اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي سلام في مؤتمر "إعادة بناء لبنان": الهجمات "الإسرائيلية" دمرّت البنى التحتيّة

عين على العدو

الجنود الصهاينة يشكون من الخدمة النظامية: مُنهكون ومضطربون نفسيًا
عين على العدو

الجنود الصهاينة يشكون من الخدمة النظامية: مُنهكون ومضطربون نفسيًا

65

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" توصيف جنود صهاينة من الخدمة النظامية للواقع اليومي الذي يعيشونه، بعد سنة وثمانية أشهر من القتال المتواصل.

هؤلاء يصفون واقع الحال بالقول: "إرهاق جسدي وذهني، تآكل مستمرّ نتيجة طول مدة القتال، توتر مع القادة في الميدان، إحباط من الانقسام في الجبهة الداخلية، غياب أفق انتهاء القتال وتساؤل عن هدف الحرب".

جندي صهيوني: أنا مرهق

شاحر - اسم مستعار، كما جميع الأسماء في المقال- جندي في لواء من المشاة، بدأ الشهر الرابع الأخير من خدمته، وهي المدة التي أضيفت مؤخرًا بقرار جديد رفع مدة خدمة الذكور إلى ثلاث سنوات، يقول: "في بداية الحرب، كنا مفعمين بالطاقة، وكنتُ مستعدًا للتضحية بالكثير.. في مرحلة ما، انتقلنا إلى الشمال وهناك شعرنا أيضًا بأهمية المعركة. كنا نرى المدارس تعود إلى العمل، المراكز التجارية تفتح أبوابها، وشعرنا بالفخر. نقطة الانهيار كانت عند انتهاء وقف إطلاق النار والعودة إلى القتال في غزة. لا أحد يعرف كم سيستمر، الجميع منهكون، وعدم اليقين هو المشكلة الأساسية".

يتابع شاحر، والذي سينضم مباشرة إلى قوات الاحتياط بعد انتهاء خدمته: "الدافع الوحيد المتبقّي له هو الرفاق.. بعد يومين في غزة، تتوقف عن التفكير بالمهمة. تفكّر فقط بأصدقائك، وكيف تحافظ عليهم.. أنا مرهق، سأنهي هذه الأشهر الأربعة، ثم سأرى ماذا سيحصل".

جندي في لواء من المشاة: هكذا تردون لي الجميل؟ 

بدوره، يقول نوعام، وهو جندي في لواء من المشاة من المقرر أن يتسرّح في كانون الأول/ ديسمبر: "بدأتُ أشعر بالتغيير منذ كانون الثاني/يناير من العام الماضي. الحماسة بدأت تخفت. كل شيء كان ما يزال جديدًا، وفهمنا أننا في عمل مهم، لكن بدا أننا انتقلنا من مهام هجومية إلى مهام دفاعية. بدأنا نشعر أننا في انتظار، ننتظر حدوث شيء بدلًا من أن نكون مُبادرين. هذا الوضع استمر سنة كاملة. كان ذلك صعبًا ومُحبِطًا. تبدأ تشكّك في الأهداف وفي معنى الحرب نفسها".

ويتحدّث نوعام عن القتال المستمرّ؛ فيقول: "فجأة تسمع مصطلحات مثل "اقتصاد الذخائر"، وتدرك أنك مجرد بيدق، وأن حياة المقاتلين ليست ذات قيمة كبيرة. يشرحون لك أن الأهم هو توفير المال لقنابل الطائرات، حتى لو كان الثمن أن يصعد مقاتل فوق عبوة ناسفة أو يدخل إلى منزل مفخّخ. أنا أقدّم كل شيء، روحي وحياتي، وهكذا تردون لي الجميل؟ عندما تحدث أمور كهذه، عندما لا يكون للحرب أهداف عسكرية واضحة، بل فقط حسابات سياسية، وعندما لا يسمحون لك بالتقدم والمبادرة، فإن الدافع القتالي يتضرر بشكل كبير".

ويتطرق الى الأثمان النفسية الباهظة: "أشارك أصدقائي بأني استيقظ في الليل وأنا أتعرق من كابوس، فيردون علي: "مرحبًا بك في النادي". هذا أصبح أمرًا عاديًا. الجميع متأثّرون بدرجة معيّنة، كل واحد يحمل شيئًا ما على طيف اضطراب ما بعد الصدمة".. كل ضابط من الصحة النفسية تسأله متى سينتهي هذا، سيقول لك: عندما تخلع الزي العسكري".

جندي من سلاح المدرعات: تراجع الدافعية والانتباه

أمير، هو جندي في سلاح المدرعات أتمّ أكثر من نصف مدة خدمته النظامية، يقول إن: "التآكل النفسي والجسدي سببه طول مدة الحدث وعدد المواقف التي مررنا بها، فكل موقف يترك أثرًا جديدًا. وتابع: "أنظر إلى الوراء وأقول: أنا والأشخاص من حولي لم نعد كما كنا .. لا في البداية ولا في منتصف الحرب.. هناك تراجع واضح في الدافعية والانتباه. الناس بدؤوا يأخذون التهديدات والواقع الذي نعيشه بجدية أقل. التدهور العقلي والنفسي حادّ.. هناك من حاول إيذاء نفسه، من أولئك الذين لا ينامون ليلاً". وبحسب أمير، أُدخل جنديان من سلاح المدرعات السجن، في الأسبوع الماضي، بعد أن رفضا مواصلة القتال بسبب الإنهاك.

وتابع: "الناس فعلًا لم يعودوا قادرين على الاستمرار، وخصوصًا في سلاح المدرعات،؛ لأن الدائرة هنا لا تتوقف: تدخل، ثم عند الخروج يجب صيانة المعدات والاستعداد للدخول التالي. أنا أتفهمهم تمامًا. أعتقد بأن بعض أصدقائي في الوحدة بدؤوا يأخذون هذا الخيار بجدية". وأردف: "هذا يحدث أساسًا بسبب نقص القوى البشرية. من المؤسف أنه لا يوجد تجنيد أوسع، على الأقل للوحدات القتالية.. يُمدَّد للجنود خدمتهم مرة تلو الأخرى، والإرهاق حقيقي. الناس ينهارون ويعملون بأداء أقل. هذا يُعرّض الأرواح للخطر".

الكلمات المفتاحية
مشاركة