الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

لبنان

المردة والتيار يعزّزان قوّتهما الشعبية والقوات تفقد التأييد الساحق في انتخابات الشمال
12/05/2025

المردة والتيار يعزّزان قوّتهما الشعبية والقوات تفقد التأييد الساحق في انتخابات الشمال

 شهدت محافظتا الشمال وعكار، أمس الأحد 11 أيار/مايو 2025، انتخابات بلدية واختيارية حامية على صعيد الإشكالات والشكاوى، وضعيفة من ناحية نسب المشاركة، في انعكاسٍ واضح للتحولات في المزاج الشعبي الذي كان من المفترض أن يكون حضوره في هذه الانتخابات بالنسبة إلى القوى السياسية محطة لمعرفة أحجامها، تمهيدًا للمعركة الأكبر في الاستحقاق النيابي القادم.

عكار
بلدة فنيدق، في محافظة عكار، تحوّلت إلى ساحة معركة انتخابية، حيث شهدت مواجهات بين الناخبين والقوى الأمنية وطعن أحد الأشخاص، بالإضافة إلى خروقات مثل تهديدات وشراء أصوات. هذه الأحداث تزامنت مع تصريحات نارية من النائب وليد البعريني الذي أكد خوضه المعركة شخصيًا. كما امتد التوتر إلى بلدات جرد وساحل القيطع، حيث جرى تمديد مدة الاقتراع في بعض الأماكن.

في بلدة ببنين، تنافست لائحتان، ففاز تحالف الجماعة الإسلامية، ما يعزز موقعها في البلدة. وفي مشمش، فازت لائحة "التوافق والإنقاذ" بتأييد العائلات والمغتربين، على الرغم من محاولات النائب البعريني خرق التفاهم.

أما في البلدات المسيحية، فقد نجح التيار الوطني الحر في تعزيز حضوره عبر تحالفات مع شخصيات سياسية وعائلية، مسجلاً فوزًا في بلدات مثل: رحبة، بينو، بزبينا، تلعباس الغربي، شدرا وغيرها. وزار النائب جبران باسيل بلدة رحبة مؤكدًا أن التيار الوطني الحر موجود في أكثر من 45 بلدية في عكار.

في بلدة القبيات، حافظت القوى السياسية على التوافق، ما حال دون أي تغيير في نتائج الانتخابات. وفاز نجل رئيس البلدية السابق ميشال عبدو على رأس لائحة التوافق. أما في عندقت، فازت لائحة "كرمال عندقت" برئاسة طاني حنا بفارق كبير، بعد معركة شائعات وتراشق بين التياريين.

في بلدة تلعباس الغربي، فاز التيار الوطني الحر بكامل المجلس البلدي، بينما في بينو فازت لائحة شانتال فارس المدعومة من التيار والحزب القومي على لائحة رئيس البلدية السابق فايز الشاعر المدعوم من القوات اللبنانية.

في البلدات المحسوبة على القوات اللبنانية، فاز رؤساء البلديات الحاليين، مثل في بيت ملات حيث فازت لائحة شاهين شاهين، وفي ممنع فاز جوزيف يوسف. أما في البلدات العلوية، فقد شهدت معارك هادئة، باستثناء بلدة هيتلا التي شهدت معركة محتدمة انتهت بفوز لائحة العلويين.

زغرتا

أمّا قضاء زغرتا؛ فقد شهد معركة انتخابية حامية ركزت على الفوز برئاسة اتحاد البلديات، حيث تحالف التيار الوطني الحر وتيار المردة في مواجهة تحالف القوات اللبنانية، حركة الاستقلال برئاسة ميشال معوض والكتائب والنائب السابق جواد بولس. 

جرت الانتخابات بسلاسة، باستثناء تأخير محدود في قلم واحد، وارتفعت نسبة الاقتراع إلى 38.84% مقارنة بـ31.68% في العام 2016، مدفوعة بتحويل المعركة إلى مواجهة سياسية من خصوم المردة، والذين وصفوها بأنها ضد "الميليشيا والمافيا" و"الوصاية السياسية".

النائب ميشال معوّض، وهو المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، فشل في تشكيل لائحة انتخابية في مدينة زغرتا، فلجأ إلى دعم لائحة من المجتمع المدني، في محاولة للتغطية على خسارته في معقله. وركّز جهوده على قرى الزاوية بهدف انتزاع رئاسة اتحاد البلديات من تيار المردة للمرة الأولى، إلا أن هذه المنازلة لم تسفر عن النتائج المرجوة. 

كما حقق تيار المردة وحلفاؤه فوزًا كاسحًا في الانتخابات البلدية في بلدة زغرتا، بنتيجة 21-0، كما تفوّق تحالفه مع التيار الوطني الحر على خصومه في معظم بلدات القضاء، باستثناء بلدة بسلوقيت التي فاز فيها تحالف حركة الاستقلال. وبذلك ضمن المردة السيطرة على 15 بلدية، ما يؤهله تلقائيًا لرئاسة اتحاد بلديات زغرتا.

