اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي تفاصيل لقاء الـ45 دقيقة بين كتلة الوفاء للمقاومة والرئيس سلام

عين على العدو

 أزمة قانون التجنيد تهدّد حكومة الاحتلال:
عين على العدو

 أزمة قانون التجنيد تهدّد حكومة الاحتلال: "شاس" يعلن دعمه لحلّ "الكنيست"

250

تفاقمت الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحاكم في الكيان الصهيوني على خلفية قانون التجنيد المثير للجدل، والذي تسعى الأحزاب الحريدية إلى تمريره لتأمين إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. وفي تطوّر لافت، قررت كتلة حزب "شاس" الحريدي، مساء اليوم الأربعاء 04 حزيران/يونيو 2025، دعم التصويت لصالح حلّ "الكنيست"، في خطوة قد تمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة.

وجاء هذا القرار عقب اجتماع مغلق دعا إليه زعيم الحزب أرييه درعي، وشارك فيه وزراء وأعضاء الكتلة المنتمين للحزب،  والذين غادروا مقر "الكنيست" دفعة واحدة للمشاركة في الاجتماع الذي عقد خارج المبنى.

وقال مصدر داخل "شاس": إن الحزب "لن يكون المبادر في هذه الأزمة، بل سيدع حزب يهدوت هتوراة يتصدر المشهد"، مضيفًا أنه في حال لم يتم التوصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل، "فسنطالب بإجراء الانتخابات بعد أيلول/سبتمبر، لتجنب الإضرار بالعام الدراسي لطلاب المعاهد الدينية".

توتر داخل المعسكر الحريدي


قرار شاس يأتي في أعقاب تصاعد التوّتر بين الأحزاب الحريدية وحزب "الليكود"، إثر فشل اجتماع عُقد ليلة أمس بين ممثلين عن "الحريديم" ورئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، يولي إدلشتاين (من "الليكود"، والذي وُصف من قبل "الحريديم" بـ"الفاشل".

فقد زاد الخلاف بشأن قانون التجنيد عمقًا، لا سيما في ما يتعلق بعدد "الحريديم" المفترض تجنيدهم، والعقوبات المفروضة على الممتنعين، والمؤسسات التعليمية التي ترفض التعاون.

وأشارت مصادر حريدية إلى أن إدلشتاين أدرج شروطًا جديدة في مشروع القانون لم تكن مطروحة سابقًا، مما زاد من حدة التوتر. واتهمت تلك المصادر نتنياهو نفسه بعدم إدراك خطورة المأزق السياسي الحالي، وغيابه عن إدارة الأزمة بشكل مباشر.

خطوات متسارعة نحو الحل أو الانهيار

في موازاة ذلك، يتحرك قياديون في حزب "أغودات يسرائيل"، أحد مكوّني كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية، لدعوة "مجلس كبار حكماء التوراة" للانعقاد، تمهيدًا لإلزام نواب الحزب بدعم حلّ "الكنيست" رسميًا. وتشير المعلومات إلى أن الزعيم الروحي لحزب "ديغل هتوراة"، الحاخام دوف لاندو، أوعز للنائب موشيه غفني بالانسحاب من الائتلاف، ما قد يمنح نتنياهو بضعة أسابيع لحلحلة الأزمة.

مع ذلك، تشير تقديرات داخل المؤسسة السياسية " الإسرائيلية" إلى أنه إذا ما قررت "يهدوت هتوراة" التقدم بمشروع قانون لحلّ "الكنيست" أو الانسحاب من الحكومة، فسيصعب على شاس البقاء في الائتلاف دون الانضمام إليها.

حسابات درعي المعقّدة

يحاول أرييه درعي الموازنة بين ضغوط قاعدته الحريدية، ومراعاة أن جزءًا كبيرًا من ناخبي حزبه هم من المتدينين التقليديين الذين يخدمون في الجيش، ويدعمون نتنياهو شخصيًا. كما يخشى درعي من أن يؤدي حلّ "الكنيست" في هذا التوقيت إلى فقدان حزبه السيطرة على وزارة الأديان، وبالتالي إجهاض تعيينات حاخامية مرتقبة، من ضمنها تعيين ابن شقيقه كحاخام لمدينة بئر السبع.

لهذا، يرى درعي أن السيناريو الأفضل هو التوصل إلى تفاهم مع نتنياهو على موعد للانتخابات المبكرة، دون أن يُتهم بأنه أسقط حكومة اليمين، وهي حكومة يعتبرها جمهور شاس أساسية في المعركة على الهوية الدينية للدولة.

تحذيرات من الداخل اليميني

وفي ظل هذه التوترات، حذّر وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، من أن الأزمة بلغت مرحلة حساسة تهدّد استمرار الحكومة، وقال لأعضاء كتلته البرلمانية، إن "الانتخابات تعني وقف وخسارة الحرب"، داعيًا إلى وقف التصريحات الإعلامية لإفساح المجال أمام جهود التهدئة.

 أزمة بنيوية أم صراع مصالح؟

تعكس هذه الأزمة التي قد تكون الأخطر على حكومة نتنياهو، المأزق البنيوي في الائتلاف اليميني الذي يقوم على توازنات هشة بين مصالح التيارات الدينية المتشددة والقوى الأمنية والمؤسسات العسكرية. ففي الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب الحريدية إلى حماية طلابها من التجنيد، تتعرض الحكومة لضغوط من المؤسسة الأمنية والشارع العلماني لإقرار صيغة أكثر مساواة في تحمل الأعباء الوطنية.

وفي حال لم تنجح محاولات التسوية خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن "إسرائيل" قد تكون على موعد جديد مع صناديق الاقتراع، وسط أزمة سياسية عميقة، وواقع أمني وعسكري غير مستقر.

الكلمات المفتاحية
مشاركة