اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني: على القوات المسلحة التحرك بطريقة استباقية وردعية

لبنان

البابا لاوون الرابع عشر يختتم زيارته إلى لبنان: لتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية
لبنان

البابا لاوون الرابع عشر يختتم زيارته إلى لبنان: لتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية

163

استكمل بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر، صباح اليوم الثلاثاء (2 كانون الأول 2025)، زيارته "الرسولية" إلى لبنان في يومها الأخير. استهلها بزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية، في جل الديب القريبة من العاصمة بيروت، بعدما شق موكبه طريقه بين الحشود التي امتدت على جانب الطرق وصولًا إلى المستشفى.

كان في استقبال البابا، في باحة الدير، عائلة جمعية راهبات الصليب من كل مؤسساتها التربوية والكشفية والطبية، حيث توجه بعدها إلى القاعة الداخلية على وقع نشيد خاص بالمناسبة تنشده "جوقة ذخائر أبونا يعقوب" المؤلفة من مرضى المستشفى بعنوان "أملنا". شاركت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون في اللقاء الذي عقده البابا لاون الرابع عشر في مستشفى دير راهبات الصليب مع الإداريين والأطباء والمرضى وكانت في استقباله إلى جانب رئيسة المستشفى الأم ماري مخلوف.

تخلل اللقاء كلمة للرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف، والتي رحّبت بالبابا لاوون الرابع عشر، واصفة إيّاه بـ"رسول السلام والمحبة"، شاكرةً زيارته للدير الذي" يحتضن الفقراء والمرضى ويواصل رسالته رغم الحروب والأزمات وتقصير الدولة". وخاطبت البابا بالقول: "لقد رفعتم للعالم شعارًا إنجيليًا: طوبى لفاعلي السلام، ونحن اليوم نقول إنّ السلام يولد حين تمسك الكنيسة بيد إنسان، شكرًا يا صاحب القداسة لأنكم أب للمنسيّين والمتروكين والمهمّشين كونوا واثقين بأننا ومرضانا وتلامذتنا نحملكم في صلاتنا".

كما ألقى البابا لاوون كلمة في مستشفى دير راهبات الصليب في جل الديب، متوجهًا بالتحية الى الحاضرين، قائلًا: "كانت رغبتي أن أزوركم؛ لأن يسوع يسكن فيكم.. أنتم المرضى والراهبات أؤكد لكم أنكم في قلبي وفي صلاتي". وأضاف: "مساعدتكم للمرضى تعكس قيم المسيح والمسيحية خصوصًا في الأيام الصعبة".

وشكر البابا لاوون طاقم المستشفى، مردفًا: "حضورهم وعنايتهم بالمرضى علامة ملموسة على محبّة المسيح وحنانه". وفي ختام الزيارة أدى البابا الصلاة، وتم تبادل الهدايا، وقد قدمت الأم مخلوف له أيقونة مار يعقوب. وغادر البابا لاوون مستشفى دير راهبات الصليب على وقع نشيد "أملنا"، متوجهًا إلى جناح السيدة، حيث التقى الأطفال في مبنى "سان دومينيك" بعيدًا من الاعلام، ومن هناك توجه الى المرفأ.

مرفأ بيروت

تابع البابا لاوون جولته متوجهًا إلى موقع الانفجار في مرفأ بيروت، وشق موكبه طريقه بين الحشود التي امتدت على جانب الطرق وصولًا إلى موقع المرفأ، حيث استقبله رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام. وأقام البابا لاوون "الصلاة الصامتة" أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 شهيدًا في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب؛ ثم قام بمصافحة أهالي الضحايا، واستمع مطولًا إلى معاناتهم، كما قدم الهدايا الى الأطفال.

الواجهة البحرية

كما توجه البابا لاوون الرابع عشر إلى الواجهة البحرية، وحيا المواطنين المصطفين لاستقباله، إضافة إلى أصحاب القبعات الزرقاء من قوة اليونيفيل. وعند وصوله، ترأس القداس الإلهي الاحتفالي، في حضور قرابة الـ 120 ألف شخص.

ورأى البابا لاوون الرابع عشر، خلال القداس الاحتفالي في الواجهة البحرية، أنه: "في بعض الأحيان تحت وطأة صعوبة الحياة نميل أكثر إلى الاستسلام بدل الشكر، لذلك أدعوكم يا شعب لبنان للمحافظة دائمًا على روح الامتنان". وقال: "نحن مدعوون إلى عدم اليأس". وأضاف: "إنّ هذا الجمال يظلّل بالفقر والمعاناة وبالجراح وبالظرف السياسي الهش وغير المستقر وبالأزمة الاقتصادية وبالعنف والنزاعات".

كما دعا البابا لاوون الرابع عشر خلال القدّاس الإلهي في الواجهة البحرية لبيروت، "مسيحيي لبنان إلى أن يضعوا مستقبلهم أمام الله".

وأكد أن "الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة من أجل تخطي الانقسامات ولفتح صفحات جديدة باسم السلام".

وطلب من "المجتمع الدولي دعم لبنان": قائلًا: "اسمعوا صوت الشعب الذي يطالب بالسلام".

وشارك في القداس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته السيدة رندا، رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام وعقيلته السيدة سحر بعاصيري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبطاركة ومطارنة، ووزراء ونواب حاليون وسابقون وشخصيات رسمية وروحية ووفد من الكرسي الرسولي وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية .

