الصحف الإيرانية: تعليق جولة المفاوضات النووية الجديدة وأطماع "تل أبيب" في سورية في واجهة الاهتمامات  

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 03 أيار/مايو 2025 بالتطورات المتعلّقة بالمفاوضات النووية وتعليق الجولة الرابعة من المفاوضات ودلالته.

كما اهتمّت بالأوضاع الإقليمية ولاسيّما أطماع التوسع "الإسرائيلية" في سورية بحجة حماية الدروز.

التفاوض تحت الشكوك

بداية كتبت صحيفة "جام جم": "في حين كان من المقرر أن تستضيف روما الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية يوم السبت، وتم تأجيل هذه المحادثات بقرار مشترك من الطرفين وباقتراح من وزير خارجية سلطنة عمان. وهذا التغيير ليس قرارًا فنيًا فحسب، بل هو أيضًا مؤشر على الوضع الحساس في المعادلات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.. تغيير يثبت أن توقف المفاوضات مع الولايات المتحدة خلق أيضًا سلسلة من التأخيرات وانعدام الثقة في العلاقات مع أوروبا، رغم أن مسؤولين إيرانيين وأميركيين أكدوا أنه سيتم الإعلان في الأيام المقبلة عن موعد متفق عليه للجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين البلدين". 

وأضافت "لكن وراء هذا التوقف الفني، اتّخذت الولايات المتحدة خطوات، بدلًا من أن تكون دليلًا على إرادة سياسية لحل القضية النووية، تشير إلى استمرار سياسة الضغط والتهديد والعقوبات. سياسة فشلت مرارًا وتكرارًا، لكن الأدلة تشير إلى أن البيت الأبيض لا يزال متمسكًا بهذا النهج غير البنّاء"، وتابعت "من وجهة نظر المراقبين، تُظهر اللهجة الأميركية وسياستها، وخاصةً عشية جولة جديدة من المفاوضات، أن واشنطن لا تفي بالتزاماتها المحتملة فحسب، بل إن سياسة الضغط الأقصى لا تزال تُستخدم كأداة رئيسية في التعامل مع إيران. في حين أكدت إيران مرة أخرى على موقفها المبدئي والسلمي في إطار القانون الدولي وأعلنت استعدادها لمواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق عادل، فإن سلوك واشنطن يظهر أنه لا توجد حتّى الآن إرادة سياسية لاختيار الحل الدبلوماسي. لقد أبقت طهران طريق الحوار مفتوحا، لكن المؤشرات تشير إلى أن البيت الأبيض، سواء على مستوى صنع القرار أو في الميدان، يعيش حالة من الاضطراب والتناقض والتردّد. وهي قضية أثارت تساؤلات ليس فقط حول الاتفاق النووي، بل أيضًا حول مصداقية الولايات المتحدة على المستوى الدولي. ولكن تأجيل محادثات روما ليس مجرد تأخير فني؛ بل إنه رمز واضح لأزمة الثقة وانعدام الصدق من الجانب الأميركي. وفي مثل هذه الحالة، تصبح الكرة في ملعب واشنطن؛ إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًّا الدبلوماسية، فقد حان الوقت للتوقف عن التهديد والعقوبات واحترام قواعد الحوار".

حلم احتلال جنوب سورية بحجة الدروز

من جهتها، كتبت صحيفة "قدس": "في بيان مشترك، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير "الدفاع" (الحرب) يسرائيل كاتس الهجوم بأنه تحذير للجولاني، وادعيا أن هدفه هو منع التهديد ضدّ الدروز في سورية".

وأضافت "هذه التصريحات، رغم أنها تهدف ظاهريا إلى تبرير الهجوم، تفتقر إلى أدلة ملموسة على التهديدات المزعومة. ومن خلال استهداف محيط القصر الرئاسي، الذي يعد رمزًا للسيادة الوطنية السورية، يبدو أن النظام "الإسرائيلي" يسعى إلى إضعاف الحكومة الجديدة وإرسال رسالة سياسية إلى الجولاني وأنصاره أكثر من اتّخاذ أي عمل دفاعي حقيقي. وقد يؤدي هذا الهجوم إلى مزيد من عدم الاستقرار في الوضع الهش الحالي في سورية، ويعكس النهج العدواني الذي تنتهجه "إسرائيل" في استغلال فراغ السلطة".

