اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الأضرار في "تل أبيب" الكبرى جراء الصواريخ الإيرانية

إيران

الصحف الإيرانية: العدو فشل في الحرب النفسية والقبة الحديدية تصل لطريق مسدود
إيران

الصحف الإيرانية: العدو فشل في الحرب النفسية والقبة الحديدية تصل لطريق مسدود

57

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 17 حزيران 2025 بالتطورات الداخلية والدولية للعدوان على إيران.

الحرب النفسية سلاح الصهاينة

بداية مع صحيفة "همشهري" التي قالت "بدأ الصراع بين إيران والصهاينة بشكل مختلف منذ اليوم الأول، مع غزو الكيان الصهيوني لحدود الوطن، ولم يعد هناك أي قتال من بعيد في هذه المعركة، وبالنظر إلى تاريخ الصهاينة، يجب توقع استخدام أدوات الحرب النفسية"، مضيفًا: "لتحليل الوضع بشكل صحيح، يكفي رصد بعض الحسابات الحقيقية والمزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي حسابات لعبت طوعًا أو كرهًا في الحرب النفسية بنشر أخبار كاذبة والتأكيد على تجنب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قتل المدنيين". 

وأضافت: "وسط الضجيج المرتبط بالأكاذيب على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، يتم الكشف عن الحقيقة دون تعديل، تمامًا مثل برنيا عباسي، ابنة الشاعر الشابة التي استشهدت بالصواريخ "الإسرائيلية"، ومهدي بولادواند، بطل الفروسية الذي استشهد أيضًا في طريق عودته إلى المنزل بعد السباق، والأطفال الذين تُنتشل جثثهم من تحت الأنقاض كل يوم، هؤلاء الشهداء ليسوا مجرد رقم، وكل واحد منهم صفعة على وجه أولئك الذين يزعمون أن نتنياهو تجنب إيذاء المدنيين". 

وتابعت: "في هذه الأيام، يرتبط الوطن بحياة الإيرانيين، وحتى أولئك الذين انتقدوا حتى وقت قريب تصرفات السلطات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تضافروا جميعًا لحماية الوطن، على سبيل المثال محمد رضا جلايبور، وهو أحد الشخصيات الإصلاحية التي كرّست صفحتها على إنستغرام لانتاج ونشر محتوى موثوق يتعلق بظروف الحرب دعمًا للوطن، كما يقول هو نفسه، كما كتب، ناشرًا صورًا لمواطنين ومدنيين إيرانيين سقطوا ضحايا للجرائم "الإسرائيلية": دعونا لا ندع مواطنينا الذين وقعوا ضحايا لجرائم "إسرائيل" المعتدية يصبحون مجرد أرقام". 

ولفتت إلى أن محسن ميلاني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنوب فلوريدا دعم الصداقة مع إيران، وكتب ردًا على تغريدة لعالم الاجتماع محمد فاضلي: "تهانينا لهذا الصديق الإيراني، إن أفكار هؤلاء هي التي أبقت إيران من بين أقدم الحضارات في العالم". وكان محمد فاضلي قد كتب على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "قضيت حياتي المهنية في انتقاد سوء الإدارة، وطُردت من الجامعة مرتين، ولكن في مواجهة هجوم عدو أجنبي، لا شيء يهم سوى إيران، وأرواح الإيرانيين، وممتلكاتهم، والوحدة الوطنية".

القبة الحديدية تصل لطريق مسدود استراتيجيًا

بدورها، أوردت صحيفة "وطن أمروز": "عند تقييم "أمن" الكيان الصهيوني، غالبًا ما تتصدر التهديدات الخارجية، من البرنامج النووي الإيراني، إلى صواريخ حماس وحزب الله، القائمة". 

وأضافت: "مع ذلك، تُظهر مراجعة التجارب التاريخية لهذا الكيان أن الخطر الأكبر لا ينشأ من الخارج بل من الداخل؛ أيديولوجية الاعتماد المطلق على القوة العسكرية والثقة المستمدة من تفوق الأسلحة"، قائلًا إن "وهم الحصانة هذا، الذي أصبح العمود الفقري للخطاب الصهيوني لمدة ثمانية عقود، هو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أساس عزلة الكيان وتآكل شرعيته وحتى ضعفه الاستراتيجي". 

وأردفت: "لقد أحدثت أحداث 2023-2025، وخاصة تبادل الصواريخ الأخير مع إيران، انقطاعًا صادمًا في هذه الرواية وأضافت بُعدًا جديدًا إلى المناقشات الأمنية".

ولفتت إلى أن "إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948 صاحب عملية عنيفة يطلق عليها الفلسطينيون اسم النكبة"، مضيفًا: "لم يجلب النصر العسكري في تلك الحرب للكيان الناشئ البقاء فحسب، بل جلب أيضًا أسطورة عدم الهزيمة، وهي أسطورة تكررت في كل مرة في أعوام 1956 و1967 و1973، وفي حرب الأيام الستة، أدى التوسع الإقليمي إلى احتلال طويل الأمد للضفة الغربية وغزة وعمق الانقسام الاجتماعي والسياسي مع العرب، وعلى الرغم من التكلفة الاقتصادية والأخلاقية، فقد ترسخت هذه الإنجازات في الذاكرة الجماعية لـ "الإسرائيليين" كدليل على القدرة المطلقة للجيش". 

