اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي فعالية تضامنية مع رسالات تزامنًا مع جلسة مجلس الوزراء الاثنين

لبنان

لبنان

الدفاع المدني- الهيئة الصحية الإسلامية يحيي ذكرى شهدائه الستة في سحمر: عطاء لا ينتهي

66

شهدت مناطق كثيرة في لبنان خلال الحرب الأخيرة مواقف بطولية استثنائية لمسعفي الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، الذين وضعوا حياتهم على المحك لإنقاذ المدنيين وإغاثة الجرحى، وسط أجواء القصف والدمار. استهداف هذه الفرق الإنسانية، التي تعمل وفق المواثيق والقوانين الدولية التي تضمن حمايتها، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويجسد محاولة لتخويف العاملين في مجال الإنقاذ ومنعهم من أداء واجبهم الإنساني.

على الرغم من المخاطر، بقي رجال الدفاع المدني في الهيئة يؤدون مهامهم بلا تردد، محافظين على رسالتهم في حماية الأرواح ورفع المعاناة عن الأهالي. هذه التضحية الكبيرة لا تقتصر على مواجهة الأعداء وحدها، بل تشمل الصمود أمام أي تهديد يطال الرسالة الإنسانية نفسها.

سحمر على عهد الوفاء لشهداء الدفاع المدني

وفي بلدة سحمر في البقاع الغربي، أحيا الدفاع المدني اليوم الذكرى السنوية الأولى لشهدائه الستة الذين استُهدِفوا أثناء أداء مهامهم. الفعالية أقيمت في موقع المركز الذي ارتقى فيه الشهداء، دخول رفاق الشهداء يحملون صور الشهداء ثم مجلس عزاء للشيخ حسين قمر، ولطمية حسينية. حضر هذا الإحياء فاعليات بلدية واختيارية وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي ومسعفون.

وتحدث مدير الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية لمنطقة جبل عامل الثانية، خضر الحاج علي، عن التضحيات التي قدمها المسعفون، وأكد أن استهداف مركز الدفاع المدني يُعدّ انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية والقوانين التي تحمي رجال الإسعاف والدفاع المدني.

وأضاف: "المسعفون ورجال الدفاع المدني يعملون تحت راية الإنسانية، حاملين رسالة إنقاذ الأرواح، والعدو الذي استهدفهم لم يحترم أي من القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حمايتهم أثناء أداء واجبهم".

كما شدد على أن دماء الشهداء ستبقى شعلة تُضيء طريق كل من يسعى لإنقاذ الإنسانية، وأن ذكرى هؤلاء الأبطال تذكّر الجميع بأن الوفاء للإنسانية لا يزول مع الزمن، وأن التضحية في سبيل الآخرين تبقى أسمى القيم.

تكريم الشهداء: دروع وبدلات رمزية

وضمن الفعالية، تم تقديم الدروع والبدلات الواقية التي كان يرتديها الشهداء خلال أداء مهامهم، كرمز تقديري لعوائلهم، واعترافًا بتضحياتهم التي وضعتهم في موقع البطولة الحقيقية. العائلات عبّرت عن فخرها بما قدمه أبناؤهم، مؤكدين أن ذكراهم لن تموت، وأنهم سيحفظون الرسالة والوصية التي تركوها وراءهم، وهي الاستمرار في العمل الإنساني والخدمة المجتمعية رغم المخاطر.

كما وضع مسؤول حزب الله في البقاع الغربي هشام حسن ومدير الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية لمنطقة جبل عامل الثانية، خضر الحاج علي ومدير مركز البقاع الغربي علي عقل إكليلًا من الورد عند مكان ارتقاء الشهداء.

التضحية والوفاء: رسالة للمجتمع

تأكيدًا على أن البطولة ليست مجرد كلمات، بدا المكان مفعمًا بالحياة، رغم الخراب، حيث اختلطت الدموع بالفخر، والوجع بالوفاء، وبدت الصور والذكريات حاضرة في كل زاوية. شهداء الدفاع المدني لم يسقطوا عبثًا، بل كتبوا بدمائهم دروسًا في الشجاعة والإصرار على أداء الواجب الإنساني، مؤكدين أن مسيرة الدفاع المدني ستستمر مهما كانت الظروف والتحديات.

اليوم في سحمر، الوقوف على ركام المركز المحترق ليس مجرد استذكار للماضي، بل تجديد عهد ومسؤولية: الوفاء للأبطال، الحفاظ على الرسالة الإنسانية، والإصرار على أن التضحية في سبيل الآخرين تبقى رمزًا خالدًا للصمود والعطاء. ذكرى شهداء الدفاع المدني تظل نبراسًا لكل من يرفع راية الإنسانية ويؤدي رسالته بلا كلل ولا تردد، وسط كل الظروف والتحديات.

الكلمات المفتاحية
مشاركة