لبنان
تحت شعار "ما تركتك يا حسين", توحّدت بلدات ومناطق البقاع في الليلة الثالثة من شهر محرّم الحرام على إحياء المجالس الحسينية، في مشهدٍ روحيٍّ مهيب، عبّر عن عمق الولاء لنهج سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وأهل بيته الأطهار، بمشاركة حاشدة من مختلف الشرائح، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا.
في القطاع الخامس، امتدت المجالس العاشورائية من حلبتا فوقا وتحتا، النبي عثمان، اللبوة، زبود، حربتا، إلى الخرايب، نبحا، قرحا، الرام، الجوبانية وغيرها من البلدات، حيث علت المنابر بكلمات ومراثٍ استحضرت معاني كربلاء الخالدة. وفي هذا السياق، ألقى النائبان الدكتور حسين الحاج حسن والدكتور علي المقداد كلمتين في مجلسَي النبي عثمان وحلبتا التحتا، أكّدا خلالهما أن عاشوراء لا تزال مصدر إلهام لكل مقاومة، وأن استشهاد القادة لا يزيد خط الجهاد إلا ثباتًا
القطاع الأوسط سجّل حضورًا نسائيًا لافتًا، بتنظيم الهيئات النسائية للمجالس المركزية والمنزلية التي تخطّى عدد المشاركات فيها الـ8000 أخت مؤمنة خلال اليومين الأول والثاني من محرم. واستضافت حسينيات تمنين التحتا، المعلقة، قصرنبا، بيت شاما، ومجمع المصطفى محاضرات روحانية وتربوية قدّمتها داعيات معروفات، منهن الحاجة زينب الموسوي، الحاجة نوال شكر، الحاجة فاطمة المصري، والشيخ مصطفى يزبك، في مشهد من التفاعل الصادق مع قضية الإمام الحسين (ع).
القطاع الثاني لم يكن بعيدًا عن نبض الولاء، فشهدت بلدات النبي شيت، الخريبه، الخضر، يحفوفا، ماسا، الناصرية، رياق، وعين كفرزبد، إحياءات شعبية حاشدة، حيث غصّت الساحات والحسينيات بالمحبين، وترافقت المجالس بحلقات لطم ومشاعر صادقة جسدت عمق الانتماء لثورة الإمام الحسين (ع) وقيمها.
أما القطاع السادس (الهرمل)، فقد تميّز بحضور نسائي مكثف في مجالس العزاء وقراءة زيارة عاشوراء التي أقيمت في مساجد الإمام الحسن (ع)، الإمام الصادق (ع)، الإمام المهدي (ع) في القصر، وحسينية أبي الفضل العباس (ع)، حيث اعتلت المنابر الأخوات: فاطمة هاشم، هبة إسكندر، زينة إسكندر، أنوار الثريا، وزهراء شاهين، في أجواء من الخشوع والولاء الصادق.
في المحصلة، كانت الليلة الثالثة من محرم في البقاع محطةً جديدة على درب الوفاء للحسين (ع)، ونداءً صريحًا أن خط كربلاء ما زال حاضرًا، متجددًا، مقاومًا، لا يعرف المساومة، ولا يرضى إلا بالحقّ والكرامة. ومع كل مجلس، يزداد صوت "ما تركتك يا حسين" رسوخًا، وعهدُ كربلاء يتجدد… عهدُ الانتصار على الظلم والاستكبار.