عربي ودولي
أكّد الوزير الاتحادي للتراث الوطني والثقافة في باكستان أورنجزيب خان خيتشي أنّ حضارة الشعب الإيراني العميقة هي سرّ قدرته على الصمود وتقديم التضحيات في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ إيران أثبتت، مرة أخرى، أن الشعوب التي تحمل إرثًا حضاريًا راسخًا قادرة على دحر أي اعتداء يستهدف كرامتها وسيادتها.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارته الرسمية لطهران، أشاد خيتشي بما وصفه بـ“حسن الضيافة الإيرانية الرفيعة”، معتبراً أنها قيمة أصيلة تستحق التقدير، ومعلنًا عزمه اتخاذ خطوات عملية لتوسيع التبادل الثقافي والشعبي بين البلدين.
ووقف الوزير الباكستاني مطولًا عند المكانة الدولية للسينما الإيرانية، واصفًا تجربتها بـ“المدرسة المتقدمة والرائدة”، وقال: “إن إنتاجات السينما الإيرانية والمسلسلات تشكّل نموذجًا فريدًا، وسنعمل على الاستفادة من خبراتها عبر تعاون فعلي في إنتاج الأفلام والمسلسلات والأعمال الوثائقية السياحية”. وأشار إلى أنّ مشاركته في مهرجان فجر وزياراته للمعالم التاريخية والدينية عزّزت لديه قناعة بضرورة الارتقاء بالتعاون السينمائي بين طهران وإسلام آباد.
وكشف خيتشي عن خطط لإطلاق فعاليات ثقافية مشتركة ابتداءً من مطلع عام 2026، تشمل عروضًا سينمائية إيرانية في العاصمة الباكستانية، بالتزامن مع دعوة وفد ثقافي إيراني لزيارة إسلام آباد في مناسبة الاحتفال بعيد النوروز الدولي.
ووصف زيارته لمدينة مشهد المقدّسة بأنّها “محطته الأهم” في إيران، مؤكدًا أنّ التشرف بزيارة حرم الإمام الرضا (ع) منح وفده “بركات روحية أسهمت في النتائج المثمرة للرحلة”. وأضاف أنه بحث مع وزير الثقافة الإيراني آليات توسيع السياحة الدينية من باكستان إلى إيران، ولا سيما عبر إنتاج وثائقيات مشتركة تعرّف بهذه الأماكن.
كما أشار إلى طرح مجموعة من المقترحات خلال اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين، أبرزها توقيع مذكرة تفاهم حول المتاحف والمواقع التاريخية وتعزيز التفاعل في مجال السينما وتبادل بثّ الأعمال الإنتاجية بين البلدين، لافتًا إلى أنّ هذه المبادرات لاقت ترحيبًا إيرانيًا واضحًا.
وفي جانب آخر، ثمّن الوزير الباكستاني الدفاع البطولي للشعب الإيراني في مواجهة العدوان الأجنبي، وخصوصًا انتصاره على الاحتلال الصهيوني، مؤكدًا أن باكستان لا تنسى وقوف إيران إلى جانبها في أحداث منتصف الستينيات والسبعينيات، ولا في محطات الحرب المفروضة على إيران في الثمانينيات.
وختم بالقول: “نشعر في باكستان بالفخر والاعتزاز بهذا النصر الإيراني على العدو الصهيوني. لقد وقف شعبنا، بحكومته وبرلمانه وجيشه، إلى جانب الجمهورية الإسلامية خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا. هذا الانتصار سيبقى محفورًا في التاريخ، ومصدر فخر للعالم الإسلامي بأسره”.