على العهد يا قدس

الخليج والعالم

كاتب أميركي: فرص نجاح ترامب بإبعاد روسيا عن الصين ضئيلة
08/04/2025

كاتب أميركي: فرص نجاح ترامب بإبعاد روسيا عن الصين ضئيلة

قال الكاتب في موقع "Responsible Statecraft" لايل غولدشتاين، إنّ المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمحوا إلى خطّة طموحة لخلق فجوة بين موسكو وبكين. وفي مقالة نُشرت على الموقع، ذكر الكاتب أنّه يجري طرح احتمال مناورة معاكسة لما فعله الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، بهدف إيجاد توازن قوة يكون أكثر ملائمًا لأميركا.

وعرّج الكاتب على زيارة نيكسون إلى الصين عام 1972، حيث أنهى حالة الجمود في العلاقات بين واشنطن وبكين، والتي دامت 25 عامًا، لافتًا إلى أنّه جرى تهيئة الأرضية لدبلوماسية نيكسون قبل أعوام من الزيارة، إذ حصلت مناوشات دموية على الحدود الصينية - السوفييتية عام 1969، ورأى أنّ هذا فتح الباب لنيكسون، وأنّ الخطوة التي أقدم عليها الأخير شكّلت ضربة جيوسياسية كبرى للسوفيتيين، حيث أصبح هناك كتلتين عسكريتين قويتين على الجبهتين الغربية والشرقية، غير أنّ الكاتب استبعد أن يحصل تحول مماثل جراء مساعي ترامب للتقارب مع الكرملين، إذ إنّه وإلى جانب العداء الحاد في العلاقات الأميركية الروسية، هناك عامل آخر هام، وهو التضامن الواسع والعميق الذي تتّسم به العلاقات الصينية الروسية.

وأشار إلى أنّ بعض الخبراء الغربيين وصفوا العلاقات التي تجمع بين بكين وموسكو بأنّها مجرد زواج مصلحة، بحيث يمكن خلق فجوة على غرار ما حصل في الستينيات.

إلّا أنّ الكاتب قال إنّ العلاقات لا تخلو من توتر، سواء في القضايا البيئية أو قضايا سياسية خارجية، مثل كيفية مقاربة الهند أو فيتنام وقيام موسكو ببيع السلاح لخصوم الصين الإقليميين، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ المشهد العام يعكس علاقة ثنائية متناغمة، مضيفًا أنّ السوق الصيني الضخم سمح لروسيا بأن تحوّل الصادرات التي كانت وجهتها الأصلية أوروبا إلى الزبائن الصينيين، وهذا وفّر لبكين الطاقة بسعر رخيص، ولعب دورًا أساسيًا في استقرار الوضع المالي لدى روسيا في ظل العقوبات القاسية التي فرضت على البلاد منذ عام 2022.

وشدّد الكاتب على أنّ بكين فعلت للكرملين أكثر بكثير من مجرد استقرار الوضع المالي وملئ أسواق المستهلكين الضخمة لديها، مشيرًا إلى أنّ بكين زوّدت المكونات الأساسية لـ"آلة الحرب الروسية" - وفق تعبير الكاتب - والمساعدات اللوجستية بالتوقيت المناسب. 

كذلك تحدّث الكاتب عن أهمية دور الحفارات الصينية في بناء خط "Surovikin" الروسي الذي ألحق هزيمة حاسمة بالعملية الهجومية الأوكرانية في صيف عام 2023، والتي كانت تهدف إلى الوصول إلى بحر آزوف. كما ذكر أنّ القادة والخبراء في بكين أدلوا بسلسلة من التصريحات التي تدعم عمومًا الكرملين في صراعه مع الغرب.

وذكّر الكاتب بالمناورات العسكرية المشتركة المستمرة بين الصين وروسيا، والتي باتت تشمل القوات الاستراتيجية والقوات غير النظامية، كما لفت إلى أول دورية مشتركة لقوات خفر السواحل الصينية والروسية في تشرين الأول/أكتوبر 2024 قرب شاطئ Alaska. 

كذلك، أشار إلى أنّ القطب الشمالي يُشكّل ساحة للشراكة الصينية الروسية في عدة مجالات، حيث هناك اصطفاف في المصالح، وباختصار، تبحث الصين عن موارد طبيعية، بينما روسيا هي باسم الحاجة إلى الرأسمال والخبرة التقنية من أجل التنمية.

وتابع الكاتب أنّ الشراكة الصينية الروسية أصبحت أحيانًا تضم دول ثالثة مثل إيران، لافتًا إلى تحليل أكاديمي صيني صدر عام 2024، يُفيد بأنّ "الهيمنة البحرية الأميركية" يُمكن ملامسته في كلّ من البحر الأسود وبحر الصين الجنوبي، ما يُفيد أيضًا بأنّ هناك وجهة نظر استراتيجية مشتركة.

وأضاف الكاتب أنّ المجالات العدة للتعاون تُفيد بأنّ هناك روابط ذات جذور عميقة بين الصين وروسيا والتي لن تنكسر بسهولة، وبأنّ ذلك يثير شكوك حقيقية حول قابلية تنفيذ مناورة معاكسة لما فعله نيكسون وإبعاد روسيا عن الصين.

روسياالصيندونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة