فلسطين
أعلن جهاز الدفاع المدني تلقي أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال 24 ساعة فقط جراء العاصفة القطبية، محذرًا من آثار كارثية مع ذروة المنخفض.
وأكد الناطق باسم الجهاز محمود بصل أن الخيام ليست حلاً إنسانيًا وإنما تزيد معاناة النازحين، مطالبًا المجتمع الدولي بإدخال بيوت متنقلة بشكل عاجل.
كما أعلن الدفاع المدني انهيار منزل من 3 طوابق لعائلة البغدادي بحي النصر شمال قطاع غزة، إضافة إلى غرق مخيمات كاملة في مواصي خان يونس، ومنطقتي البصة والبركة في دير البلح، والسوق المركزي في النصيرات، ومنطقتي اليرموك والميناء في مدينة غزة.
وأفاد أن المنخفض الجوي تسبب في انهيار نحو 13 منزلًا في مناطق متفرقة من القطاع، كان آخرها صباح الجمعة 12/12/2025، عندما سقط حائط كبير على خيام نازحين قرب متجر تاج مول غرب مدينة غزة، ما أدى إلى وفاة مواطن وإصابة آخر بجروح خطيرة.
تقديرات الجهات المختصة تشير إلى أن نحو 250 ألف أسرة تعيش في مخيمات نزوح تعاني من نقص الخيام والملاجئ المناسبة، حيث معظم الخيام لم تعد صالحة للإقامة. وتحتاج المناطق المتضررة لأكثر من 300 ألف خيمة جديدة؛ إذ إن نحو 93% من الخيام غير صالحة للسكن.
وفاقم المنخفض الجوي القطبي "بيرون" من حدة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، بعدما ضرب القطاع مساء الأربعاء الماضي، متسببًا بأمطار غزيرة ورياح عاتية في ظل غياب شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية التي دُمّرت جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة، ما أدى إلى غرق مساحات واسعة بمياه الأمطار المختلطة بالمياه العادمة، وانهيار منازل مدمرة جزئيًا فوق ساكنيها، وتعطّل عمليات الإغاثة والطوارئ، وارتفاع عدد الوفيات.
وأغرقت السيول آلاف خيام النازحين، خصوصًا في المناطق الساحلية والمنخفضة، فيما يفتقر سكان القطاع، ولا سيما المهجّرون قسرًا داخل المخيمات، إلى وسائل التدفئة والمواد العازلة، وسط أوضاع معيشية وصحية متدهورة، وضغط غير مسبوق على المستشفيات التي تعاني أصلًا من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار المستمر على غزة وقطاعها.
وأسفر المنخفض الجوي حتى الآن عن وفاة 14 مواطنًا فلسطينيًا بسبب البرد القارس، مع توقعات بارتفاع العدد، مؤكدة أن الأطفال هم الأكثر تضررًا.
وأشارت وزارة الصحة إلى وفاة الطفلة الرضيعة رهف أبو جزر بسبب البرد في مدينة خان يونس، إضافة إلى وفاة رضيع آخر في مخيم الشاطئ غرب غزة.
وأكدت الوزارة أن الوضع الصحي ينذر بالخطر في ظل وصول النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية إلى مستويات كارثية، إذ بلغت نسبة العجز 52% من قائمة الأدوية الأساسية، و71% من المستهلكات الطبية، و70% من المستهلكات المخبرية.
كما أُخليت منازل عدة في جباليا وحي الشيخ رضوان بعد تعرضها لانهيارات جزئية، في حين تلقى الدفاع المدني أكثر من 4300 نداء استغاثة خلال أيام المنخفض، مؤكدًا أن أكثر من ربع مليون نازح تضرروا بشكل مباشر جراء السيول وانهيار الخيام.