوطني الذي يقوده الرئيس جوزاف عون مع ملف حصر السلاح بيد الدولة، يمثل منتهى الحكمة ومنتهى المسؤولية. ونحن معه، نؤمن أن كل ملفاتنا الداخلية لا يمكن مقاربتها سوى بالحوار. ونؤكد على ما قاله الرئيس عون بأن المطلوب السرعة وليس التسرّع، لأن أي مقاربة لهذا الملف بشكل متسّرع تؤدي إلى التصادم الداخلي الذي لا نريده، كما نؤكد أن العدو "الإسرائيلي" هو من يعرقل انطلاق الحوار الوطني بين اللبنانيين عبر اعتداءاته واستباحته التي لم تتوقف وتجاهله لتطبيق الاتفاق 1701، وأن على الولايات المتحدة الأميركية، وقبل أن تمارس ضغوطها على لبنان، أن تمارس هذه الضغوط على دولة الاحتلال".

وتابع: "لقد منحنا الحكومة الحالية ثقتنا، لكن الأيام تظهر أن عناوين التغيير والإصلاح والمساءلة لا تزال أكبر من هذه الحكومة، ونحن نرى أن البدء في تطبيق اتفاق الطائف نصًا وروحًا هو المفتاح للوصول إلى هذه العناوين الكبرى. والإصلاح ليس كلامًا في الهواء، بل هو إرادة وقرار، يحتاجان إلى رجال حكم إصلاحيين يمثلون الشعب اللبناني ويمتلكون جرأة خوض هذه التحديات، ونحن مؤمنون بأن الإصلاح آتٍ وأن الشعب اللبناني سيكون الداعم الأكبر لهذا الإصلاح".

وحول العلاقات مع سورية لفت كرامي إلى أنّ هذه العلاقة "رسمها القدر عبر التاريخ والجغرافيا، وما ترسمه الأقدار لا تبدله المتغيرات. ونحن كنا وما زلنا مع وحدة سورية أرضًا وشعبًا، ومع ما يختاره السوريون لأنفسهم، ونتمنى لسورية استعادة الاستقرار والأمان لأن ما يصيب سورية حكماً يصيب لبنان".

وأضاف: "اسمحوا لي أن أتوجه للطرابلسيين مباركًا لهم الإنجاز الديمقراطي الذي تحقق بانتخاب مجلس بلدي جديد. ودعوني أوضح أننا في تيار الكرامة خضنا المعركة بوصفها سباقًا ديمقراطيًا تحت عنوان الإنمـاء، وحققنا الفوز في عدد من البلديات. ومعاذ الله أيها الإخوة القول أن السياسة تُعيب الانتخابات، كما يحلو للبعض أن يروجوا، لأن ما يعيب فعلًا هو الفساد، سواء كان معششًا داخل الجسم السياسي أو خارجه. وقد تعرضنا في هذه الانتخابات لهجوم بعض الممسوسين على خلفية أننا سياسيون، وكنتيجة بديهية كما يدعون، فإن كل سياسي فاسد بالضرورة. هذا محض افتراء، والأهم أنه محض تدليس، لأن هؤلاء لا يهاجمون الفاسدين حقًا وصدقًا، وإنما يتقصدون تشويه صورتنا كتيار بكل رموزه، ولو أردت الانجرار إلى السفه لسميت لهم من هم الفاسدون و لتحديتهم في مهاجمتهم إن كانوا صادقين، لكنني أربأ بنفسي عن هذه المهاترات مكتفيًا بالقول إن السياسة كما نفهمها كانت دائمًا وتبقى منتهى الرقي في العمل وفي خدمة الناس والمصلحة العامة. ليس لدي أيها الأحبة قدوةٌ أهم من رشيد كرامي في تعريف السياسة، مستذكراً إنه باني المؤسسات، ولا أبالغ إذا قلت إنه باني مُعظم مؤسسات الدولة التي نعرفها حاليًا حين توفّر مناخ الإصلاح عير تفاهم رئيس جمهورية من قياس فؤاد شهاب ورئيس حكومة من قياس رشيد كرامي. ومع ذلك لم يفقد رشيد كرامي إيمانه بدولة المؤسسات، وهو الإرث الذي حمله الراحل الرئيس عمر كرامي مناضلًا في سبيله غير قابل للانخراط في نقيضه مهما كانت المغريات".

وأردف: "دم رشيد كرامي لا يسقط بتقادم الزمن، وهذا الدم لم يكن يومًا عنوان تخريب أو احتراب، ولن يكون. وأكرر كما كل سنة وكل ذكرى أننا طلاب عدالة ولسنا طلاب انتقام وشعارنا كان ويبقى: لم نسامح ولن ننسى. وإني أعاهدك أيها الرشيد بأن أحب لبنان بكل أطيافه وطوائفه ومكوناته ومميزاته كما أحببته، وبأن أسعى في نهج الوحدة الوطنية مناديًا بالحوار والتوافق مهما كانت الاختلافات في الشؤون السياسية. وإني أعاهدك أيها الرشيد بأن أحب طرابلس بعض حبك لها، وهذا البعض يفيض عن مخزون أي إنسان في الحب. أعاهدك بأن أحب أهلها وشوارعها وبحرها ونهرها، وفيّء الشجيرات في كرم القلة. أعاهدك بأن أحب الميناء ومرياطة وبقاعصفرين وكل الضنية وكل المنية وكل عكار وكل الشمال. أعاهدك أيها الرشيد بأن ذكراك باقية ما بقيت شمس تشرق وشمس تغيب، وبأن حضورك فينا ومعنا لطيف وبهيّ ونقيّ كالغيم الأبيض، كصوت المؤذن من الجامع الكبير، كعجقة ساحة التل، كرمين النحاس تحت المطارق، كالحب الذي حين يحضر يلغي كل ما عداه".
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة