لبنان

أسِف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ العلامة الشيخ علي الخطيب لما يفعله بعض المسلمين من اتخاذهم اليهود وأنصارهم أولياء وحلفاء ضد المؤمنين الذين واجهوا اليهود؛ نصرة لإخوانهم المسلمين المظلومين من أهل غزة وفلسطين، و ﴿تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان﴾، سائلًا: "هل هذا ما يأمركم به إيمانكم؟".
وخلال إلقائه خطبة الجمعة في مقر المجلس في طريق المطار، قال الشيخ الخطيب: "فأيّ زمن أسوأ من هذا الزمن الذي انحطت فيه هذه الأمة إلى هذا القعر، فهانت على نفسها واستهان بها عدوها".
وأضاف: "لقد انتظرنا من الجامعة العربية أن يكون لها على الأقل موقف إلى جانب لبنان، ولكن ــ يا لَلأسف ــ جاءنا مبعوث الجامعة العربية ليؤكّد على المطلب الأميركي الذي استجابت له الحكومة اللبنانية بنزع سلاح المقاومة، وكان المطلوب على الأقل أن يأتي متضامنًا مع لبنان بطلب تنفيذ العدو للاتفاق حول القرار 1701.
واستهجن عدم انعقاد قمة عربية من أجل ما يجري في غزة، مشيرًا إلى أنَّ "مثل هذا الأمر يستدعي قمة عربية عاجلة، ولكننا مع الأسف؛ لم نلمس إلا بيانات لا تُسمن ولا تغني من جوع، كأننا فعلًا أمة نائمة كما سمَّتنا "غولدا مائير" صبيحة اليوم التالي لليوم الذي أحرقت فيه "إسرائيل" المسجد الأقصى، ونامت خائفة من زحف عربي سيهبُّ عليها في اليوم التالي ويقتلعها من الجذور، ولكن هذا الزحف لم يحصل، فقالت عندها رئيسة حكومة العدو قولتها الشهيرة بأنها اكتشفت أن العرب "أمة نائمة"، ففعلت بفلسطين والعرب ما فعلت ولا تزال تفعل بهم من قتل واحتلال منذ ذلك التاريخ، وهي اليوم تعمل لمحو فلسطين التاريخية عن الخريطة؛ لتقيم مكانها الدولة اليهودية الخالصة من النهر الى البحر؛ إن لم يكن أبعد من ذلك".
وأكّد الشيخ الخطيب، أنَّ "اللبنانيين يعرفون حقّ المعرفة أنه لن يدافع عنهم إلا سلاحهم، ولذلك فهم متمسكون بهذا السلاح حماية لبلدنا وسيادتنا التي تخلّت عنها السلطة وتخلّى عنها بعضٌ من اللبنانيين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، فالأكثرية الصامتة من اللبنانيين مؤيّدة لهذا السلاح الذي تعرف أن مصيرها مرهون به؛ أمام التهديدات التي تأتينا من كل الجهات جنوبًا وشرقًا".
ولفت إلى أنَّ المبعوث الأميركي قال صراحة، إنه ليس في وارد ضمان تنفيذ الاتفاق، وسيأتي لاحقًا بعد أن أُخذ القرار المشؤوم بنزع السلاح الذي شرط قيام العدو بوقف الحرب لاحقًا باتخاذه ليقول لكم، إن "الإسرائيلي" يشترط تنفيذ نزع السلاح وهكذا. ولكننا لن نجاريكم بعد كل الذي قدمناه تسهيلًا للحكومة، ثم انقلبتم على كل تعهداتكم، ووقف رئيس الحكومة متباهيًا بهذا (الإنجاز) الذي حققه للمبعوث الأميركي الذي له خبرة جيدة بممارسة الخداع، وأنتم ممن خدع حتى الآن من الجُحر مرَّات لا مرتين، ولكنكم مصرّون على الإصغاء وقبول الخداع مرة أخرى".
وشدّد الشيخ الخطيب على أنّ المطلوب من بعض اللبنانيين الخروج من خطاب الكراهية والتصنيف والتشكيك بوطنية هذا المكوّن اللبناني أو ذاك، طالما أن اتفاق الطائف والدستور الذي انبثق منه يقول بـ"لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه"".
وأضاف: "المطلوب الخروج من الخطاب الإلغائي الذي يتقنه بعضهم، وتعزيز خطاب "العيش الواحد" لا "العيش المشترك" بين اللبنانيين، لأنهم ينتمون إلى أمة واحدة عربية وإسلامية، والتزام الجميع مشروع الدولة الواحدة؛ دولة المواطنة والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص التي ينادي بها "الطائف" الذي يتعرض نتيجة ممارسات بعضهم لتدمير ممنهج".
وأكد الشيخ الخطيب، أنه لا يمكن لأحد أن يدّعي السيادية وأن يتهم غيره بالتبعية، فيما هو غارق في وحل هذه التبعية إلى الرأس. كذلك لا يمكن لأحد أن يُنصّب نفسه وصيًّا على أحد، وهو غارق في وحل الوصايات التي استجلبها أو توسّلها؛ لأنها لا تخدم إلا مصلحته الخاصة على حساب مصالح البلد.