الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تهتمّ بأبعاد الاحتجاجات في أميركا
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 8 نيسان/أبريل 2025، بالتطورات الحاصلة في العالم، لا سيّما الأزمات التي بدأت تبرز بسبب التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأيضًا سلّطت الضوء على أبعاد المظاهرات في الولايات المتحدة الأميركية.
وادي السيليكون في خدمة الصهيونية
بدايةً، كتبت صحيفة رسالت: "في حين تحاول شركات التكنولوجيا الأميركية، وخاصة "مايكروسوفت"، تصوير نفسها باعتبارها رائدة في مجال الأخلاق وحماية حقوق الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي، فإنّ الاحتجاج الصريح وغير المسبوق لموظفي عملاق التكنولوجيا في الذكرى الـ50 لتأسيس الشركة كشف عنهم".
وذكرت الصحيفة أنّ: "احتجاجات موظفي شركة "مايكروسوفت"، دعمًا للشعب الفلسطيني وإدانةً لتعاون الشركة مع الجيش "الإسرائيلي" في مجال الذكاء الاصطناعي، قد عطّلت احتفالات "مايكروسوفت" بالذكرى الـ50 لتأسيسها. إنّ وجود كبار المديرين التنفيذيين والمؤسسين في شركة "مايكروسوفت" في الحدث جعل أصوات المحتجّين أعلى؛ صوت لم يتّحدّ السياسات الداخلية للشركة فحسب، بل طرح أيضًا سؤالًا أساسيًّا على الرأي العام؛ هل الذكاء الاصطناعي الأميركي يتّخذ خطوات حقيقية نحو خدمة السلام، أم أنّه أصبح سلاحًا حديثًا لتبرير وتعزيز التحريض على الحروب؟".
وأضافت: "تظهر وثائق داخلية مسرّبة من شركة "مايكروسوفت" أنّ الشركة هي المورد الرئيسي للمعلومات الاستخباراتية للنظام "الإسرائيلي" من خلال خدمات الذكاء الاصطناعي، وقد زادت من دعمها للنظام إلى مستوى غير مسبوق منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ووفقًا للوثائق التي نشرها موقع "Drop Site News"، فإنّ النظام "الإسرائيلي" هو أحد أكبر شركاء "مايكروسوفت" في العالم، وقد تجاوز حجم التبادلات الهندسية والمعلوماتية بين الجانبين 10 ملايين دولار منذ بداية حرب غزة. يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه مراجعة المزيد من مشاريع دعم "مايكروسوفت" للنظام "الإسرائيلي" بقيمة 30 مليون دولار. ومع ذلك، يبدو أنّ الحجم الفعلي للعقود الموقّعة بين النظام وشركة الإنترنت "مايكروسوفت" أعلى بكثير من الإحصائيات المعلنة والوثائق المنشورة".
وتابعت: "كما تظهر التقارير عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا أنّ هذه التكنولوجيا قامت بتحليل معلومات حول 2,3 مليون من سكان غزة من أجل التحقيق في ارتباطاتهم المحتملة بأعضاء حماس، وبحسب تقارير استخباراتية من "تل أبيب"، قام هذا النظام في بداية الحرب بفحص معلومات حول 37 ألف فلسطيني باعتبارهم عناصر مشبوهة ومشتبه بهم محتملين على صلة بحماس".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بعض شركات التكنولوجيا العالمية رأت في الإبادة الجماعية في حرب غزة فرصة ذهبية لتوقيع عقود عسكرية، وعرضت شركة "مايكروسوفت" خصومات خاصة للتعاون مع الشركات العسكرية "الإسرائيلية"".
الاحتجاجات الأميركية
كتبت صحيفة وطن أمروز: "خروج 2000 مظاهرة مناهضة لترامب في 50 ولاية أميركية كشف عن بروز أزمة داخلية في البلاد. ورغم أنّ العديد من علماء الاجتماع والسياسيين الأميركيين حذّروا من الصراعات الاجتماعية والانتفاضات الواسعة النطاق في الولايات المتحدة، في الأشهر التي سبقت وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فإنّ الاحتجاجات الأخيرة أصبحت بمثابة نقطة اشتعال لأزمات جديدة في واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا وأجزاء أخرى من البلاد. إنّ تقليص الاحتجاجات الحالية واسعة النطاق وغير المسبوقة في الولايات المتحدة إلى حرب الرسوم الجمركية التي يشنّها دونالد ترامب، هو تكتيك إعلامي ودعائي للتغطية على الصراعات الضخمة والعميقة التي بدأت في هذا البلد منذ سنوات، وأدت إلى تنشيط العيوب الاجتماعية والاقتصادية".
