اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي قاآني: مزاعم ضعف إيران والمقاومة في المنطقة مجرد أحلام

عين على العدو

عين على العدو

"يديعوت أحرونوت": "إسرائيل" لم تستخلص الدروس من حرب لبنان الأولى قبل 43 سنة

144

قال المؤرخ والباحث السياسي "الإسرائيلي" آفي شيلون، في مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية"، إن: "الحرب في غزة حظيت بالعديد من المقارنات، منذ اندلاعها. المقارنة الأولى كانت مع حرب "يوم الغفران" بسبب عنصر المفاجأة، والإخفاق العسكري، وحقيقة أن الحربين اندلعتا بفارق 50 سنة، وكلتاهما في تشرين الأول/أكتوبر".

وأضاف: "في مراحل معيّنة، حينما تعرّضت "إسرائيل" إلى هجمات من جبهات متعددة بدت وكأنها فقدت قدرتها على الردع، كان من الممكن مقارنتها بحرب الأيام الستة، لكن هذه المرة بدا أن العرب هم الطرف المنتصر. ومن ناحية أخرى، هناك من شبّهوا الحرب تحديدًا بحرب "الاستقلال"، سواء لطول أمدها، أو لأنها تمسّ جوهر الصراع، وأيضًا لأنها دارت على عدة جبهات".

وتابع: "مع ذلك، فإن المقارنة الصحيحة، والتي يجب استخلاص الدروس منها، هي مع حرب لبنان الأولى التي اندلعت بالضبط في مثل هذا الشهر قبل 43 عامًا. كذلك قادت الحرب حكومة يمين، وفي الواقع كانت تلك أول حرب تُفتتح تحت قيادة "الليكود". ويظهر الشبه أيضًا في أن العدو كان حينها منظمة التحرير الفلسطينية التي تمركزت في جنوب لبنان، وهددت من هناك بقصف الشمال بصواريخ الكاتيوشا لمسافة 40 كيلومترًا، وكذلك حينها اندلعت الحرب تحت إجماع على الهدف المُعلن، وهو إبعاد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى ما وراء 40 كيلومترًا عن الحدود كي لا تتمكن الكاتيوشا من السقوط في الشمال".

وأردف: "لكن الشبه الأكثر أهمية هو أنه بعد أن نجح الجيش "الإسرائيلي" في إبعاد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية، وفقًا للهدف الأصلي، تبيّن أن الحرب ستستمر وقتًا أطول مما كان متوقعًا، وأن لدى الحكومة خططًا لم تُعلن". وأوضح: "في آب/أغسطس 1982، فرضت "إسرائيل" حصارًا على غرب بيروت مطالبة بنفي مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية، ونجح الجيش حينها في مهمته وغادر آلاف المقاتلين، بينهم ياسر عرفات، بيروت إلى تونس، لكن، وفي مثل هذا اليوم، لم يُعدّ هذا الإنجاز "نصرًا مطلقاً" حتى الآن".

وأشار إلى أن ""إسرائيل" ادعت أن هناك "مخربين" - وفقًا لتعبيره- آخرين يختبئون في المنطقة، فحاولت "إسرائيل" حينها الاستعانة بقوة محلية، وكانت تلك القوة هي "القوات اللبنانية" التي كان يفترض أن تُكمل المهمة، وتقضي على من تبقّى من رجال منظمة التحرير، بينما كان الجيش "الإسرائيلي" ما يزال على الأرض ولم ينسحب".

وقال: "في الواقع أن القوات اللبنانية ارتكبت مذبحة بحق الفلسطينيين، في مخيمي صبرا وشاتيلا، في منطقة كانت تحت رقابة "إسرائيلية"، فشوّهت صورة الجيش "الإسرائيلي" في العالم، واتُّهِمت "إسرائيل" بالمسؤولية عن إصابة أبرياء، وهكذا تعمّق الانقسام الاجتماعي بين معارضي الحرب الذين تظاهروا ضدها في الشوارع، وبين مؤيدي الحكومة". وأضاف: "في نهاية المطاف، وبعد ثلاث سنوات من اندلاع الحرب، انسحبت "إسرائيل" إلى الشريط الأمني، والذي انسحبت منه نهائيًا فقط في العام 2000".

وأكد أنه: "خلال تلك الحرب، حققت "إسرائيل" العديد من الإنجازات العسكرية، لكن، في نهاية المطاف، لم تُنهِ الضربة العسكرية منظمة التحرير، بل إن عرفات، من مقره في تونس، نجح في العودة إلى مركز الساحة بعد توقيع اتفاق أوسلو، والحلم بتغيير وجه لبنان بالقوة تلاشى مقابل الاعتراف بأنه بدلًا من منظمة التحرير، نشأ في لبنان تنظيم أكثر خطورة، وهو حزب الله".

ولفت إلى أنه: "مع ذلك، من نواحٍ عديدة، حتى حرب لبنان كانت تُدار بشكل أفضل من الحرب الحالية. أولًا، لأنه على الأقل كان لدى الحكومة في البداية هدف سياسي، حتى وإن لم يكن واقعيًا للتحقق: وهو توقيع اتفاق سلام مع لبنان. وثانيًا، لأنه- كما في أيامنا هذه- عمّقت الحرب الانقسام داخل الشعب، واتُّهِم مناحيم بيغن‎ ووزير الأمن (الحرب) حينها أرئيل شارون بـ"حرب خداع"، لكن لم يشكّ أحد في أن الحرب نابعة من مصلحة سياسية شخصية".

وتابع: "فرق حاسم آخر، وهو أن بيغن، بخلاف الزعيم الحالي لـ "إسرائيل"، لم يكتفِ فقط بتحمّل المسؤولية عندما أدرك أن الجيش "الإسرائيلي" غارق في المستنقع اللبناني الذي أُرسلته إليه الحكومة، بل عاقب نفسه بشكل يشبه جلد الذات، وشمل انعزالًا في منزله لمدة تسع سنوات".

المصدر : محرر شؤون العدو في موقع العهد
الكلمات المفتاحية
مشاركة