لبنان
استكمل بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر زيارته التاريخية إلى لبنان في يومها الثاني وما قبل الأخير، حيث وصل صباحًا موكب قداسة البابا إلى مدخل بلدة عنايا - كفربعال، إذ ترجل من سيارته واستقل الـ Papa mobili على مسافة ٣ كيلومتر وصولًا إلى دير مار مارون عنايا، مباركًا المواطنين الذي اصطفوا بالآلاف على طول جانبي الطريق.
وزار البابا لاوون الرابع عشر والوفد المرافق دير مار مارون عنايا وسط قرع الأجراس، حيث كان في استقباله الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ورئيس الدير الاب ميلاد طربيه. ورافقا الى ضريح القديس شربل، حيث كان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعقيلته والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته، النائبان سيمون ابي رميا وزياد الحواط وعدد من الفاعليات ورهبان الدير.
وألقى البابا لاون الرابع عشر كلمة تحية خلال زيارته ضريح القديس شربل مخلوف في دير مار مارون – عنايا قال فيها: "أشكر الرئيس العام على كلماته وعلى استقباله لنا في هذا الدير الجميل في عنايا، الطبيعة التي تحيط بهذا البيت، بيت الصلاة، تشدنا بجمالها الداعي إلى الزهد. أحمد الله الذي مكنني من القدوم حاجا إلى قبر القديس شربل".
وأضاف: "أيها الأعزاء، ماذا يعلمنا القديس شربل اليوم؟ ما هو إرث هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيا عن الأنظار وصامتا، لكن سمعته انتشرت في كل العالم؟ ألخص إرثه وأقول ما يلي: الروح القدس صاغه وكونه، لكي يُعلم الصلاة لمن كانت حياته بدون الله، ويُعلم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويُعلم التواضع لمن يسعى للظهور، ويُعلم الفقر لمن يبحث عن الغنى، كلها مواقف تسير عكس التيار، ولهذا تنجذب إليه، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقي".
وتابع: "أيها الإخوة والأخوات، نريد اليوم أن نُوكل إلى شفاعة القديس شريل كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة بدءًا بالعائلات الكنائس البيتية الصغيرة، ثم الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيات، وصولًا إلى الكنيسة الجامعة. شركة ووحدة. أما من أجل العالم فَلنَطلبِ السَّلام . نطلب السلام، بصورة خاصة، من أجل لبنان وكل المشرق".
وجال البابا لاوون الرابع عشر داخل دير عنايا وسط الترانيم المقدسة. ودخل إلى ضريح القديس شربل حيث ركع وصلى داخل القبر، وقد أضاء شمعة أمام الضريح حملها معه من روما هدية لدير مار مارون عنايا.
ومن ثم قدم الاباتي محفوظ باسم الرهبانية اللبنانية المارونية لقداسة البابا أول كتاب المزامير طبع في الشرق في دير مار انطونيوس قزحيا عام 1610، وقدم رئيس الدير هديتان لقداسته الشمعة التي صنعت خصيصًا للمناسبة وسراج القديس شربل في داخله زخائر من القديس شربل.
وبعد البركة الختامية، صافح قداسته الرئيس عون وعقيلته وجال والاباتي محفوظ والاب طربيه في متحف الدير، ثم انتقل الى الباحة الداخلية حيث بارك العاملين في الدير والتقط الصورة التذكارية مع عدد من الرهبان.

بازيليك سيدة لبنان حريصا
كما وصل البابا لاوون إلى بازيليك سيدة لبنان حريصا على صوت قرع الأجراس، حيث استقبله الحاضرون بالزغاريد، وصافح المؤمنين مباركًا الموجودين.
وعقد البابا لاوون الرابع عشر لقاء مع الأساقفة والكهنة والرّاهبات والمكرّسين والمكرّسات والعلمانيّين العاملين في الحقل الرّاعوي.
وكانت الأعمال قد اكتملت التحضيرات التّي استُهلّت مع ساعات الصّباح الأولى، كما وصلت الوفود منذ السّاعة السّادسة صباحًا، وقد امتلأت البازيليك بأكثر من 2700 شخص جاؤوا من لبنان ودول الجوار وأوروبا وأميركا وأستراليا.
وتضمّن اللّقاء قسمَين: القسم الأوّل قبل وصول البابا، وقدّمه نخلة عضيمي، وتخدمه جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، ويتضمّن شهادات حياة لكلّ من: الأب إيلي نصر، ماريا عبد النور، ميرنا مزوق، الأخت هيام حبيب، الإعلاميّة داليا داغر، جاك كلاسي والإعلاميّة داليا فريفر.أمّا القسم الثاني فكان بعد وصول البابا، حيث قدَّمت شهادات حياة أثناء اللّقاء مع البابا لكل من: لورين كابوبريس من الفيليبين، الخوري يوحنا فؤاد فهد، الأب طوني فياض، والأخت ديما.
واستهل اللّقاء بكلمة ترحيبيّة لكاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، تلتها كلمة للبابا لاوون، التي استهلها بعبارة "سلام المسيح"، قائلًا: "أنتم مسؤولون اليوم عن الرجاء، حيث تعيشون أوجدوا جوًا يمهد لانتصار الرحمة"
وقال: "يجب علينا الآن أن نحتفل بانتصار المحبة والتواضع والوحدة، وأن نحول آلامنا الى صرخة حب نحو الله، وبهذه الطريقة لا نبقى تحت وطأة الظلم".
وتابع: "أفكر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا اتجاه الشباب، إذ يجب إعطاءهم مساحة عمل ولو كان ذلك وسط عالم يعاني من فشل ذريع".
وتحدث البابا أنه في لبنان يجب أن تجمع المحبة المسلم والمسيحي والمهاجر أيضًا.
وعن الوردة الذهبية التي يسلمها اليوم قال: "إنها تحمل رائحة المسيح وهي بألف عطر".
في نهاية لقاء البابا لاوون الرابع عشر مع البطاركة والأساقفة والمكرسين، قدمت هدية للبابا عبارة عن لوحة خشبية عليها صليبان، كما قدمت له لوحة مثلت صورة للسيدة العذراء.
وهو بدوره سلم الأساقفة هدايا تذكارية، ومن ثم أخذت الصورة التذكارية.
وكان تخلل اللقاء، شهادات حية عن خدمة الإنسانية في الكنيسة.