عين على العدو

قال اللواء احتياط والمسؤول السابق عن شكاوى الجنود في جيش الاحتلال إسحاق بريك لصحيفة "معاريف": "أشرت سابقًا إلى أن عملية "عربات جدعون" التي أطلقها رئيس الأركان أيال زامير مهيأة للفشل الذريع وستجلب كارثة للجيش ولـ "إسرائيل"، وذكرت كل الأسباب التي تجعل نجاح العملية مستحيلًا، وأنها ستقودنا إلى قاع لم نكن قد وصلنا إليه من قبل، مع أضرار لا يمكن إصلاحها للجيش، ولـ"إسرائيل"، ولعلاقتنا مع العالم، والآن، بعد أربعة أشهر، عند تقييم الوضع، كل ما قلته تحقق حرفيًا".
وتوجه لزامير، بالقول: "كل الثقة والاعتماد الذي وُضع فيك ذهب هباءً منثورًا، ففي الوقت الذي حدثت فيه كل الأمور الصعبة وما زالت تحدث، أنت والمتحدث باسم الجيش، من خلال الإعلام الموجه، أخبرتم الجمهور بأن الجيش "الإسرائيلي" ينتصر، ولقد رميتُم غبارًا في عيون الجمهور بأن الجيش سينجح في حسم معركة حماس وتحرير الأسرى، وتحقيق الأهداف التي لم يتمكن هرتسي هليفي من تحقيقها"، مضيفًا: "عند توليك المنصب، اقترحت على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (دون أن يطلب منك ذلك) فتح عملية "عربات جدعون"، ووعدته بأن الجيش سينتصر على حماس ويحرر الأسرى، على عكس هرتسي هليفي. ومنحت رئيس الوزراء الدعم لمواصلة الحرب، وحتى أنه اقتبس كلامك. لك ولرئيس الوزراء مسؤولية مباشرة عن الكارثة التي حلت بـ "الشعب الإسرائيلي" جراء استمرار القتال".
وتابع: "في الفترة الأخيرة، في اجتماع الكابينت المصغر، تناولت التوقعات حول احتلال غزة وأشرت إلى أن الاحتلال الكامل سيستغرق سنوات، وأن الجيش سيتكبد خسائر فادحة بسبب ذلك. لذلك، اقترحت الاستمرار في القيام بغارات مركزة في هذه الأثناء. فجأة، قاطعني بتسلئيل سموتريتش وقال: "نحن بالفعل نشتاق إلى هرتسي هليفي. يجب أن تعتذر له، لقد هاجمته على نفس الأمور تمامًا""، مردفًا: "بعيدًا عن القتلى والجرحى الكثيرين، لم تُحرز أي تقدم يُذكر. فقط الأضرار خلال فترة ولايتك كرئيس أركان تزايدت وتفاقمت. لم تتحلّ بالشجاعة لقول الحقيقة لرئيس الوزراء، بأن الجيش "الإسرائيلي" غير قادر على هزيمة حماس، وكنت اليد اليمنى في استمرار القتال الذي فقد هدفه. وحتى اليوم تستمر في التصريح أمام الشعب كله واللجان بأن الجيش سيواصل القتال بكل قوته إذا لم يتم توقيع اتفاق لتحرير الأسرى، بهدف القضاء على حماس وتحرير الأسرى".
وأضاف: "أنت وقادتك من الضباط الكبار منفصلون تمامًا عن الواقع على الأرض، واستمرار القتال سيؤدي إلى المزيد والمزيد من القتلى والجرحى لقواتنا، وما وراء ذلك، لا شيء"، مردفًا: "لكي تخرج من المأزق بكرامة، لم يبق لك سوى أمر واحد تقوم به: أن تعرض على رئيس الوزراء ضرورة وقف الحرب بسبب عدم قدرة الجيش على حسم معركة حماس، وأن تذهب نحو اتفاق يمنع المزيد الكثير من القتلى والجرحى لقواتنا، ويؤدي إلى تحرير الأسرى، ويسمح لك بإعادة بناء الجيش في مواجهة التهديدات المتزايدة حول كل "حدودنا"".
واستطرد بريك: "في حال لم يقبل رئيس الوزراء موقفك، عليك أن تعيد له المفاتيح. لكنك اخترت طريقًا آخر، وهو عرض بدائل مختلفة لمواصلة الحرب في الكابينت، مثل تطويق غزة بواسطة الجيش "الإسرائيلي" والقصف الجوي لأهداف العدو، لتجنب دخول المقاتلين إلى مناطق مكتظة وبالتالي منع المزيد من القتلى والجرحى لقواتنا"، مضيفًا: "لكن يبدو أنك لم تدرك بعد أن القصف الجوي على التجمعات السكانية سيسبب مقتل وإصابة المئات من المدنيين الغزّاويين الأبرياء، كما حدث بالضبط في عمليتك "عربات جدعون". وهذا الأمر تسبب بأضرار لا يمكن إصلاحها وفقدان العلاقات الدولية لـ "إسرائيل"، التي أصبحت أكثر "دولة" (كيان) مكروهة في العالم، مع تبعات خطيرة مثل المقاطعات الاقتصادية، حظر الأسلحة، المقاطعات العلمية والثقافية، وغيرها".
وشدد على أن "استمرار القتل وإصابة مئات المدنيين في غزة نتيجة استمرار الحرب وحصار غزة الذي اقترحته على الكابينت، وتشغيل طائراتنا على أهداف في غزة، سيضع علينا حدًا قاطعًا أمام العالم بأسره، فبدون علاقات مع العالم، لن نتمكن من البقاء".
وختم: "للخلاصة، في حال تم اتخاذ قرار بمواصلة الحرب، فمن المحتمل خلال عدة أشهر أن نجد أنفسنا في وضع يغادر فيه الجيش "الإسرائيلي" قطاع غزة مذعورًا، بعد ضربة قاسية من القتلى والجرحى، وفي وضع لم يتم فيه تحرير الأسرى، قد نصل إلى حالة لا يمكننا فيها التوصل إلى اتفاق".