لبنان

يحكى عن سعي أميركي "إسرائيلي" لإنهاء مهمّة "اليونيفيل" بعد عقود من عملها في جنوب لبنان
لا بد أن نذكِّر بأن "إسرائيل" طلبت من قيادة "اليونيفيل" في بداية الحرب البرية على لبنان الصيف الماضي، إخلاء مراكزها والتوجّه شمالًا بعمق ٥ كلم بهدف إنشاء منطقة عازلة. وكانت قيادة "اليونيفيل" بشخص قائدها الجنرال لازارو رفضت هذا الطلب، كما رفَضَه أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أيضًا. وقد تعرضت قوات الطوارئ الدولية لعدة اعتداءات مقصودة من الجيش "الإسرائيلي" خلال هذه العملية حتّى وصل به الأمر إلى أن يقصف مدخل القيادة في الناقورة.
أما اليوم فنسمع نغمة إنهاء عمل "اليونيفيل" في جنوب لبنان باتفاق أميركي "إسرائيلي"، الخبر الذي نفته أميركا.
وهذا له ثلاثة تفسيرات:
الأول أن "إسرائيل" تريد إخلاء منطقة جنوب الليطاني من القوات الدولية بهدف احتلالها بالكامل وضمها إلى فلسطين المحتلة. ولكن هذا القرار يلزمه تصويت في مجلس الأمن، فهل هذا الهدف متاح؟ خاصة أن هناك خلافات كبيرة في أروقة الأمم المتحدة بين الدول الأعضاء وخاصة بين أميركا والصين وروسيا.
الثاني، أن هدف "إسرائيل" تضخيم الطلب لتحصل على قرار يضع القرار ١٧٠١ تحت الفصل السابع بحيث يسمح لهذه القوات الدولية باستعمال القوّة لتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي لتتحول قوات "اليونيفيل" إلى قوات متعددة الجنسيات.
الثالث، الوصول إلى تعديل في بنود القرار ١٧٠١ بحيث تعطى لقوات الطوارئ الدولية صلاحيات أكثر وحرية عمل أكبر تجعلها متحررة من كلّ البروتوكولات المعمول بها حاليًا.
إننا على بعد أقل من ثلاثة أشهر من موعد التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. ففي شهر آب يناقش طلب الحكومة اللبنانية الذي سترسله وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة لهذا الغرض، فهل سيكون لبنان على قدر حجم هذا التحدّي الكبير الذي يجعل لبنان وجنوبه في مهب الريح؟
وجود قوات الطوارئ الدولية في لبنان ضرورة قصوى، أقلَّه أن هناك عينًا دولية ترى وتسجل إجرام وخروقات هذا الكيان.
كما أن وجود هذه القوات ينعش اقتصاد سكان الجنوب نظرًا للحركة التجارية التي ينتجها هذا الوجود وللمساعدات العينية والتقنية والطبية والزراعية التي تقدمها هذه القوات لمختلف بلدات الجنوب.
دولة الرئيس نبيه بري صرح أنه مع قوات الطوارئ الدولية ظالمة أم مظلومة لعلمه العميق أن لوجودها ضرورات قصوى تفيد لبنان على كافة الصعد.
أشهر قليلة تفصلنا عن مناقشة التمديد لـ"اليونيفيل" في مجلس الأمن في نيويورك، فعلى السلطة السياسية في لبنان أن تكثف تحركاتها وأن تتواصل مع عواصم القرار لتجنب نجاح "إسرائيل" في مسعاها التخريبي العدواني.