لبنان

برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، جرى إحياء الليلة الرابعة من محرم الحرام في مقر المجلس ــ طريق المطار، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني، وفد قيادة حركة أمل، ممثلي المرجعيات الدينية وعلماء دين وشخصيات سياسية ونيابية ودبلوماسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
تحدث في المجلس عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان فقال: "نحن نعتقد، أن مسيرة المقاومة التي بدأت لم تنتهِ صلاحيتها حتّى الآن، وبالتالي ما زالت حاجة ماسّة لنا جميعًا؛ للحفاظ على الأرض وعلى الإنسان، وهناك من يحاول أن يُعمي الأبصار عن هذه الحقيقة، فملؤوا الشاشات صريخًا وزعيقًا ونعيقًا أيضًا، وهم يزعمون أن السبب الأساس في تدمير الضاحية الجنوبية ومناطق من جبل لبنان وعكار والجنوب وصولاً إلى الحافة الأمامية التي دُمرت تمامًا هي المقاومة التي قاتلت "إسرائيل"، بمعنى آخر يحاولون تبرير همجية "إسرائيل"، ويحاولون التبرير الهجمة "الإسرائيلية" علينا بلسان صهيوني وبعقلية صهيونية؛ لكي يبرروا ما يقوم به العدوّ الصهيوني من جرائم، وما يقوم به من قتل وذبح لأهلنا ولشهدائنا. في كلّ يوم نودع شهيدًا أو أكثر من الجنوب إلى الضاحية إلى البقاع إلى سائر لبنان".
أضاف: "عندما نقول، إن المشكلة مشكلة وعي. بعض الأحيان هناك من يقف لكي يتساهل ويتسامح مع الاعتداءات "الإسرائيلية" عن غير وعي، ولكن هناك من يتسامح مع اعتداءات "إسرائيل"، ويروج لها عبر فضائيات، وعبر وسائل مكتوبة ومسموعة بشكل دائم ومستمر، هذا الأمر يقودنا للحديث وللعودة إلى اعتصام الإمام الصدر، من أجل تغليب الوحدة الوطنية على ما سواها، وأن الصراع هو الحاصل الأول لقوى لا يجمعها شيء آخر، فإذا لم يجمعنا الحوار واللقاء، فالبلد متجه باتّجاه الانقسام وباتّجاه الصراع. وفي لبنان هناك من تحدث كثيرًا وقال لنا، هناك 15 ألف مقاتل و16 ألف مقاتل يستعدون للمواجهة الداخلية في لبنان إذا لم يتم تسليم السلاح، فهذا لم يعد سرًا ولم يقم بتسريب معلومات، إنما بشكل واضح عبر وزراء وعبر نواب وعبر مسؤولين من هذه القوى أو تلك".
وتابع: "هذا أمر يؤكد تمامًا على ضرورة رصّ الجبهة الداخلية والوقوف بوجه هؤلاء، والآن يحاولون أن يجترحوا بعض المعجزات لكي ينزعوا سلاح المقاومة، والمشهد الحقيقي واضح وبيّن أمامنا جميعًا، هل أن المقاومة تحاول أن تتنبأ بمخاطر "إسرائيل" على لبنان؟ هل نحن في مجتمع المقاومة من سياسيين وعسكريين ومثقفين نحاول أن نخفف من هذا الخطر الكبير أم عكس ذلك؟".
ولفت إلى أن "الاحتلال "الإسرائيلي" ليس احتمالًا. "إسرائيل" محتلة للنقاط الخمس، من المناطق الداخلية إلى العمق، حتّى هناك ما يشبه شريطًا حدوديًّا من جبل بلاط إلى جبل الباط على حد سواء، وهناك من يتحدث بأريحية ويقول، إن سحب سلاح المقاومة هو الضمان الحقيقي لاستقرار الوضع في البلد، فتمت الموافقة على القرار 1701 لتطبيقه، والتزمت المقاومة ومجتمع المقاومة وأهل المقاومة بهذا القرار، ولم ترد المقاومة على الخروقات".
وقال: "ما نؤمن به، أن الدولة اللبنانية مسؤولة مسؤولية كاملة عن مواجهة الاعتداءات "الإسرائيلية"، وهناك دول راعية ومشرفة على تطبيق القرار 1701، والذي لاحظناه أن هذه الدول الراعية والمشرفة تكتفي بعد الخروقات. هل أصبحوا 195 أم 196 شهيدًا؟ وأيضًا الخروقات 3300 أو 3400 برًا وبحرًا وجوا؟ هل هذه هي المهمّة؟ إذا أردتم الاعتماد على الرأي العام العالمي فهذه هي أهم دول في العالم تشرف على القرار 1701 وعلى تطبيقه، ماذا فعلت؟ وإذا سلمت المقاومة سلاحها ماذا ستفعل هذه الدول؟ سيكون هناك إغراء أكبر للعدو "الإسرائيلي"؛ لكي يتطاول على أرضنا ويتمسك بالأراضي التي يحتلها ولا يزال يقيم فيها حتّى هذه اللحظة".
وأردف حمدان: "إن الذي يريد أن يجترح حلًّا عليه أن يجيب عن أسئلة حقيقية، هل أن "إسرائيل" لديها مشاريع وخطط في الأدراج السوداء تريد النيل من لبنان؟ هل أن الاحتلال "الإسرائيلي" هو احتمال أم هو قائم حتّى هذه اللحظة؟ الناس صمدت، أهالي كفر كلا يقيمون مجالس العزاء في ظل البيوت المدمرة، قِس على ذلك من حولا إلى الناقورة إلى كفرشوبا إلى مناطق عديدة من لبنان في الظروف الصعبة، وهناك من يستشهد وهو يؤكد صموده وثباته في هذه الأرض، لكن في المقابل هناك جوقة تعمل بإيحاء خارجي لتصعيد العمل ضدّ المقاومة، وليس تصعيد العمل ضدّ "إسرائيل"".
وقال: "بربكم! أمام هذه الهجمة "الإسرائيلية"، وعدم تمكين الدولة من القيام بواجباتها بشكل صحيح، وتغاضي المجتمع الدولي عما يجري، هل من الصواب أن نعتمد على القرارات الدولية؟ وهل هذا يدعو إلى وقف المقاومة عن عملها، أمام هذا الأمر المقاومة هي ضرورة حقيقية فعلية ينبغي أن نتمسّك بها، وليس لنا من غطاء، وليس لنا من حماية إلا بالثلاثية التي نريدها؛ الجيش والشعب والمقاومة. وأيضًا نحن نتوجه إلى الحكومة اللبنانية التي تحاول أن تبتزّ الشهداء بدمائهم وتمنع عنهم التعويضات وإعادة إعمار البيوت المدمرة بحجة أن "إسرائيل" ترفض أن يعاد بناء الحافة الأمامية، وهذا أمر ليس من الضرورة أن نؤمن به وأن نلزم أنفسنا به على الإطلاق. الأمر الآخر هناك دمار في لبنان. من عكار إلى البقاع إلى الجنوب من البحر إلى الجبل... لماذا لم يبدؤوا بهذا الإعمار؟ هل يريدون أن يبتزوا مجتمع المقاومة ويقايضوا تسليم السلاح مقابل الإعمار".
أضاف حمدان: "أقول لكم بصراحة، هذه الحكومة لا تكترث لمعاناة المواطنين المتضررين والمنكوبين وتهمل في التعاطي بطريقة إعادة الإعمار. كان هناك هجمات كثيرة على لبنان، قبل تأسيس مجلس الجنوب وبعد تأسيسه، وفي أيام الرئيس رفيق الحريري رحمة الله عليه كانت التعويضات تصل إلى البيوت والقصف مستمر، والشهداء يعوض عليهم. أنتم كلكم أهل شهداء وبيوتكم مدمرة، من عوض عليكم قرشًا واحدًا، سوى بعض التحركات التي قام بها الإخوة في حزب الله، والمساعدات التي قامت بها كشافة الرسالة الإسلامية وحركة أمل أيضًا؟ ما دور هذه الدولة؟ يسألوننا من أين نأتي بهذا المال؟ لماذا توفرون المال؟ من أجل مشاريع وهمية من هنا وهناك! من أجل تحديث الإدارة، ولسنا ضدّ تحديث الإدارة! ولكن ماذا سيقول هؤلاء الناس في الشتاء المقبل؟ وفي المدارس! من كان يمتلك بضعة آلاف من الدولارات فقد صرفها خلال محنة التهجير!".
وأكد حمدان، أن "منع التعويض على أهلنا وعدم السير في طريق الإعمار هو أمر مشبوه"، وقال: "في الحقيقة يريدون ابتزازكم في الانتخابات النيابية المقبلة"، متسائلًا عن "سر هذا التباطؤ المشبوه من هذه الحكومة"، مضيفًا: "نحن، لا يمكن أن نرضى باستمرار هذا الأمر.. فقط سلموا السلاح ليتركونا للمجهول، ولا نعرف إلى أين تصل بنا الأمور".