فلسطين
أظهر تحليل جديد أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لصور أقمار صناعية حديثة، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" دمّرت أكثر من 1500 مبنى داخل المناطق التي ظلّت تحت سيطرتها في قطاع غزّة، وذلك منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025، في انتهاك واضح لبنود الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
ووفقًا لتحليل الصور الذي أجراه قسم التحقيقات في "بي بي سي"، فإن أحياءً كاملة سُوِّيت بالأرض خلال أقل من شهر في المناطق الشرقية من جباليا وغزّة وخان يونس ورفح، وهي مناطق لم تشهد أي عمليات عسكرية جديدة بعد وقف النار.
وأكد التقرير أن الدمار الذي رُصد في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال لا يمكن تبريره بالعمليات القتالية، مشيرًا إلى أن الصور تُظهر نمطًا ممنهجًا من التجريف والهدم الواسع للمباني السكنية والبنية التحتية، بما يوحي بتطبيق سياسة "الأرض الفارغة" أو إزالة الأحياء الفلسطينية من الوجود الميداني.
وأشار خبراء تحدثوا لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذه الممارسات قد تشكّل انتهاكًا خطيرًا لبنود وقف إطلاق النار، وقد ترقى إلى مستوى جريمة حرب، لكونها تتم خارج نطاق القتال وتستهدف مناطق مدنية بالكامل.
وبيّنت "بي بي سي" أن العدد الفعلي للمباني المدمرة قد يكون أعلى بكثير من 1500، بسبب عدم توفر صورٍ فضائية محدثة لجميع مناطق القطاع، مؤكدة أن ما جرى توثيقه حتّى الآن يمثل جزءًا من حجم الدمار الحقيقي.
وأشارت تحليلات أخرى بالتوازي مع تقرير "بي بي سي" إلى أن نحو 70% من مباني قطاع غزّة تعرّضت للدمار أو لأضرار جسيمة منذ بداية العدوان "الإسرائيلي"، فيما تُظهر صور إضافية قيام جرافات الاحتلال بتكديس الركام وتسوية مساحات واسعة بالأرض في خطوة وصفتها جهات حقوقية بأنها محاولة لفرض واقع ميداني جديد وتقسيم القطاع فعليًا.
ويأتي هذا الكشف في ظل صمت دولي متواصل، رغم تزايد التقارير الحقوقية والإعلامية التي تحذر من أن "إسرائيل" تستخدم وقف إطلاق النار كغطاء لاستكمال تدمير ما تبقى من القطاع وتفريغه من سكانه الأصليين.
