تكنولوجيا
غيّرت أدوات الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في مجال تشخيص التوحد حيث تمكّنت الخوارزميات من رصد حالة طفل بدقة تجاوزت 85% من خلال تحليل نبرة صوته وتعابير وجهه. هذه التطبيقات تُستخدم حاليا في دول مثل الولايات المتحدة وكندا واليابان، مما يُتيح بدء العلاج في توقيت مبكر يصنع فرقًا كبيرًا في حياة الطفل.
كما كشف عن المخاطر الكبيرة للعلاجات غير المثبتة علميًا، ومنها حالة وفاة طفل في بنسلفانيا عام 2005 بعد خضوعه لعلاج إزالة المعادن، وإصابة آخر بتلف كلوي بعد العلاج نفسه، إضافة إلى تسويق علاجات مثل الأوكسجين عالي الضغط التي تُروج لتحسين مهارات التواصل رغم عدم فعاليتها، ما يشكل استنزافًا ماليًا وخطرًا صحيًا جسيمًا.
فيما يبقى التحدي الأكبر لأطفال التوحد هو فهم الإشارات الاجتماعية غير المباشرة، مثل نبرة السخرية أو تعابير الوجه، ما يجعل التلقائية في التفاعل الاجتماعي هدفًا يحتاج إلى تدريب طويل ومستمر.
وتشمل أبرز العلاجات المعترف بها حاليًا تحليل السلوك التطبيقي لتحسين المهارات السلوكية والاجتماعية، وعلاج النطق واللغة لتقوية القدرة على التعبير والتواصل، والعلاج الوظيفي لتحسين المهارات اليومية مثل اللبس والأكل والاستقلالية. أما العلاجات المستقبلية فتشمل الذكاء الاصطناعي لتخصيص العلاج حسب نمط الطفل، العلاج الجيني لاستهداف الطفرات المرتبطة بالتوحد، التحفيز المغناطيسي للدماغ، ومكملات غذائية مثل فيتامين D وأوميغا-3، لكنها لم تُعتمد رسميًا بعد.
وختمت الرسالة للأهالي بأن التوحد ليس نهاية، بل بداية طريق مختلف يحتاج إلى الفهم والتقدير والصبر، مشددة على أهمية الابتعاد عن الوعود السحرية والتركيز على العلاجات المبنية على الأدلة العلمية، مع التشديد على أن الأمل موجود فقط في المسار العلمي المنطقي.