عين على العدو
إسرائيل زيف: "إسرائيل" في مأزق لا يريد نتنياهو إخراجها منه
قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال الصهيوني، إسرائيل زيف، إنّ "إسرائيل" انزقلت إلى قلب أزمة يبدو أنّ القيادة لا تريد إيجاد مخرج منها".
وأوضح زيف، في مقال نشره موقع "القناة 12" الصهيونية، أنه "يُلاحَظ في الأزمة أنّ رئيس الوزراء (الصهيوني بنيامين نتنياهو) ينتقم من "الدولة". والآن، عندما كان ينبغي علينا أنْ نتعافى ونتوحّد ونعيد بناء أنفسنا بعد حرب صعبة، تتكشّف القيادة بكل عُرِيّها: قيادة بلا أيّ التزام وطني، تغذّي بكل قوتها الحرب الداخلية، حرب دمار لا تترك مكانًا للأمل".
واعتبر زيف، القائد الساق لفرقة غزة ورئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال، أنّ حرب "السيوف الحديدية" لم تعد موجودة، وهم (كومة الاحتلال) يواصلون إحياءها بالقوة عبر التصريحات والخطابات المتحمسة"، قائلًا: "في الحقيقة، الحرب موجودة فقط في جبهة واحدة - الجبهة السياسية الداخلية "الإسرائيلية"، حيث تخدم صورة الحرب الكبرى مصالحها".
الحكومة تُفخّخ "إسرائيل"
ورأى زيف الذي شغل سابقًا منصب ضابط المشاة والمظليين الرئيسي في الجيش الصهيوني، أنّ "لا حرب تدور في سورية منذ فترة. وفي لبنان، هناك عمليات إحباط من حين لآخر، لكنْ لا حرب حقيقية. لا حرب مع إيران، ولا مع "الحوثيين" (أنصار الله في اليمن)"، معتقدًا أنّ "الوضع في غزة بعيد عن الحرب، و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس تم تفكيك قوتها العسكرية وجزء كبير من بنيتها التحتية بأقل من ثلث قوتها وأقل من ثلث أراضيها".
ولفت الانتباه إلى أنّ "حماس انتقلت إلى حرب عصابات، مختبئة وتهاجم بين الحين والآخر قوات الجيش المنتشرة هناك"، فـ"نحن فعليًا في وضع "لبننة" (المصطلح مُسْتَمَد من الوضع الذي حصل في لبنان خلال الحرب الأهلية وبعدها)، إدارة أمن جارٍ بظروف حرب"، وفق زيف.
وحذّر من أنّ "إسرائيل" عالقة في مأزق. فكلّما تصعّد من عملياتها، وتحتلّ مزيدًا من الأراضي وتدفع بالمزيد من القوات، فإنّ الفعالية العسكرية لن تزداد بل ستتراجع". وقال: "نسبة الإصابات في صفوف قوّاتنا سترتفع بشكل ملحوظ، في مقابل إنجاز غير فعّال مثل قتل عدد إضافي من عناصر حماس. ومع اتساع مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرتنا، ستزداد أيضًا المسؤولية المباشرة عن السكان الفلسطينيين في قطاع غزة".
ونبّه إلى أنّ "السياسة التي يدفع بها وزير الحرب الجديد بتسئليل سموتريتش، والذي لا يفقه شيئًا عن الحرب، تتمثّل في تَطلُّع غير مشروط نحو احتلال الأراضي وفرض حكم عسكري، من دون أيّ اعتبار للعواقب الوخيمة المترتّبة على ذلك"، مضيفًا "إلى جانب سيموتريتش، يعمل "كابينت" مرتبك، لا يملك أيّ من أعضائه أدنى فكرة عن أين نقف وماذا يجب أنْ نفعل. كل ما يطمحون إليه هو إرضاء الزعيم الأعلى (نتنياهو)".
وذكر أنّ "المجلس الذي يقود "إسرائيل" حاليًا في هذه "الحرب" مشغول بمناقشات ميكرو-تكتيكية عبثية ومنفصلة عن الواقع، مثل من الذي سيوزّع الغذاء في غزة، وعندما تُدار الحرب من دون هدف ومن دون خطة زمنية، فإنّها ليست حربًا حقيقية، بل سياسة تهدف فقط للبقاء السياسي".
"الجيش الإسرائيلي" عالق
وأكّد زيف أنّ "الجيش الإسرائيلي يجد نفسه عالقًا وسط هذه الفوضى، فلا توجد له أهداف محدَّدة في حرب "بوابات الجحيم" أو "حرب غوش قطيف الثانية"، ولا يزال يعتقد أنّه يقاتل من أجل إعادة "المختطفين"، برغم أنّه بات واضحًا له تمامًا أنّه من دون قرار سياسي من نتنياهو الذي يتهرّب باستمرار، لن تكون هناك أي صفقة، لا كبيرة ولا صغيرة ولا حتى ضئيلة".
وأوضح أنّ "هذا الارتباك يؤدّي إلى أن الجيش يقصف الأهداف بشكل أكثر عدوانية، من دون الحرص على تقليل الأضرار بالمدنيين، وهو أمر يرتدّ علينا بقوة، ويدمّر صورة "إسرائيل" التي فقدت بالفعل شرعيتها في نظر العالم"، مردفًا القول: "هذا الوضع يقودنا إلى أنْ نصبح هدفًا رئيسيًا لملاحقات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي خلال السنوات المقبلة".
في الوضع الحالي، اعتبر زيف أنّ "إسرائيل" تغرق أكثر فأكثر في مأزق صنعته بنفسها. فالامتناع عن اتخاذ القرارات، مع مطالبة الجيش بتحقيق نتائج لا تستطيع الحكومة نفسها اتخاذ قرارات بشأنها، يزيد الوضع تعقيدًا يومًا بعد يوم. وكل "ارتقاء درجة" إضافي يعمّق "إسرائيل" أكثر في مستنقع غزة". وقال: "خطوات الجيش للسيطرة الكاملة على غزة تُودي بنا بأعين مفتوحة نحو الكارثة التالية".
وأشار إلى أنّ "رئيس الأركان يبدو أنّه بدأ يدرك تعقيد الواقع، وحدود القوة، والصعوبة في تحقيق الشعارات المنفصلة عن الواقع حول النصر والحسم. هو نفسه عالق مع الجيش وسط هذا المأزق، بينما ينقلب عليه وزراء الحكومة ويهاجمونه".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
29/04/2025