لبنان
نظم حزب الله في بلدة الشرقية في قضاء النبطية حفلًا تأبينيًا لشهداء البلدة حضره شخصيات وفعاليات، عوائل الشهداء، علماء دين وحشد من الأهالي.
وخلال كلمة حزب الله أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أنّ هذا العدوّ مهما بلغ من العتوّ والعلوّ والاستبداد والإجرام، لن يحطّ من عزيمتنا ولن يكسر إرادتنا.
وأشار إلى أنّ الجريمة البشعة التي ارتكبها في بنت جبيل قبل يومين، وذهب ضحيتها أب وثلاثة أطفال وسقط فيها عدد من الجرحى، لم تكن سوى محاولة مدروسة لإعدام الحياة في القرى والمدن الأمامية الممتدة من الناقورة إلى شبعا. وأضاف أنّ العدوّ يظن أنّ هذه الأفعال الإجرامية قادرة على بثّ الخوف والرعب في نفوس الناس ودفعهم إلى ترك بلداتهم وقراهم التي عادوا إليها بعد المعاناة، إلا أنّ تشبث الأهالي بأرضهم وبقائهم فيها رغم الصعوبات شكّل تحديًا حقيقيًا للعدو.
وانتقل عز الدين إلى الشأن الفلسطيني، فرأى أنّ ما يجري في غزّة اليوم يعكس النموذج الذي تريده أميركا قبل أن يكون مطلبًا صهيونيًا. وأوضح أنّ الدليل على ذلك هو أنّ العالم كله اجتمع في مجلس الأمن لإدانة الجرائم في غزّة والمطالبة بوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، فإذا بالولايات المتحدة ترفع الفيتو في وجه العالم بأسره.
وأكد أنّ هذا السلوك يثبت أنّ الأميركيين هم أصحاب المشروع القائم على الإبادة والقتل الجماعي، لافتًا إلى أنّ التصويت في الأمم المتحدة شكّل مؤشرًا إيجابيًا لأنه عكس عزلة الكيان الصهيوني وفقدانه الدعم في كثير من الأماكن والدول التي كانت تسانده.
وأضاف أنّ ما نشهده اليوم من تبدّل في السردية المتداولة عالميًا، إلى جانب تأييد واسع من دول عربية وإسلامية، إنما يعزز موقع القضية الفلسطينية ويضعف سردية الاحتلال.
وفي معرض رده على تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك، أشار عز الدين إلى أنّ برّاك اعتبر حزب الله عدوًا للبنانيين ولـ "إسرائيل" ولأميركا. وأكد أنّ هذا بحد ذاته وسام شرف نفتخر به ونعتزّ به، لأنّ العداء لأميركا وللكيان الصهيوني هو شرف للمقاومة، لكن في المقابل نحن في الداخل اللبناني لسنا أعداءً لأحد، بل جزء أصيل وأساسي من هذا الوطن.
وأوضح أنّ من يقدّم دماء شهدائه وقادته ومجاهديه في سبيل حماية الوطن وصون كرامته هو الأكثر انتماءً وولاءً له، مضيفًا أنّ دماء القادة والشهداء هي الدليل الساطع على صدق الانتماء، وأنّ الانتخابات القادمة عام 2026 ستثبت مجددًا أنّ هذه البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة متمسكة بهذا الخيار وتؤيد هذا الثنائي الوطني.
وأكد عز الدين أنّ اتهامات برّاك للحكومة اللبنانية بالتقصير والتقاعس ليست إلا محاولة للتشكيك والإساءة، موضحًا أنّ خطابه في حقيقته خطاب أميركي يتحدث بلسان صهيوني.
وأضاف أنّ واشنطن تعمل لمصلحة العدوّ لا لمصلحة لبنان، في ما المقاومة بما تملكه من قدرات وإمكانيات إنما تقوم بواجبها الوطني بالدفاع عن الوطن والشعب. ورأى أنّ كلام برّاك فيه إهانة للحكومة وللشعب معًا.
وتطرق عز الدين إلى ما حصل بالأمس في بيروت، فأوضح بداية أنّ العاصمة بيروت ليست ذات لون واحد ولا مذهب واحد، بل هي مدينة متعددة ومتنوعة في انتماءاتها السياسية والطائفية، وتشمل جميع المكوّنات اللبنانية. وأكد أنّ الشيعة جزء أساسي من نسيج بيروت كما باقي الطوائف، وأنّ ما حصل بالأمس كان مناسبة أراد من خلالها أبناء بيروت الأصليون الذين هم من جذور المدينة وأبناء تاريخها أن يعبّروا عن وفائهم لقادتهم وشهدائهم في ذكرى مقدسة وعزيزة لديهم.
وأضاف أنّ التجمع كان حضاريًا ملتزمًا بالقانون، حريصًا على الوطن وعلى السلم الأهلي، وهو يعكس هوية بيروت التي لا يمكن أن تتغير: بيروت العربية، الوطنية، المقاومة.
وأشار إلى أنّ بيروت كانت وستبقى وفية لشعبها وعروبتها، مستذكرًا ما جرى خلال اجتياح العدوّ "الإسرائيلي" للعاصمة عام 1982، حيث انطلقت من قلب بيروت عمليات مقاومة بطولية نفذها خالد علوان ورفاقه وغيرهم من المقاومين من مختلف المكونات، مشيرًا إلى أنّ هذه الحقيقة التاريخية تؤكد أنّ هوية بيروت ستبقى عربية مقاومة مهما حاول البعض تشويه صورتها أو إثارة الفتن داخلها.
وخاطب عز الدين بعض السياسيين الجدد قائلًا إنّ "محاولاتهم إثارة البلبلة بين الجيش والقوى الأمنية من جهة والناس من جهة أخرى، ليست سوى نتيجة أحقاد ورهانات فاشلة على مشاريع أميركية خاسرة". وأضاف: "كفى تزلفًا وتسولًا إقليميًا ودوليًا، وكفى رهانات على خيارات لن تجلب إلا الفشل والخسارة".
وأكد أنّ بيروت ستبقى وطنًا للجميع، موحدة بانتمائها، محافظة على هويتها الوطنية والعربية.
وفي الختام، شدّد حسن عز الدين على دور الجيش الوطني اللبناني والأجهزة الأمنية كافة التي تعاطت مع ما حصل بالأمس بحكمة وشجاعة وحرص على الاستقرار والسلم الأهلي، كما لفت إلى دور الأجهزة الأمنية كافة التي ساعدت وساهمت في نجاح المناسبة وخروجها بأبهى صورة. وأكد أنّ ما جرى كان نموذجًا حضاريًا مشرّفًا يليق ببيروت وبأبنائها وبالوفاء لشهداء المقاومة.