عين على العدو
الحرائق متوقعة والتحذيرات مُهملة: "إسرائيل" أمام كارثة بيئية متكرّرة
رأى الصحافي الصهيوني نير حسون في صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" أن موجة الحرائق التي اجتاحت سهل يهودا لم تكن مفاجئة، بل متوقعة بدقة منذ أيام. فقد أصدرت مصلحة الأرصاد الجوية، بالتعاون مع هيئة الإطفاء، تحذيرات مبكرة منذ نهاية الأسبوع الماضي، استنادًا إلى "مؤشر الحرائق" الذي يرصد ظروف الرياح، الرطوبة، درجات الحرارة، وجفاف الغطاء النباتي. ووفق الخريطة المحدثة التي وزعت يوم الاثنين، تم تمييز مناطق واسعة باللون البنفسجي، ما يشير إلى خطر شديد لاندلاع حرائق.
ورغم وضوح المؤشرات، اختار السياسيون، ومن بينهم نجل رئيس الوزراء، والقناة 14، والمشاركون في النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التركيز على مسألة "من أشعل النار"، في تجاهل تام للأسباب الحقيقية وسوء الاستعداد. وأكد حسون أنّ أي شرارة بسيطة - سواء من سيجارة أو زائر أو مزارع - كانت كافية لإشعال حرائق واسعة في ظل الظروف المناخية الجافة.
وأشار إلى أن هيئة الإطفاء وحدها تعاملت بجدية مع الأزمة، فحشدت قواها ومنعت إشعال النيران في المناطق المفتوحة. أما الجهات الأخرى المعنية - كالشرطة والجيش والإسعاف ووزارة الخارجية - فلم تظهر استجابة توازي خطورة الموقف، ما يعكس غياب التنسيق والتحضير لمواجهة الكارثة رغم التحذيرات المسبقة.
وأضاف أنّ "التحذيرات لم تكن غائبة: منذ حريق جبل الكرمل في عام 2010، أصبح من المعروف لكل من عمل في هذا المجال أن قدرة الإطفاء في "إسرائيل" صغيرة جدًا. في الماضي، أشار مراقب الدولة إلى أنه من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم، يجب زيادة عدد رجال الإطفاء بمقدار 1400 رجل إطفاء"، مشيرًا إلى أنّه في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد الحريق الذي أدى إلى أكبر خسارة في الممتلكات في تاريخ كاليفورنيا، طلب عضو الكنيست يوراي لاب هرتسنو (من حزب "هناك مستقبل" من رئيس لجنة "الأمن" القومي، عضو الكنيست بوعاز بيسموت، عقد جلسة نقاش حول استعداد "إسرائيل" لحرائق ضخمة، وبعد عدّة تأجيلات تم تحديد الجلسة يوم الثلاثاء المقبل.
ومنذ شهرين، توجه أيضًا منتدى المناخ "الإسرائيلي"، وهو منتدى من الخبراء الذي يعمل تحت رعاية رئيس "الدولة"، إلى رئيس الحكومة وطالبه بعقد جلسة عاجلة للاستعداد للصيف المقبل، حيث كان أول تهديد ذكر في الرسالة هو الحرائق. رئيس الحكومة تجاهل هذه الدعوة. "هذه المرة شددنا على ذيل معطفه"، قال عضو الكنيست السابق دوف حنين، رئيس منتدى المناخ، "لكن رغم كل التذكيرات التي أرسلناها حتى اليوم، لم يكلف رئيس الحكومة نفسه عناء عقد الجلسة".
وقال: "نحن في كارثة مناخية واضحة. إذا لم تتحرك "إسرائيل" الآن، سيكون لدينا كارثة ضخمة من الحرائق والمشاكل المناخية الفظيعة في الصيف المقبل"، كما قال رئيس "الدولة" يتسحاق هرتسوغ في آذار/مارس الماضي".
أيضًا، بحسب حنين "كان من المفترض أن يساعد قانون المناخ في تحسين استعداد "إسرائيل" للحرائق، لكن بسبب معارضة وزارة المالية والطاقة ولامبالاة رئيس الحكومة، القانون عالق في الكنيست منذ عامين. وسأل حنين: "إسرائيل بحاجة إلى خطة منهجية لإدارة المناطق المفتوحة: كيف يمكننا الاستفادة من قدرات الجيش؟ كيف ندير المناطق المفتوحة؟ ماذا نفعل عندما تشتعل غابات؟ نحن لسنا كاليفورنيا، لا يمكننا تحمل حرائق لا تنطفئ. ليس هناك خطوة واحدة ستحل المشكلة، نحتاج إلى استعداد شامل، والحرائق هي تهديد واحد فقط - ماذا عن موارد المياه؟ ماذا عن موجات الحرارة الخطيرة؟ وماذا عن شبكة الكهرباء؟".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
التغطية الإخبارية
29 شهيدًا في العدوان الصهيوني على غزة.. وتحذيرات من تفاقم المجاعة
فلسطين المحتلة| الاحتلال يعلن نيته هدم 116 بناية ومنزلًا في مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية المحتلة
اليمن| عدوان أميركي بـ5 غارات على محيط مدينة صعدة
لبنان| تمارين تدريبية للجيش في حقل مزرعة حنوش- حامات
قوات الاحتلال تقتحم قرية مثلث الشهداء جنوب جنين
مقالات مرتبطة

كاتب صهيوني: نتنياهو وسموتريتش خفّضا ميزانية الإطفاء لمصلحة أموال "الائتلاف" وسبّبا تدميرًا واسع النطاق

الحرائق تقترب من القدس: إخلاء "بلدات" وخطر داهم على محطة وقود في شاعر هغاي

هرتسوغ بين الواقع المر والأحلام المدمرة: رئيس "إسرائيل" في مأزق دائم

"رايتس ووتش" تحذّر: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تؤدّي لتقويض حقوق الإنسان والعدالة
