لبنان
تكتمل في مدينة بعلبك ومختلف مناطق البقاع الاستعدادات العاشورائية المكثّفة لإحياء ذكرى العاشر من محرم 1447 هـ، والذي يصادف يوم الأحد 6 تموز 2025، تحت شعار: "ما تركتك يا حسين"، في مشهد إيماني وشعبي يُجسّد عمق الانتماء لنهج الإمام الحسين (ع) وروح الفداء والتضحية.
في مدينة بعلبك، اكتملت الترتيبات التنظيمية والإعلامية واللوجستية لانطلاق المسيرة المركزية صباح الأحد من أمام مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع). ويبدأ البرنامج بقراءة المصرع الحسيني عند الساعة الثامنة صباحًا، تليه المسيرة العاشورائية باتجاه مرجة رأس العين، مرورًا بالشوارع الرئيسة التي ازدانت بمئات الرايات السوداء واللافتات الحسينية، في مشهد عزائي مهيب يفيض حزنًا وولاءً.
ومن اليوم بدأت تشهد المدينة توافد المواكب الحسينية والمشاية من مختلف المناطق اللبنانية، فيما أقيمت مضائف تطوعية لخدمة المشاركين، على امتداد الطريق من مداخل المدينة حتى ساحة رأس العين. كما تم تجهيز المسار بمنظومة صوتية متكاملة تواكب الحشود وصولًا إلى المنصة المركزية التي ستُختتم عندها المسيرة بكلمة عاشورائية تعبّر عن الوفاء لخط الشهادة والمقاومة.
في السياق نفسه، أعلن مسؤول الإعلام في منطقة البقاع في حزب الله، مالك ياغي، لموقع العهد الإخباري عن استكمال كل التحضيرات لإحياء العاشر من محرم في مختلف قرى ومدن البقاع، من شتورة وزحلة ورياق وتعلبايا في البقاع الأوسط، مرورًا ببعلبك وبلداتها، وصولًا إلى الهرمل والقصر الحدودية.
ومن المقرّر أن يُتلى المصرع الحسيني في المساجد والحسينيات والمجمّعات الدينية في ساعات الصباح الأولى، على أن تنطلق بعدها المسيرات العزائية التي ستجوب الشوارع والساحات في مختلف القطاعات التنظيمية، تعبيرًا عن التمسك بمبادئ عاشوراء، ومواساةً لأهل بيت النبي محمد (ص) في فاجعة كربلاء.
ويُتوقع مشاركة شعبية حاشدة في هذه المسيرات، حيث سيشهد البقاع حضورًا واسعًا للمعزِّين والمحبين، في بلدات كالنبي شيث، شمسطار، طاريا، بوداي، تمنين، جليلة، بدنايل، العين، النبي عثمان، القصر، وغيرها، في تأكيد جامع على وحدة الموقف وروح الولاء.
ودعا ياغي باسم قيادة منطقة البقاع في حزب الله جميع المحبين والموالين إلى المشاركة الواسعة في المجالس والمسيرات، وفاءً لدماء الشهداء، وتجديدًا للعهد مع الإمام الحسين (ع) الذي يُجسّد في نهضته معاني الكرامة والحرية.
وأكد ياغي، أن المقاومة الإسلامية في لبنان تستمدّ عزيمتها من كربلاء، ومن نهج الإمام الحسين (ع) في مواجهة الظلم والطغيان، مشيرًا إلى أن المشاركة في المسيرات تُجسّد أيضًا البيعة المتجددة لحسين هذا العصر، الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله)، ولقادة المقاومة، وعلى رأسهم سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله).
وفي العاشر من محرم، يتوحّد البقاع بمدنه وبلداته، برجاله ونسائه وأطفاله، تحت راية الإمام الحسين (ع)، ليؤكد مرة جديدة، أن الحسين حاضر في الوجدان، وأن كربلاء ما زالت مستمرة في الذاكرة والموقف والميدان.