"القوات" وسقوط مقولة "التأييد الساحق"

على الرغم من محاولة قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع تعزيز حضور حزبه في بشري، قبل الانتخابات البلدية في الشمال وعكار، من خلال زيارته وتواصله مع الناخبين، أظهرت نسب الاقتراع المتدنية (35% في المدينة و31.93% في القضاء) فشل "القوات" في تحويل الانتخابات إلى استفتاء على شعبيتها. وعلى الرغم من فوز لائحتها بالكامل، فإن قلة حماسة الناخبين قد تكون نتيجة لعدم قدرتها على تقديم لائحة مقنعة.

كما بدا التوتر واضحًا على النائب ستريدا جعجع، والتي انتقدت خصومها، خاصة الإعلامي رياض طوق الذي ترشح ضمن لائحة "الممانعة" تضمّه وناشطين بيئيين وأعضاء ينتمون إلى مجموعة "شمالنا" برئاسة رولان طوق المنسّق السابق للقوات في بشري.

هذا؛ وكانت زيارة رئيس حزب القوات إلى القضاء، والتي لم يقم بمثلها في الانتخابات النيابية، مؤشّرًا إلى خشية قواتية حقيقية من الخرق، كما كانت نسبة التصويت للقوات بين 60 و 65% في قضاء يُفترض أن يكون قواتيًا خالصًا، ما يسقط السردية القواتية بأن تأييد الحزب ساحق في كل لبنان، ما دامت نسبة التأييد في معقل جعجع لا تتعدى ثلثين مقابل ثلث لخصومها.

في قضاء الكورة، والذي كان يعد منطقة آمنة لـ "القوات"، واجه الحزب تحديات كبيرة على الرغم من تحالفاته الاستراتيجية مع النائب السابق سليم سعادة والمردة في بعض القرى. لكن العقبة الأكبر كانت تحالف التيار الوطني الحر والحزب القومي والحزب الشيوعي والنائب أديب عبد المسيح الذي شكل تهديدًا حقيقيًا لـ "القوات"، على الرغم من محاولاتها لاختراق هذه التحالفات، خصوصًا في بلدة بزيزا، حيث أسهم الدعم المردي للائحة القوات في قلب المعادلة وخسارة القومي.

الانتخابات شهدت تنافسًا حادًا، في القرى المختلطة سنيًا ومارونيًا مثل دده والنخلة واجدعبرين، حيث لعبت "القوات" على الانقسامات العائلية والفئوية. وعلى الرغم من الصعوبات، تمكّنت من تحقيق انتصارات في بلدة النخلة واجدعبرين حيث خاضت المعركة بمفردها ضد خصومها. في عين عكرين، وقعت معركة بين "القوات" والمردة، حيث تعدها "القوات" نقطة استراتيجية مهمة.

في كفريا، جرى تجاوز الانقسام التاريخي بين عائلتي الشلق والسمروت، بتشكيل تحالفات عائلية بدعم من الحزب القومي والتيار الوطني الحر. في دار بعشتار(أكبر بلدة مارونية)، خسرت "القوات" أمام تحالف القومي والتيار والمستقلين وعبد المسيح. في أميون وكفرحزير، تحالفت "القوات" مع سليم سعادة ضد القومي والتيار والشيوعي وعبد المسيح، ما أدى إلى معركة حامية رجّحت فرضية خرق اللوائح لبعضها. 

في البترون، نجح جبران باسيل في إقصاء خصومه، على الرغم من التحالف الثلاثي ضد لائحته، حيث فضّل إعداد لائحة توافقية تضم القوات والكتائب، وسط قبول ضمني من الخصوم. فاز مرسيلينو الحرك في النهاية، بعدما قام بالتحضير للاحتفال بفوزه. وفي تنورين، فازت اللائحة المدعومة من التحالف الثلاثي، بينما في شبطين شهدت معركة شديدة بين لائحتين، وفازت اللائحة المدعومة من نجل جورج سعادة.
في عبرين، خاض التيار والمردة معركة قوية ضد التحالف الثلاثي، وكانت الأرجحية لمصلحتهما بعد فرز جزء من الأصوات. في شكا، فازت اللائحة المدعومة من القوات والكتائب ضد تحالف عائلي مدعوم من التيار. في بقسميا، فاز التحالف الثلاثي ضد تركيبة عائلية مدعومة من الكتائب والتيار والشيوعي. في بلدة اده، على الرغم من مواجهات القوات والكتائب ضد لائحة نجم خطار المدعومة من التيار، فازت لائحة خطار بالكامل.

لبنانالانتخابات البلدية والاختيارية 2025

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة