عين على العدو
تظاهر مئات الآلاف من اليهود "الحريديم" اليوم الإثنين 8/12/2025 عند مدخل مدينة القدس رفضًا لقانون التجنيد الإلزامي في جيش الاحتلال، فيما أغلقت شرطة الاحتلال مداخل المدينة وشوارعها المركزية. وذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن حجم المشاركة وصل إلى مئات الآلاف في المظاهرة التي حملت اسم "وقفة المليون"، احتجاجًا على اعتقال طلاب المعاهد التوراتية الرافضين للخدمة العسكرية. وأفادت القناة 14 بأن نحو 200 ألف من "الحريديم" قدموا إلى القدس، ما تسبب بازدحامات مرورية وإغلاق طرق رئيسة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الشعب مع التوراة" و"إغلاق المعاهد التوراتية يعني القضاء على اليهودية"، في حين حاول المنظمون احتواء خلافات بين المجموعات المشاركة بعد ظهور لافتات فردية تهاجم الجيش والحكومة. وأعلنت لجنة التنظيم أن اللافتات الرسمية وحدها تعبّر عن روح التجمع. وشملت الإغلاقات شارع رقم 1 بين مفرق اللطرون و"غفعات شاؤول"، إضافة إلى شوارع مركزية داخل القدس. وأعلنت شركة القطارات وقف استقبال الركاب في محطة "يتسحاق نافون" لتجنب الازدحام، ما أثار غضب المنظمين الذين هدّدوا بتوسيع الاحتجاج إلى مواقع أخرى.
وفي "الكنيست"، أكدت الأحزاب الحريدية استمرار الضغط لإسقاط قانون التجنيد، معتبرة الحفاظ على "طابع المجتمع التوراتي" خطًّا أحمر. وتأتي الاحتجاجات عقب قرار المحكمة العليا في يونيو/حزيران 2024 بإلزام "الحريديم" بالتجنيد ومنع الدعم المالي عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة. ويشكّل "الحريديم" نحو 13% من سكان "إسرائيل"، ويرفضون الخدمة بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مستفيدين لعقود من تأجيلات تنتهي بالإعفاء عند سن 26 عامًا.
وتتهم المعارضة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسعي لتمرير قانون يعفي "الحريديم" من التجنيد استجابة لمطالب حزبي "شاس" و""يهدوت هتوراه"" اللذين انسحبا سابقًا من الحكومة ويستعدان للعودة بعد إقرار قانون يلبي شروطهما. ومن المقرر أن يطرح رئيس لجنة الخارجية والأمن بوعاز بيسموت الأسبوع المقبل صيغة جديدة لمسودة القانون، تتضمن إلغاء النسبة الإلزامية لانضمام "الحريديم" للوحدات القتالية، واستبدالها بخدمة "مدنية أمنية" تشمل العمل في منظمات دينية مثل "زاكا".
وتوسع المسودة دائرة الإعفاء بتعريف الحريدي بأنه من درس في "يشيفا" لسنتين بدلًا من ثلاث، وتلغي إلزام بصمة الإصبع لإثبات الحضور في الدراسة، وتعتمد على أنظمة تسجيل إلكترونية مرنة. كما تفرض قيودًا على سفر الشباب إلى الخارج حتّى بلوغهم 26 عامًا، وتقيّد إصدار رخص القيادة للمتهربين الجدد فقط.
وتزيد هذه التعديلات من الانقسام داخل المجتمع "الإسرائيلي"، إذ تربط الأحزاب الحريدية مشاركتها في الحكومة بإقرار القانون خلال الدورة الحالية للكنيست، فيما تحذر المعارضة من أنه سيكرّس "التهرب الجماعي" من الخدمة. وفي سياق متصل، أصيب "إسرائيلي" بجروح متوسطة مساء الاثنين بعد أن اقتحمت مركبة مظاهرة للحريديم في تل أبيب، قبل أن يلوذ السائق بالفرار، وفق هيئة البث "الإسرائيلية".
وتتزامن هذه التطورات مع تحذيرات من مسؤولين أمنيين بأن الجيش يواجه نقصًا حادًا في القوى البشرية القتالية نتيجة عامين من الحرب على غزّة، ما يفاقم الجدل الداخلي حول مسألة التجنيد الإلزامي و"الحريديم".