ورأت الصحيفة أنّ: "المثلث المتمثل في التمييز والقومية المتطرفة والأحادية، هو الشكل الهندسي والتحليلي الدقيق الذي يمكن من خلاله تحليل الأزمات الأميركية اليوم. وتتشكّل منطقة هذا المثلث من الهيمنة الجديدة؛ إنّ المكان الذي تقسم فيه الطبقات، وإغناء الأغنياء أكثر، وتحول الطبقات ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى وظيفة لتداول رأس المال للأثرياء، لم يترك أي مجال للتنفس للمجتمع الأميركي".
وكشفت الصحيفة أنّه: "منذ عام 2008، كان المواطنون الأميركيون يفكرون باستمرار في تغيير الظروف القائمة، دون أن يتصوروا رؤية للظروف التي يرغبون فيها لأنفسهم وللمجتمع. لقد تبلورت الترامبية في سياق متذبذب كهذا. في عام 2016، أدلى المواطنون الأميركيون بأصواتهم ضد هيلاري كلينتون والديمقراطيين لإحداث تغيير في نظام الحكم في بلادهم. باستخدام الشعار الوهمي أميركا العظيمة، تمكّن ترامب من تحويل بعض المواطنين الأميركيين الساخطين إلى بيادق سياسية واجتماعية في يديه، لكن نتاج هذا الوهم لم يكن أكثر من هزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. في عام 2024، صوت المواطنون الأميركيون لصالح ترامب مرة أخرى، ولكن ليس بسبب الثقة والأمل في المستقبل! بل بسبب خوفهم من استمرار وجود الديمقراطيين المرتبكين والعاجزين، الذين أصبحوا رمزًا للفشل المطلق والهدر في السياسة الداخلية والخارجية الأميركية، فضّلوا مرة أخرى التصويت للخيار الأول بين الخيارات الأسوأ".
وقالت: "الآن، بعد أقل من 3 أشهر من تنصيب ترامب، يواجه المواطنون الأميركيون (حتى العديد من أولئك الذين صوتوا لصالح ترامب)، صدمة ذات جانب واحد: العدمية المدنية والحضارية".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ: "الاحتجاجات التي نشهدها في أميركا اليوم، هي صرخة لا تنطلق ضد شخص (ترامب)، بل ضد بنية مريضة ومتسلطة، هيكل يضطر فيه المواطنون إلى دفع تكاليف المخاطر والتجاوزات التي يرتكبها السياسيون الديمقراطيون والجمهوريون. لقد ادّعى ترامب مرارًا وتكرارًا في شعاراته الانتخابية بأنّه سيعمل على تعطيل هيكل السلطة الرئيسي في أميركا، لكنّه، بالمناسبة، قام بتشكيل تحركاته الأخيرة داخل هذا الهيكل نفسه، وعلى أساس نفس القواعد المعتادة في هرم السلطة. ولذلك، ينبغي لنا أن ننظر إلى طبيعة الاحتجاجات الواسعة النطاق التي شهدتها أميركا في الآونة الأخيرة، على أنّها موجّهة نحو الهيكل وليس موجّهة نحو الفاعلين، هذه هي الحقيقة التي تخشى جماعات الضغط العلنية والسرية في واشنطن التعبير عنها والاعتراف بها إلى حد كبير".
الردع من أعماق الأرض
كتبت صحيفة إيران: "المرة الأولى كانت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، عندما كشفت القوة الجوية للحرس الثوري عن إحدى مدنها الصاروخية على عمق 500 متر تحت الأرض. وأعلن الحرس الثوري حينها أنّ قواعد الصواريخ انتشرت في كافة المحافظات. وبعد أقل من أسبوعين، بحث مركز السلام للأبحاث الأميركي في تقرير خاص البرنامج الصاروخي الإيراني، وذكر أنّ الجمهورية الإسلامية تمتلك أكبر وأكثر ترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، فإنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي، دون امتلاك أسلحة نووية، تمتلك صواريخ باليستية يصل مداها إلى نحو 2000 كيلومتر. في ذلك الوقت، ربما بدا مثل هذا التحليل لقدرات إيران الصاروخية مبالغًا فيه، لكن مرور الوقت أثبت أنّ مركز الأبحاث الأميركي كان على حقّ هذه المرة في تحليله".