وكان قد ألقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، قبل ترؤس البابا لاوون الرابع عشر القداس في الوجهة البحرية، كلمة ترحيبيّة ، قال فيها: "قداسة البابا لاوون، في هذا اليوم وفي هذه اللحظات أتيت إليكم والتفّت من حولكم هذه الجموع الغفيرة التي تشاهدونها قادمةً من لبنان كلّه وحتّى من خارج لبنان لتراكم وتسمعكم وتصلّي معكم وتستقي منكم العزيمة والرجاء والفرح والراحة"، مضيفًا: "هذه الجموع التي تشاهدونها قد أتت من هذا البلد، لبنان، الذي يُعرف ببلد السلام، لتردّ عليكم السلام الذي أطلقْتَموه للعالم أجمع عقب انتخابكم بإعلانكم: "السلام لجميعكم"".

مطار بيروت

وختامًا، وصل موكب البابا لاوون الرابع عشر إلى مطار بيروت الدولي، حيث كان في انتظاره: رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزراء ونواب وكبار الشخصيات السياسية والروحية والعسكرية، للمشاركة في مراسم وداعه.

وبدأت المراسم الرسمية لوداع الحبر الأعظم، بالنشيد الوطني ونشيد الفاتيكان.

وألقى الرئيس عون، كلمة وداعية، قال فيها: "صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر، نلتقي اليوم في ختام زيارةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء وأمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وانتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار".

وأضاف: "لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح، وطن الحرية لكل إنسان والكرامة لكل إنسان، فشكرًا لكم يا صاحبَ القداسة، لأنكم استمعتم إلينا، وشكرًا لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام. وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتَكم، وأننا سنستمرُ في تجسيدِها، ومع شكرِنا، تظلُّ لنا أمنيةٌ يا صاحبَ القداسة، وهي أن نكونَ دائمًا في صلواتِكم، وأن تتضمّن عظاتُكم لكلِّ مؤمنٍ ومسؤولٍ في هذا العالم التأكيدَ على أنَّ شعبَنا شعبٌ مؤمنٌ يرفض الموتَ والرحيل، شعبٌ مؤمن قرر الصمودَ بالمحبةِ والسلامِ والحق. شعبٌ مؤمنٌ يستحقُ الحياةَ وتليقُ به".

وختم: "إذ نودّعكم، لا نودّع ضيفًا كريمًا فحسب، بل نودّع أبًا حمل إلينا طمأنينةً وذكّرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام".

من جهته، قال البابا لاوون: "السَّيِّد الرَّئيس، دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب، أصحاب الغبطة والإخوة الأساقفة، السلطات المدنية والدينية،

الإخوة والأخوات جميعًا! المغادرة أصعب من الوصول، كنّا معًا، وفي لبنان أن نكونَ معا هو أمرٌ مُعدٍ. وجدتُ هنا شعبًا لا يحبُّ العَزلَةَ بل اللقاء. فإن كانَ الوصولُ يعني الدخول برفق في ثقافتِكم، فإنَّ مغادرة هذه الأرض تعني أن أحملكم في قلبي. نحن لا نَفتَرِق إذًا، بل بعدما التقينا سنمضي قُدُمًا معًا. ونأمل أن نُشرِكَ في هذا الرّوح من الأخوة والالتزام بالسّلام، كلَّ الشَّرِقِ الأوسط، حتّى الذين يعتبرون أنفسهم اليوم أعداء".

وأردف: "لذا أشكرُ لكم الأيَّامَ التي قضَيتُها بينكم، ويسرني أنّني تمكّنتُ من تحقيق رغبة سَلَفِي الحبيب، البابا فرنسيس، الذي كان يتمنَّى كثيرًا أن يكون هنا. إنّه في الحقيقة موجودٌ معنا، ويسيرُ معنا مع شهودٍ آخرين للإنجيل الذين ينتظروننا في عناق الله الأبدي: نحن ورثةٌ لِما آمنوا به، ورثةُ الإيمان والرّجاءِ والمحبّة التي ملأتهم".

وقال: "رأيتُ الإكرام الكبير الذي يَخُصُّ به شعبُكم سيّدتنا مريم العذراء، العزيزة على المسيحيين والمسلمين معًا. وصلَّيتُ عند ضريح القديس شربل، فأدركتُ الجذور الرّوحيّة العميقة لهذا البلد: الرّحِيقُ الطَّيِّبُ في تاريخكم يَسنِدُ المسيرة الصعبة نحو المستقبل! أثَّرَت في زيارتي القصيرة إلى مرفأ بيروت، حيثُ دَمَّرَ الانفجارُ ليس المكانَ فحسب، بل حياة الكثيرين".

وتابع: "صلَّيتُ من أجل جميع الضحايا، وأحمل معي الألم والعطش إلى الحقيقة والعدالة للعائلات الكثيرة، ولبَلَدِكم بأكمله".

كذلك، استطرد: "التقيتُ في هذهِ الأيام القليلة وجوهًا كثيرة وصافحت أيدِيَ عديدة، مُستَمِدًّا من هذا الاتصال الجسدي والداخلي طاقة من الرّجاء. أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر. أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار، أعانقُ الجميع وأرسل إلى الجميع أماني بالسّلام.

وأُطلق أيضًا نداءً من كل قلبي: لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّن أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط".

وختم: "لِنَتَذَكَّر ما قاله لكم القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني: لبنانُ َأكثرُ من بلد إنّه رسالة! لِنَتَعلَّمْ أن نعمل معًا ونرجو معًا لِيَتَحَقَّق ذلك. بارك الله شعب لبنان، وجميعكم، والشرق الأوسط، وكلَّ البشريّة ! شكرًا وإلى اللقاء!".

الكلمات المفتاحية
مشاركة