وتابعت: "في العقود التالية، عزز تطوير الصناعات العسكرية المتقدمة وأنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات والتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة مفهوم القبة الحديدية الاستراتيجية، وبهذه الطريقة، أصبح صناع القرار الصهاينة والرأي العام يعتقدون تدريجيًا أنه يمكن السيطرة على المنطقة بشكل دائم بالاعتماد على السيف العاري دون تقديم تنازلات سياسية".

وقالت: "عندما أطلقت طهران عشرات الصواريخ الباليستية على المراكز الحضرية في "تل أبيب" و"ريشون لتسيون" و"بات يام"، ردًا على الهجمات والاغتيالات التي شنها العدو الصهيوني الذي بدأ الحرب، لم تختلف صور الأبراج نصف المحترقة في الأراضي المحتلة كثيرًا عما شوهد سابقًا في غزة؛ دمار مألوف، ولكن هذه المرة في قلب "إسرائيل"، ورغم أن أنظمة الدفاع الجوي مقلاع داوود وآرو وثاد اعترضت بعض الصواريخ، إلا أن الخسائر البشرية التي بلغت عشرات القتلى والجرحى، والصدمة النفسية الناجمة عن اختراق المجال الجوي للكيان، كانت صادمة للغاية، ووضع هذا الحدث حدًا لأسطورة الجبهة الداخلية المنيعة، وأظهر أن استراتيجية الاعتماد على القوة الصلبة وحدها لم تكن كافية لمنع الحرب من الوصول إلى قلب الأراضي المحتلة".

وأكدت أن استمرار النهج الحالي المتمثل في التأكيد على النصر الكامل بالقوة سيخلق وضعًا يستلزم فيه كل إنجاز تكتيكي فشلًا استراتيجيًا، ومزيدًا من العزلة، وتحفيز الأعداء، والضغط الاقتصادي، وتآكل التضامن الاجتماعي.

وتابعت: "لذا، فإن التهديد الرئيسي لـ "إسرائيل" ليس الرؤوس الحربية الإيرانية الافتراضية أو أنفاق حماس، بل الغطرسة الجامحة والمتآكلة التي أفرغت آلية صنع القرار من النقد والتأمل، ورسخت سفك الدماء والوحشية"، مضيفًا أن "الكيان الذي يبني بقاءه وهويته على القوة العسكرية حصريًا لن يكون له أي أمل على المدى البعيد سوى الوقوع في أظلم زوايا الدمار، وسيُهزم في النهاية في ساحة المعركة التي ظن أنه الحاكم المطلق لها".

اختبار مصيري للمجتمع الدولي

من ناحيتها، قالتت صحيفة "قدس" إن التوترات الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني، والتي بدأت بإصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصاعدت بالهجمات العسكرية الاستفزازية وغير المسبوقة التي شنها الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، لم تُعرّض الاستقرار الإقليمي للخطر فحسب، بل وجهت أيضًا ضربة قاضية للنظام الدولي القائم على القانون وكشفت عن عجز الأمم المتحدة على نطاق غير مسبوق. 

وشددت على أن الهجمات العسكرية الإجرامية التي شنتها "إسرائيل" انتهاك واضح وصارخ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي العرفي وميثاق الأمم المتحدة، إذ تحظر المادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة صراحة أي تهديد بالقوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي. والاستثناءات الوحيدة لهذا المبدأ هي الدفاع عن النفس (المادة 51 من الميثاق) أو العمل بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكلاهما لا ينطبق على العدو الصهيوني. كما أن الادعاء "الإسرائيلي" الإجرامي بالدفاع الوقائي مرفوض من حيث القانون الدولي، وخاصةً استنادًا إلى سوابق محكمة العدل الدولية في قضايا مثل قضية نيكاراغوا ضد الولايات المتحدة (1986)، لأن الدفاع الوقائي لا يُبرر إلا في ظروف الطوارئ المطلقة ووجود تهديد وشيك وخطير لا يترك أي حل آخر، وعدم القدرة على اللجوء إلى مجلس الأمن. لذلك، فإن هذا الإجراء "الإسرائيلي" هو بوضوح مثال على عمل عدواني يُعتبر جريمة دولية بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 3314 (1974) ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

علاوة على ذلك، تتجاوز أبعاد هذا العدوان مجرد استخدام القوة وتشمل انتهاكات جسيمة أخرى للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي:

أولًا، يُعتبر عمل مهاجمة المناطق السكنية أو البنية التحتية المدنية الأساسية لإيران جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية (خاصة البروتوكول الأول).

ثانيًا، يُمكن اعتبار الهجوم على المنشآت النووية، حتى وإن كان له جوانب عسكرية، جريمة حرب، بل وجريمة ضد الإنسانية، نظرًا لإمكانية تسببه في كارثة بيئية وإنسانية واسعة النطاق. 

ثالثًا، تُعدّ عمليات الاغتيال المُستهدفة للمسؤولين العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين على أراضي دولة مستقلة انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية والحق في الحياة، ويمكن اعتبارها جريمة ضد الإنسانية أو جريمة حرب.

وختمت بالقول إن "الهجمات "الإسرائيلية" الأخيرة على إيران، إلى جانب التاريخ الطويل من انتهاكات القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب من قبل هذا الكيان، هي جرس إنذار خطير للمجتمع الدولي، وهذه الإجراءات لا تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر بشكل خطير فحسب، بل تقوض أيضًا بشكل متزايد مصداقية وشرعية النظام القانوني الدولي ومؤسسات حفظ السلام العالمية".

المصدر : الصحف الإيرانية
الكلمات المفتاحية
مشاركة