وأضافت: "في السنوات الأخيرة على الأقل، أصبحت المدن الصاروخية تُعتبر واحدة من الإنجازات العسكرية المهمة لإيران، وبالطبع رمزًا للقوة الدفاعية والردع ضد التهديدات الخارجية، وخاصة أنّه في مدن الصواريخ دخلت القوة الهندسية أيضًا حيّز التنفيذ وقامت ببناء الأنفاق لإظهار القوة الدفاعية بشكل أكبر. ومن ثمّ، تتكون القواعد تحت الأرض من مجموعة معقّدة من الأنفاق والمرافق المستخدمة لتخزين وإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية. وتعود دوافع بناء المدن الصاروخية إلى تجارب إيران خلال حقبة الدفاع المقدس، وفي ذلك الوقت، كشفت الهجمات الصاروخية التي شنّها نظام البعث بقيادة صدام حسين على المدن الإيرانية عن الحاجة إلى إنشاء بنية تحتية مقاومة وسرية للحفاظ على القوة العسكرية".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه: "بعد انتهاء الحرب المفروضة، ونظرًا لحظر الأسلحة الواسع النطاق والتهديدات المستمرة من جانب الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، قرّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطوير برنامجها الصاروخي محليًّا، ودخلت فكرة المدن الصاروخية، كجزء من هذه الاستراتيجية، المرحلة التشغيلية تدريجيًّا اعتبارًا من العقد الثاني من القرن الـ21، ووصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى من التعقيد والفعالية، وجذب انتباه مراكز الفكر والمحللين العسكريين حول العالم".
وأكّدت الصحيفة أنّ: "المدن الصاروخية الإيرانية تمثّل مزيجًا من الهندسة المتقدمة والاستراتيجية العسكرية، والإرادة السياسية للحفاظ على الاستقلال الدفاعي. ولم تساهم هذه القواعد في تعزيز قوة الردع الإيرانية فحسب، بل أرسلت أيضًا رسالة واضحة إلى المنافسين والأعداء المحتملين: إيران مستعدة للدفاع عن نفسها تحت أي ظرف ومن أي نقطة".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
3 شهداء في قصف صهيوني استهدف منزلًا بمنطقة الضابطة الجمركية شرق مدينة خان يونس
لبنان| ناصر الدين يشجب الاعتداء على صيدليات: أمن المرافق الصحية أولوية قصوى
لبنان| الطيران الحربي الصهيوني يخترق الأجواء فوق صور وبنت جبيل
إعلان حال الطوارئ في كيتو وسبع مقاطعات بسبب أعمال العنف في الإكوادور
لبنان| قبيسي: لن نرضخ لأي ابتزاز وتهويل للتخلي عن ثوابتنا وثقافتنا
مقالات مرتبطة

مفاوضات مسقط: حظوظها وضوابط الإمام الخامنئي لها

الولايات المتحدة تُسلِّم بالأمر الواقع وتخضع أمام صلابة الموقف الإيراني

الصحف الإيرانية: مفاوضات عمان مع واشنطن تنطلق وسط تشاؤم بعض التيارات

تقرير أميركي: كذبة واشنطن عن حقوق الإنسان تفضحها دماء غزّة

كاتب أميركي يشكك في فاعلية التصعيد الأميركي ضد أنصار الله

خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة

إيران: محادثات السبت ستكون اختبارًا لنوايا أمريكا

"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء

المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران محور اهتمام الصحف الإيرانية

الصحف الإيرانية: مواقف الإمام الخامنئي بشأن المفاوضات لم تترك مجالًا للشك

الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
