لبنان

حطّت في مطار بيروت الدولي، بعد ظهر الخميس 14/8/2025، أول رحلة للخطوط الجوية الجزائرية، وذلك بعد انقطاع دام سنوات، في خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز النقل الجوي، إلى أفق التعاون الثنائي الراسخ بين بلدين شقيقين.
الرحلة المنتظرة جاءت تنفيذًا للوعد الذي قطعه رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون للرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، في تأكيد جديد على التزام الجزائر الدائم بدعم لبنان في مختلف المحطات، لا سيما في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها البلد.
وقد كان في استقبال الطائرة وفد رسمي ضم وزير الإعلام بول مرقص الذي شارك في الوفد الرئاسي إلى الجزائر، إلى جانب وزيرة السياحة لورا الخازن، وسفير الجزائر في لبنان كمال أبو شامة، والنائب قاسم هاشم رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الجزائرية، وممثلين عن الطيران المدني والمجلس الإسلامي العلوي.
ومن على متن الرحلة، عاد إلى بيروت السفير اللبناني في الجزائر محمد حسن، بعد ختام مهمته الدبلوماسية، حاملًا عربون وفاء لبناني إلى الجزائر، تمثّل بـ100 شجرة أرز لبنانية، أُعدّت خصيصًا لتُزرع في الأراضي الجزائرية، في بادرة رمزية تعبّر عن علاقة متجذرة في التاريخ، وتتطلّع إلى مستقبل أكثر تعاونًا.
مرقص: الجزائر في قلب لبنان
وفي كلمة له عقب وصول الطائرة، قال وزير الإعلام بول مرقص: "هذه الخطوة ليست مجرد عودة لخط جوي، بل هي ثمرة من ثمار زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الجزائر، والتي أعادت ترسيخ روابط الأخوّة مع دولة شقيقة لم تتوانَ يومًا عن الوقوف إلى جانب لبنان، سواء في أيام الحرب أو السلم".
وأضاف: "الجزائر التي أسهمت في وقف الحرب الأهلية في لبنان عبر اللجنة الثلاثية، تعود اليوم لتؤكّد، بالفعل لا بالقول، محبّتها للبنان، عبر مبادرات حقيقية؛ من بينها إعادة فتح الخط الجوي المباشر الذي طال انتظاره لتخفيف معاناة المسافرين، وتسهيل التواصل بين البلدين".
وتابع مرقص: "نحن أمام بداية مسار جديد من التعاون، لا سيما في قطاعات الإعلام، الطاقة، إعادة الإعمار، والتبادل الاقتصادي والثقافي"، وختم مثنيًا على جهود السفيرين في بيروت والجزائر، وعلى مبادرة وزارة الزراعة التي قدّمت الأرز اللبناني كرسالة خضراء تعبّر عن المحبة والتقدير.
أبو شامة: ما نقوم به واجب عربي
من جهته، أكّد السفير الجزائري في بيروت كمال أبو شامة أنّ "ما تقوم به الجزائر تجاه لبنان هو تحصيل حاصل وواجب عربي وأخلاقي، في ظل التحديات التي تمرّ بها الأمة"، مذكّرًا بأن العلاقة بين البلدين تعود إلى أزمنة ضاربة في عمق التاريخ.
وكشف أبو شامة؛ أنه كان قد جدّد للرئيس تبون طلب إعادة فتح خط بيروت – الجزائر، قبيل زيارة الرئيس عون بأيام، وأن الاستجابة جاءت فورًا، مشيدًا بدور السفير اللبناني محمد حسن الذي وصفه بـ"شريك النجاح في هذه المبادرة"، آملًا بأن يكون هذا الحدث بوابة لانطلاقة شاملة في العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.
هاشم: الجزائر عنوان الوفاء
بدوره؛ قال رئيس لجنة الصداقة اللبنانية – الجزائرية؛ النائب قاسم هاشم، إنّ "الجزائر لم تتخلّ يومًا عن لبنان، وكانت دائمًا في طليعة المدافعين عنه في المحافل العربية والدولية"، مضيفًا: "اليوم، لا نسأل عن النهاية؛ لأننا نثق أن ما بدأته الجزائر لن ينقطع... فقد عوّدَتنا على الكرم والتضحية، من أجل لبنان ومن أجل الأمة".
مئة شجرة أرز.. وراية الصداقة الخضراء
وفي مشهد رمزي، أعدّت وزارة الزراعة اللبنانية، بالتعاون مع وزارة الخارجية، 100 شتلة أرز نادرة، جُمعت بذورها من محميات لبنانية، وزُرعت ورُعيت على مدى خمس سنوات، حتى باتت مطابقة للمعايير الدولية، لتُهدى إلى الجزائر، وتُزرع في حدائقها العامة، كرمز للأخوة المستدامة والتعاون البيئي والثقافي بين البلدين.