عربي ودولي

صحفي أميركي: القصف "الإسرائيلي" قد يزيد من شعبية الحكومة الإيرانية
صحفي أميركي: القومية تشكل قوة فاعلة خاصة عندما يكون الشعب يتعرض لهجوم
كتب الصحافي جيمس هورنكاسل (James Horncastle)، في مقالة نُشرت على موقع "Asia Times"، قال فيها إنّ ""إسرائيل" تكثف دعواتها للولايات المتحدة للتدخل في الحرب على إيران، وذلك بينما تتصاعد هذه الحرب".
وأشار الكاتب إلى أنّ "مسؤولين "إسرائيليين" سابقين يظهرون على وكالات الأنباء الأميركية حيث يحثون الشعب الأميركي على دعم الممارسات "الإسرائيلية"". وبينما رأى أنّ "مشاركة الجيش الأميركي سيكون لها أثر في أي حملة جوية على إيران"، أضاف بأنّ "المشكلة من الناحية العسكرية هي أنّ الولايات المتحدة ستحرص، على الأرجح، على إبقاء تورطها محصورًا بقواتها الجوية من أجل تجنب الوقوع في مستنقع كما حدث في العراق".
وتابع هورنكاسل "استهداف إيران، على الأرجح، لن يُحقق الهدف "الإسرائيلي" المتمثل في تغيير النظام، بل قد يقوّي الحكومة الإيرانية ويجرّ الولايات المتحدة إلى حرب برية مكلّفة". ولفت إلى أنّ "السبب الأول المعلن لحملة القصف "الإسرائيلية" الذي يتعلق بقدرات إيران النووية يبدو زائفًا في أحسن الأحوال".
وأضاف بأنّ "رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو قال مرات عدة إنّ إيران قريبة من الحصول على سلاح نووي من دون دليل"، حسب زعمه، كما تابع بأنّ "حاجة "إسرائيل" إلى مساعدة أميركية تستند على أمرَين، أولهما أن ردّ إيران يبدو أنه فاق توقعات "إسرائيل" حيث اقتربت مرحلة استنزاف الصواريخ الاعتراضية لدى "إسرائيل". أمّا ثانيًا، فقال إن "ضربات "إسرائيل" الجوية محدودة على صعيد تعطيل طموحات إيران النووية"، بحسب ما ذكر الكاتب.
وفي المقابل، قال هورنكاسل إنّ "الولايات المتحدة تملك ذخائر قادرة على إلحاق الضرر أو حتى "تدمير" منشأة فوردو، وفق تعبيره. غير أنّه نبّه من أنّ "وسائل الإعلام تبالغ بشكل كبير في مدى فاعلية القوة الجوية". كما أردف بأنّ "القوة الجوية تنجح بشكل كبير في تعطيل الخصم، لكنها تعاني من قيود حقيقية على صعيد التأثير على نتيجة الحرب".
كما قال إنّ "التاريخ الحديث يثبت بأن القوة الجوية لا تُجبر الخصم على الاستسلام، وإنّ التدقيق في وقائع ما حصل في الحرب العالمية الثانية يُثبت أن القوة الجوية لم يكن لها ذاك التأثير"، مضيفًا بأنّ "قيام الحلفاء بقصف المدن الألمانية كان له نتيجة عكسية في حالات عدة". كذلك أردف بأنّ "حملات القصف الجوي التي حصلت بعد ذلك أيضًا تشير إلى نفس الفشل، مستشهدًا بهذا السياق بالقصف الأميركي لما كان يعرف في فيتنام الجنوبية وقصف الناتو لصربيا عام 1999، حيث تسبب ذلك بالتفاف شعبي حول الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش". وعليه قال إنّ "القصف "الإسرائيلي" والأميركي المحتمل قد يزيد من شعبية الحكومة الإيرانية".
وتابع الكاتب بأنّ "القومية تشكل قوة فاعلة، خاصة عندما يكون الشعب يتعرض لهجوم"، متوقعًا أن "يؤدي ذلك إلى التفاف شعبي حول الحكومة من قبل أقطاب عادة ما يعارضونها". كما تابع بأن "القدرة المحدودة للقوة الجوية على إيجاد تغيير سياسي في إيران من المفترض أن تجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتأنى في مسألة التدخل في النزاع".