لبنان
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رائد برو أنه كلما كانت الدولة ثابتة وتتحدث بلغة واحدة مع بعضها البعض ومع الوسيط والعدو، ابتعد خيار نشوب الحرب على لبنان، خلافًا لما يروج له البعض الذي يعتبر أنه كلما تنازلنا أكثر وقدمنا وأرضينا هذا العدو، ابتعدت الحرب أكثر، لافتًا إلى أن "التجربة في بلدنا ومحيطنا تؤكد أن الخيار الذي يروج له هذا البعض غير مفيد.
وفي كلمة ألقاها خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله للشهيد محمد بهيج عواد في مجمع صاحب العصر والزمان (عج) في منطقة الليلكي، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وجمع من الأهالي، أكد النائب برو أن "على الدولة أن تقف وتقوم بكامل مسؤولياتها، وأن لا تقدم التنازلات على حساب الواجبات الوطنية، ونحن نتفهّم أنها تراعي بعض الضغوط الدولية والظروف اللبنانية الداخلية، ولكن ليس على حساب قيامها بواجباتها الوطنية التي نص عليها الدستور والقانون والواجب الوطني".
وشدد برو على ضرورة أن "لا تكون الدولة اللبنانية طرفًا ثالثًا عندما يكون الصراع بين الشعب اللبناني والعدو "الإسرائيلي"، لأن هذا الأمر يخالف دورها وطبيعة نشأتها، بل يجب أن تكون منحازة لمصالح الشعب والوطن، وعلى الدولة أيضًا أن تضع حدًا لبعض المسؤولين في هذه الدولة الذين لا يأبهون إلى جراحات وآلام الناس والاعتداءات "الإسرائيلية" اليومية عليهم، ولا إلى أي اعتداء سافر يقوم به العدوّ "الإسرائيلي"، بل يبررون له هذا الاعتداء من خلال جعل المقاومة سببًا وليس نتيجة، فضلًا عن تقديم مبررات للعدو "الإسرائيلي" كي يقوم بهذه الاعتداءات".
وأضاف برو: "إن من يعتقد أن هذه الاعتداءات سوف تضعف من بيئة المقاومة، فهو واهم، لا سيما وأنها لن تصيبنا وحدنا، ومن يتعاطى معنا على أننا ضعفنا في الداخل اللبناني نتيجة ما تعرضت له المقاومة من ضربات في الحرب الأخيرة مع العدو، فهو واهم، فنحن لدينا الكثير من نقاط القوّة في لبنان في البعد القانوني والدستوري والانتخابي والشعبي بما يكفي لنكون شركاء في هذا البلد، ونمنع وقوع لبنان في الشِرِك "الإسرائيلي" والمجتمع الدولي، كما أننا حريصون على الوحدة الوطنية وأن نكون جميعًا بموقف واحد".
وتابع قائلًا: "إننا جهة معتدى على أرضنا وأهلنا وممتلكاتنا من قبل عدو لا يشبع، وغريزته التوسعية كبيرة وضخمة لا يمكن إشباعها بأي وسيلة من الوسائل حتّى بالاستسلام، وعليه، فإنه من الطبيعي جدًا أن يكون الدفاع في مواجهة هذا الاعتداء هو قدر الشرفاء والأوفياء والشجعان، علمًا أننا لا نختار الحرب، ولكن إذا فرضت علينا، سنختار الدفاع عن أنفسنا، ولا نختار خيارات مذلة ومهينة".
وختم برو مؤكدًا أن العدوّ "الإسرائيلي" لا يفهم إلا بلغة الدفاع وليس بلغة التعاون والتنازل وأي لغة أخرى، لا سيما وأن ضريبة الدفاع عن الوطن والوقوف بوجه النزعة التوسعية للعدو، هي أقل بكثير من ضريبة الاستسلام، مؤكدًا أننا مؤتمنون على إنساننا وأجيالنا القادمة وعلى هذه الأرض، وعلى مقدرات وإمكانيات وهيبة واستقلال وسيادة هذا الوطن، وبالتالي، من الطبيعي جدًا أن تهون علينا أن نقدم التضحيات في مواجهة الاستسلام".
