عين على العدو
ذكر البروفيسور الصهيوني رافي كرسو في صحيفة "معاريف" الصهيونية أنّه "في بداية الأسبوع استمع إلى مقابلة مع قائد سلاح الجو "الإسرائيلي" السابق اللواء احتياط أمير أشل، وتحدّث عن مئات وربما آلاف الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة التي يمتلكها "أعداؤنا" في الشمال والجنوب، وقال إنه يجب توقّع ذلك".
ولفت كرسو إلى أن أشل "وضع الجبهة الداخلية في قلب دائرة الخطر، منضمًا إلى سلسلة طويلة من الجهات الأمنية التي تشير إلى الفجوة بين حجم التهديدات وبين استعداد السلطات للتعامل مع حدث واسع الإصابات، فمع صاروخ أو اثنين يمكن التعامل، لكن مع سرب من الصواريخ كما حدث على حدّ قوله في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 سيكون من الصعب المواجهة وحدنا".
هذا، وقال البروفسور الصهيوني "لقد رأينا حجم الأضرار التي تسبّبت بها الصواريخ التي نجحت في اختراق حدود البلاد، رغم منظومات الدفاع الجوي، ولا أعرف إلى أي مدى تستعدّ المستشفيات لاستيعاب مئات وربما آلاف الجرحى في الوقت نفسه، ناهيك عن الكوارث الطبيعية والزلازل المتوقّعة في المستقبل"، مشيرًا إلى أنّه "يحذّر خبراء من أن زلزالًا قويًا على امتداد الصدع السوري–الأفريقي هو حدثٌ محتوم، لكن موعده فقط هو ما لا يزال مجهولًا".
في السياق، أوضح أن "الحريق الهائل في الأبراج بهونغ كونغ، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 120 شخصًا وما زال كثيرون في عداد المفقودين، عزّز في داخلي الشعور المخيف"، سائلًا: "هل يمكن أن تحدث كارثة مشابهة في الأبنية الشاهقة داخل البلاد؟ هل تمتلك خدمات الإطفاء المعدات اللازمة للتعامل مع وضع كهذا؟ إنّه حدث يتطلب جاهزية فورية وتجهيزًا مناسبًا خلال وقت قصير جدًا"، متمنيًّا أن "تكون الإجابة إيجابية".
وأمل كرسو أيضًا أن "تكون في كل برج سكني منظومة منظمة للكشف عن الحرائق وإخمادها، وأن تكون المستشفيات مستعدة للتعامل مع عشرات حالات الحروق في حال وقوع كارثة، وأن تكون خدمات الطوارئ قادرة على إخلاء عدد كبير جدًا من الأشخاص ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج".
كذلك، لفت إلى أن "تقارير مراقب الدولة تشير مرارًا وتكرارًا إلى وجود ثغرات في جاهزية السلطات وفي قدرتها على إخلاء آلاف المصابين المحاصرين ومعالجتهم في الوقت نفسه"، مؤكدًا أنّه "لا يمكن طمأنتنا بعبارات من نوع "كل شيء سيكون على ما يرام"، الفجوة بين "الجيش" الذي حصل على ميزانيات، وبين الجبهة الداخلية التي لا تزال أجزاء منها مكشوفة من حيث التحصين والبنى التحتية وإدارة كارثة جماعية، تفرض تغييرًا جذريًا في السياسات".
وفي سياق متصل، أضاف أن "قوتنا العسكرية لن تكون كافية إذا انهارت الجبهة الداخلية تحت وابل كثيف من الصواريخ أو في حال وقوع كارثة طبيعية، وقد آن الأوان لوضع الجبهة الداخلية على رأس الأولويات الوطنية".