رياضة
غادرت الجماهير الإيطالية ملعب "سان سيرو" في انتظار المزيد من الإثارة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم بعد خسارة كبيرة لمنتخب "الآزوري" بنتيجة 4-1 أمام النرويج أمس الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر في آخر مبارياتها بالتصفيات، في حين لم تهدأ عاصفة النقد في الصحف الإيطالية تجاه المنتخب.
واحتاجت إيطاليا للفوز بتسعة أهداف من أجل إبعاد النرويج عن صدارة المجموعة التاسعة وضمان التأهل المباشر لمسابقة كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وكانت المهمة شبه مستحيلة، لكن المنتخب الإيطالي فشل حتى في تحقيق فوز شرفي ليعاني من ليلة مؤلمة أخرى في تصفيات كأس العالم.
ويتعين على أبطال العالم أربع مرات، والذين رفعوا الكأس آخر مرة عام 2006، أن يخوضوا الملحق الأوروبي في آذار/مارس المقبل، إذا كانوا يريدون تجنب الغياب عن البطولة للمرة الثالثة على التوالي.
الصحافة الإيطالية غاضبة
وقد انعكس حجم الصدمة بوضوح في العناوين التي تصدّرت الصحف الإيطالية الاثنين 17 تشرين الثاني/نوفمبر، في اليوم التالي للمباراة.
البداية كانت من صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" التي خرجت بعنوان حاد وصريح قالت فيه: "إيطاليا مُهانة... (سان سيرو) يصفّر"، وهو عنوان يلخّص نظرة الصحيفة إلى ما جرى على أرض الملعب.
وكتبت "لاغازيتا" أنّ المنتخب الإيطالي بدا في لحظة كأنه فقد روحه تمامًا بعد الهدف الأول ضد النرويج، وأنّ كل ما كان على النرويجيين فعله هو استغلال الارتباك الإيطالي المتصاعد.
وجاء في تحليلها، أنّ إيطاليا "دخلت المباراة بثقة، وخرجت منها دون أي يقين"، وأن الخط الخلفي "انكسر" أمام كل تمريرة وكل مواجهة فردية، فيما تحوّل جمهور "سان سيرو" إلى مصدر ضغط هائل بعدما بدأ إطلاق صافرات الاستهجان بشكل متكرر.
أما صحيفة "كورييري ديلو سبورت" فاختارت عنوانًا يعبّر عن مزاج الشارع الرياضي الإيطالي قائلة: "إيطاليا مُصفّرة... والمونديال من بوابة الملحق"، مؤكدة أنّ الهزيمة الثقيلة لم تعد مجرد حادثة طارئة، بل هي مؤشر خطير على أزمة ثقة داخل الفريق.
وكتبت الصحيفة أنّ الجماهير لم تصدّق ما حدث، وأنها شاهدت "انهيارًا غير مفهوم لفريق لم يعرف كيف يتعامل مع لحظة الصدمة"، مضيفة أنّ اللاعبين "فقدوا الإيقاع والجرأة بمجرد اهتزاز شباكهم"، وأنّ "الملحق المقبل سيكون اختبارًا نفسيًا قبل أن يكون اختبارًا فنيًا".
وتحت عنوان "سقوط مذلّ... النرويج في المونديال وإيطاليا في المجهول"، كتبت صحيفة "توتوسبورت"، أنّ المشكلة لا تكمن في الخسارة بحد ذاتها، بل في الطريقة التي ظهرت بها إيطاليا " دون شخصية، ودون حلول، ودون أي أثر يدل على أنها فريق قادر على العودة".
وقالت الصحيفة، إنّ ما حدث في الشوط الثاني كان "انهيارًا كاملًا"، حيث فقد اللاعبون تركيزهم، وتحوّل الدفاع إلى نقاط ضعف مكشوفة، فيما بدا خط الوسط تائهاً وغير قادر على استعادة الكرة أو فرض الإيقاع.
أمّا صحيفة "لا ستامبا"، فقد ذهبت في الاتجاه نفسه، ووصفت ما جرى بأنه "ضربة جديدة لهيبة الكرة الإيطالية"، وقالت في تحليلها، إن الفريق "انسحق تمامًا بعد الهدف الأول"، وإن النرويج "قدمت درسًا قاسيًا في السرعة والضغط والتنظيم». ونشرت الصحيفة تعليقاً عبّر عن صدمة جمهور "سان سيرو"، قائلة: "ما شاهدناه لم يكن منتخبًا يبحث عن التأهل، بل شاهدنا فريقاً بلا صدر ودون نفس؛ يتلقى الضربات دون أي رد فعل".
وما بين التحليلات الفنية والنقد القاسي، ركزت الصحف على الأخطاء الدفاعية التي وصفتها إحدى الصحف بأنها "كارثية بكل المقاييس". تحدثت الصحف عن غياب التغطية، وسوء التمركز، والبطء في مواجهة لاعبي النرويج، وفشل متكرر في التعامل مع الكرات الهوائية. وكتب أحد المحللين: "الدفاع الإيطالي انهار كما لم نره منذ سنوات... كأن اللاعبين فقدوا هويتهم فجأة".
الملحق الأوروبي نفسه كان محورًا للمخاوف. فقد ذكرت التقارير الإعلامية أن "إيطاليا ذهبت إلى الملحق مرتين ودُفعت خارج كأس العالم... والتاريخ قد يعيد نفسه". كما أشارت الصحف إلى أن الذهاب مجددًا إلى "الملحق" يعني أن أزمة المنتخب لم تعد مرتبطة بنتيجة أو مباراة، بل أصبحت ظاهرة تتكرر منذ سنوات.