عربي ودولي

زفّت القوات المسلحة اليمنية اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، الذي ارتقى مع بعض مرافقيه وولده حسين البالغ من العمر(13 عامًا) "وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني شهيدًا سعيدًا ضمن قافلة العظماء الشهداء على طريق القدس".
وجاء في بيان أصدرته القوات المسلحة اليمنية عصر اليوم الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025: "إيمانًا بالله وثقة به، واعتمادًا وتوكلًا عليه سبحانه وتعالى، وفي إطار المسؤولية الإيمانية والجهادية التي تحرك بها شعبنا اليمني المسلم العزيز نصرة وإسنادًا لإخوانهم في غزّة التضحية والصمود والفداء، واستشعارًا لعظمة الجهاد في سبيل الله كواجب ديني وأخلاقي وإنساني يضمن للأمة عزتها وشرفها وكرامتها، ويضمن للمؤمن المجاهد في سبيل الله الفوز والسعادة والرضوان في الدنيا والآخرة".
أضاف البيان: "لقد تحرك شعبنا اليمني المسلم العزيز لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة للشعب الفلسطيني وإسنادًا للمجاهدين الصامدين في قطاع غزّة ودفاعًا عن مقدسات الأمة وانتمائها الإيماني باذلًا الأموال رغم الحصار، ومقدمًا التضحيات رغم الجراح والآلام، ومؤثرًا إخوانه المظلومين في غزّة على نفسه جهادًا في سبيل الله ونصرة للمستضعفين".
وتابع البيان: "وقد كانت القوات المسلحة اليمنية ممثلة بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وجميع التشكيلات العسكرية المختلفة البرية والبحرية والجوية في طليعة هذا الشعب، ورأس الحربة في عمليات الإسناد وخوض المعارك المباشرة مع العدوّ الصهيوني المجرم".
وأوضح البيان أن إجمالي العمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بلغ 758 عملية، نُفذت بعدد 1835 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مُسيّرة وزوارق حربية.
أضاف: "وبالمثل نفذت القوات البحرية عملياتها ضدّ السفن "الإسرائيلية" والمنتهكة للحظر اليمني على الملاحة "الإسرائيلية" بعدد 346 عملية في مسرح العمليات الممتد من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي تم فيها استهداف أكثر من 228 سفينة".
ولفت البيان إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكّنت خلال معركة طوفان الأقصى من إسقاط 22 طائرة استطلاع أميركية إم كيو تسعة وإطلاق 40 عملية تصدي لطيران العدوّ بمختلف تشكيلاته وصولًا لقاذفات القنابل الإستراتيجية بأكثر من 57 صاروخًا، وأفشلت عددًا من العمليات العدوانية وأجبرت العديد من التشكيلات الحربية للعدو على المغادرة بفضل الله وعونه.
وشدد على أن "تلك الانتصارات العظيمة، والعمليات المشرفة لم تكن لتتحقق لولا عون الله ونصره وتأييده وتوفيقه للمجاهدين المرابطين في مواقعهم وأعمالهم وتضحياتهم الجسيمة في مواجهة الأعداء وبذلهم التضحيات والتي مثلت عاملًا أساسيًّا من عوامل النصر والتأييد والعون في خوض هذه المعركة المقدسة ومواجهة العدوان الأميركي و"الإسرائيلي" والمتحالفين معهم محاولة منهم لثني الشعب اليمني عن موقفه الإيماني والإنساني وإيقاف عمليات الإسناد لغزّة الجريحة وأهلها الصابرين".
وأشار البيان إلى أن "العدوّ المجرم بتحالفاته وإمكانياته وامبراطورياته العسكرية والأمنية والمالية شنّ عدوانًا وحشيًا في جولاته المتكرّرة مستهدفًا الأعيان المدنية والأحياء السكنية والمنشآت الاقتصادية والتي واجهها الشعب اليمني صبرًا وقوة وصمودًا وصلابة معتبرًا تلك التضحيات مشاركة يسيرة في هذه المعركة المقدسة ويرى في تضحيات العظماء من أبنائه مبعثًا للعزة والفخر والشرف الذي يتمناه ويطمح إليه كلّ حر شريف في هذا العالم".
وقال: "لقد ارتقى خلال هذا العدوان ولمدة عامين من الإسناد عددٌ كبيرٌ من الشهداء العظماء مدنيين وعسكريين من القوات البحرية والبرية والقوات الصاروخية ورئيس الوزراء ورفاقه الوزراء ومن مختلف أبناء الشعب اليمني في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وتابع البيان: "وإننا اليوم في القوات المسلحة اليمنية نزف إلى شعبنا اليمني المسلم المجاهد العزيز ضمن قافلة الشهداء العظماء الذين ارتقوا في مختلف الغارات التي شنها العدوان الإجرامي الأميركي الصهيوني على بلدنا خلال عامين من معركة طوفان الأقصى وحازوا الشرف العظيم في بذل دمائهم في هذه المعركة المشرفة ضدّ العدوّ "الإسرائيلي" القائد الجهادي اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري مع بعض مرافقيه وولده الشهيد حسين البالغ من العمر(13 عامًا)، وقد ارتقت روحه الطاهرة وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني شهيدًا سعيدًا ضمن قافلة العظماء الشهداء على طريق القدس".
أضاف: "إن ما يبعث على الفخر، ويواسي الأمة في مصابها أن المسيرة القرآنية تزخر بالقادة العظماء من أمثال الشهيد ورفاقه في الجهاد والمسؤولية من المجاهدين الثابتين الصادقين والقادة الذين يواصلون الدرب والمشوار بالروحية الإيمانية الجهادية، والوعي القرآني، والمعرفة العالية، والخبرة المتراكمة، والتجارب الواسعة، فلم تتوقف العمليات العسكرية، ولم تهدأ الصواريخ والمسيرات، ولم تتأثر المنظومة العسكرية، بل استمرت بنفس الوتيرة بل وأشد بأسًا وتنكيلًا بالعدو المجرم، وأن جولات الصراع مع العدوّ لم تنتهِ، وسيتلقى العدوّ الصهيوني بما ارتكبه من جرائم جزاءه الرادع بعون الله تعالى حتّى تحرير القدس وزوال الكيان بإذنه تعالى".
تابع إن "المنهجية العظيمة التي استشهد عليها الشهداء العظماء لا تنتهي باستشهاد أحدهم بل مسارٌ تتلقفه الأجيال، ويمضي به الأبطال جيلًا بعد جيل، مؤكدين بأن قافلة العظماء لن تتوقف إلا بتوقف الحياة بكلها، وأن دماء الشهداء القادة تصنع الرجال الأشداء فتهون أمامهم التضحيات، وترخص دونهم الأرواح".
وجددت القوات المسلحة اليمنية، العهد والولاء بالاستمرارية والوفاء لدماء الشهداء العظماء، وقالت: "إن حياتهم الجهادية التي عرفناهم بها ستكون مشعل نور يضيء دروب الجهاد والتضحية في مسيرتنا الجهادية وأننا حافظون للوصية، أوفياء بالوعد، ثابتون على العهد حتّى يحقق الله النصر المحتوم لأمتنا مستمدين العون من الله ومستلهمين العزيمة والتضحية والثبات من رسول الله ومن دماء الشهداء العظماء عليهم رضوان الله".
وختم البيان: "المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والفرج للأسرى والنصر لأمتنا وشعبنا في فلسطين واليمن وكلّ أحرار الأمة".