وأردفت "إن دعم النظام الصهيوني للدروز السوريين، بدعوى حماية هذه الأقلية، قد يكون جزءًا من خطة ممر داوود الأوسع. ويشير ممر داوود إلى الجهود الإسرائيلية المزعومة لإنشاء منطقة نفوذ تمتد من مرتفعات الجولان إلى المناطق الكردية في شرق سورية والتي يمكن أن تكون بمثابة درع إستراتيجي ضدّ محور المقاومة. ويرى بعض المحللين أن النظام الصهيوني يسعى من خلال دعم الدروز في المناطق القريبة من الجولان إلى خلق حلفاء محليين لاستخدامهم كقوة بالوكالة لتعزيز وجوده في المنطقة. وحذر خبراء إقليميون من عواقب الهجوم. إن الهجوم "الإسرائيلي" بالقرب من القصر الرئاسي هو محاولة لفرض الإرادة السياسية وإضعاف حكومة الجولاني الناشئة أكثر منه إجراء دفاعي. إن ادعاءات "إسرائيل" بشأن حماية الدروز تفتقر إلى الشفافية، وتبدو وكأنها غطاء لأهداف جيوسياسية؛ ومنها إنشاء ممر داوود واحتواء الجولاني. ومن ناحية أخرى، فإن تقاعس الجولاني في مواجهة هذا الانتهاك للسيادة يثير التساؤل حول قدرته على القيادة. ويساهم كلا الجانبين، من خلال أفعالهما ومواقفهما، في تصعيد حالة انعدام الأمن في المنطقة. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف هذه الدائرة من العنف ودعم الحلول الدبلوماسية".

دوار في واشنطن

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "لا تزال حالة عدم الاستقرار والارتباك في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية تؤرق إدارة ترامب. لقد أصبح المزيج الغريب وغير ذي الصلة من الأشخاص الذين جمعهم ترامب لاتّخاذ قرارات السياسة الخارجية بعد تسريب نزاعات داخلية لدرجة أنه أجبر البيت الأبيض على إجراء بعض التغييرات. وعلى هذا الأساس، تمت إقالة مايك والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي لترامب".

وأشارت الى أنه في الأيام القليلة المقبلة، سوف يضطر أشخاص آخرون إلى ترك مناصبهم الحالية، وسوف تتنافس دوائر فكرية مختلفة مع بعضها البعض لتولي مناصب إدارية مهمّة في مجال السياسة الخارجية، ويتحول هذا الاضطراب إلى فوضى عارمة عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات النووية مع إيران، مما يثير التساؤلات حول مستقبل المفاوضات وحتّى حول نية إدارة ترامب في بدء المفاوضات. لقد وقعت أحداث كثيرة خلال الأيام القليلة الماضية، وعندما نجمعها معًا فإن هذا الاضطراب وعدم الاستقرار يصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ويصبح واضحًا لماذا دعت عُمان والأميركيون إلى تعليق المفاوضات مع إيران". 

وبحسب "وطن أمروز"، أظهرت هذه الأخبار والتعليقات مرة أخرى أن الارتباك في البيت الأبيض وواشنطن بشأن نوع المفاوضات مع إيران ومضمونها مستمر. وكان هذا الارتباك موجودا منذ بداية المفاوضات، وحاول ويتكوف التخفيف من حجم الانتقادات الإيرانية لسلوك الجانب الأميركي في المفاوضات مع الجانب الإيراني، بحجة أن الكلمات القاسية ضدّ إيران مخصصة للاستهلاك المحلي. لكن قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات، أصبح ويتكوف نفسه عاملًا في توسيع أجواء التهديدات والإهانات الأميركية ضدّ إيران. 

وفي الختام، أوضحت أن المسألة التالية التي تجعل السلوك المتناقض للأميركيين يسبب تردّد الجانب الإيراني في مواصلة المفاوضات هي كلام وزير الخارجية الإيراني مارك روبيو، الذي تحدث مرة أخرى في مقابلة مع قناة فوكس نيوز عن ضرورة القضاء على برنامج التخصيب الإيراني. وأوضح أن إيران يجب أن تستورد اليورانيوم المخصب من الخارج ولا يمكنها أن تقوم بالتخصيب داخل أراضيها".

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالاتفاق النووي الايرانيسورية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم