الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: ترامب متناقض أم يُدير اللعبة كما يريد؟
05/05/2025

الصحف الإيرانية: ترامب متناقض أم يُدير اللعبة كما يريد؟

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم ‏الإثنين‏ 5‏ أيار 2025، بالتطورات التي حصلت في ضربة اليمن على مطار بن غوريون، وكذلك بالتناقض الظاهر من كلام رئيس الولايات المتحدة في ما يخص المفاوضات الأميركية- الإيرانية في شأن الملف النووي.

ترامب المتناقض

كتبت صحيفة جام جم:" لقد ظهر دونالد ترامب، مرة أخرى، شخصية لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. هذه المرة في مقابلة مع قناة إن بي سي؛ تحدث في الوقت نفسه عن تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وادعى أنه مستعد للاستماع إلى أسباب طهران للحصول على الطاقة النووية السلمية. وهذا تناقض واضح، مع أنه قد يكون علامة على الارتباك أو عدم الاتساق بين مستشاري البيت الأبيض، إلا أنه في الواقع صيغ بعناية من خلال استراتيجيات التفاوض المفضلة عند ترامب، والذي قال بصراحة في هذه المحادثة: "نحن لا نريد أن يمتلكوا أسلحة نووية، هذه مسألة بسيطة للغاية". ولكنه خفف من حدة نبرته على الفور حين قال: "أعتقد أنني مستعد لسماع ذلك... إنهم يسمونها طاقة سلمية، لكن الطاقة المدنية غالبًا ما تؤدي إلى حروب عسكرية".

رأت الصحيفة أن هذا السلوك المتناقض والغامض ليس منفصلًا عن نظرة ترامب للعالم؛ في ما يتعلق بالتفاوض. وكان قد أكد سابقًا، وبشكل واضح، في كتابه أن التفاوض لعبة، وفي هذه اللعبة يجب على المرء أن يظهر أنه أقوى مما هو عليه، وأن يكون مستعدًا لمغادرة طاولة المفاوضات وإرهاق الطرف الآخر، وإدارة الرأي العام من خلال استخدام وسائل الإعلام؛ مع ذلك يظهر دومًا أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. وفي هذا الصدد، تابعت الصحيفة: "ينبغي النظر إلى المعايير المزدوجة التي يتبناها ترامب في ما يتصل بالقضية النووية الإيرانية كونها جزءًا من الاستراتيجية نفسها. إذ يحاول الضغط على إيران، وليس إغلاق باب المفاوضات من خلال خلق غموض مقصود. ويبدو أنه مستمع جيد، لكنه في أعماقه يصر على فرض النتيجة التي يرغب بها. وتؤكد تجربة إدارة ترامب الأولى هذا الأمر حين انسحب من الاتفاق النووي تحت شعار "اتفاق أفضل"، وممارسة أقصى قدر من الضغط، وفي الوقت نفسه إرسال رسائل الاستعداد للمفاوضات غير المشروطة. لذلك ترامب ليس متناقضًا؛ لأنه لا يعرف ما يريد، بل لأنه يعرف كيف يلعب اللعبة للحصول على ما يريد".

رمي الجمرات على الطريقة اليمنية

صحيفة قدس كتبت:" في ظل استشهاد أكثر من 50 ألف مدني في غزة، تحت قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، ودعم العالم الغربي لهذه الإبادة الجماعية مع زعمه الدفاع عن حقوق الإنسان، قدم قائد الثورة الإسلامية، في رسالة مهمة، ذكر فيها أن الحج ليس فقط فريضة دينية، هو استراتيجية لتوحيد المسلمين وهزيمة العدو الصهيوني. ومن الإنجازات العظيمة للثورة الإسلامية هذا الربط والمعنى بين العبودية والعمل الاجتماعي والسياسي. ومن هذا المنطلق؛ يقدم الإمام الخميني الحج الإبراهيمي في مواجهة الاستكبار العالمي. وهذا يعني أن السياسة تنبع من الإيمان، وليست مبنية على السعي إلى السلطة أو التحالفات خلف الكواليس.. وتسأل الصحيفة: "ولكن لماذا يبدو أن كثيرًا من المسلمين والدول الإسلامية غير قادرين على الربط بين عبودية الحج والعمل السياسي الناتج عنه، وهو البراءة من أميركا 
و"إسرائيل"؟ الجواب عن هذا السؤال له جوانب متعددة، وفي هذه المقالة سنذكر ثلاثة جوانب:

1.    هيمنة العلمانية على الفكر الديني في العالم الإسلامي: في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، وخاصة بعد انهيار الخلافة العثمانية، قامت الحركات النخبوية المتأثرة بالاستعمار الغربي والتعليم الحديث بتقليص الدين إلى نطاق الفردية والعبادة. ومن هذا المنظور؛ أضحى الحج مجرد رحلة؛ وليس ساحة للعمل السياسي والاجتماعي. ولهذا السبب؛ مفاهيم مثل البراءة من المشركين أو الحج الإبراهيمي تعدّ مفاهيم سياسية، وليست جزءا من الإيمان التوحيدي. وهذا هو الفكر العلماني الذي يعاد إنتاجه في الجامعات العربية والمدارس الدينية التقليدية، وحتى في وسائل الإعلام الرئيسة.

2.    التعليم الفقهي والشعائري الديني المحض: من المؤسف؛ أنه في كثير من المجتمعات الإسلامية، وحتى في بلادنا، تُدرّس التعاليم الدينية مثل الحج من منظور فقهي وشعائري محض. في حين أن القرآن الكريم يذكر إبراهيم -عليه السلام- مرارًا وتكرارًا وبراءة من المشركين، ويعدّه مؤسس الأمة التوحيدية. 

3.    التشويه الإعلامي والرقابة على صوت المقاومة: تقدم وسائل الإعلام العربية والعالمية والإقليمية صورة عن الحج لا يوجد فيها أي صرخة ضد الظلم والاحتلال؛ حتى إنهم يصورون شعار "الموت لأميركا" تطرفًا. في مثل هذه البيئة الإعلامية، الجيل الأصغر من المسلمين عادة لا يفهم لماذا يتعيّن عليهم السعي للحصول على إعفاء من أميركا أو "إسرائيل" في أثناء الحج؛ لأن الرواية التي خلقتها هذه المنافذ الإعلامية عن جرائمها هي في العموم رواية غربية مشوهة.

هذا؛ ولم يكن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مجرد بداية لعملية عسكرية للمقاومة الفلسطينية؛ كان الحجر الأول الذي حدد، بعد مدة طويلة في العالم الإسلامي، الحجاج الحقيقيين لهذا العام، حين أصبح اليمنيون اليوم، على الرغم من كل المجاعات والعقوبات الأمريكية، أكثر الحجاج الغائبين الحقيقيين لهذا العام، مع إطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت على مطار بن غوريون".

حكومة ترامب في لعبة الدومينو الفاشلة

كتبت صحيفة رسالت:" الأميركيون الذين فشلوا في الحصول على أي تنازلات من إيران على طاولة المفاوضات، وفشلوا أيضًا في حرب اليمن، يسعون الآن للابتزاز معتمدين التهديد والاتهامات؛ وربما للتخفيف من فضيحة فشلهم. في تصريحات تبدو أقرب إلى التباهي إلى استعراض القوة، عشية الجولة الرابعة من المحادثات بين واشنطن وطهران، حذر وزير الحرب الأميركي من أن إيران ستدفع ثمنا باهظا لدعمها أنصار الله ..

 ومع أن الولايات المتحدة أنفقت 3 مليارات دولار في اليمن، إلا أنها واجهت رسميًا الفشل. فمن ناحية، هي لم تحقق سوى انتصارات بقتل المدنيين، ومن ناحية أخرى، تستمر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة اليمنية على حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس ترومان" والأراضي المحتلة.. ويتجلى هذا الفشل، بوضوح، في دخول بريطانيا علانية في الحرب ضد اليمن، وكذلك في نشر أنباء عن هجمات مدفعية سعودية على شمال اليمن. إن هذا الوضع الحرج الذي تعيشه الولايات المتحدة وحلفاؤها هو من الدرجة التي دفعت صحيفة التلغراف في تحذيرها لهذه الدول إلى القول إنه حتى الآن لم تتمكّن أي دولة من هزيمة اليمن. 

تتابع الصحيفة: "في الحقيقة؛ أن الولايات المتحدة، من ناحية هي غير قادرة على مواجهة مقاومة اليمنيين وشجاعتهم، ومن ناحية أخرى هي غير قادرة على إملاء مطالبها المفرطة على إيران في المفاوضات. وفي هذه الحال وضع، تسعى إلى الخروج من هذا الوضع باختلاق الأعذار ونشر الأكاذيب وتوجيه الاتهامات، ربما للتخفيف من فضيحة ترامب الإضافية في اليوم المئة من رئاسته. إنها ممارسة تكشف، مرة أخرى، للجميع عدم موثوقية أميركا، وبالطبع، هشاشة قوتها، في حين أن أفعال، مثل إعلان أن السلام في أوكرانيا ليس وشيكًا والموافقة على بيع الأسلحة إلى كييف، تكشف أن زعم ترامب بالسعي إلى السلام هو مجرد كاذب".

الجمهورية الاسلامية في إيراندونالد ترامبالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
الشيخ الخطيب من إيران: نأمل تعزيز العلاقات لما فيه خير البلدين
الشيخ الخطيب من إيران: نأمل تعزيز العلاقات لما فيه خير البلدين
إيران تكشف عن صاروخ باليستي جديد مقاوم للحرب الإلكترونية
إيران تكشف عن صاروخ باليستي جديد مقاوم للحرب الإلكترونية
تطورات سورية والمفاوضات النووية في مقدمة اهتمامات الصحف الإيرانية
تطورات سورية والمفاوضات النووية في مقدمة اهتمامات الصحف الإيرانية
عراقتشي لغوتيريش: سلوكيات المسؤولين الأميركيين المتناقضة تخلق حالًا من عدم الثقة بجدّيتهم في مسار الدبلوماسية
عراقتشي لغوتيريش: سلوكيات المسؤولين الأميركيين المتناقضة تخلق حالًا من عدم الثقة بجدّيتهم في مسار الدبلوماسية
عراقتشي ردًا على روبيو: إيران تملك الحق الكامل في دورة الوقود النووي
عراقتشي ردًا على روبيو: إيران تملك الحق الكامل في دورة الوقود النووي
كاتب صهيوني: إدارة ترامب لن تتساهل مع محاولات "إسرائيل" إفشال الاتفاق مع طهران
كاتب صهيوني: إدارة ترامب لن تتساهل مع محاولات "إسرائيل" إفشال الاتفاق مع طهران
طموح جديد لترامب: أرغب في أن أكون بابا الفاتيكان
طموح جديد لترامب: أرغب في أن أكون بابا الفاتيكان
الصين: الولايات المتحدة "نمر من ورق" وعلى دول العالم "كسر الهيمنة الأميركية
الصين: الولايات المتحدة "نمر من ورق" وعلى دول العالم "كسر الهيمنة الأميركية
"مقربون جدًّا" من ترامب: عملاء لـ"الموساد" ودُعاة حرب يدفعون أميركا للحرب مع إيران
"مقربون جدًّا" من ترامب: عملاء لـ"الموساد" ودُعاة حرب يدفعون أميركا للحرب مع إيران
تقارير أجنبية: لدى إيران حوالى 2,000 صاروخ باليستي من أنواع مختلفة يمكنها الوصول إلى "إسرائيل"
تقارير أجنبية: لدى إيران حوالى 2,000 صاروخ باليستي من أنواع مختلفة يمكنها الوصول إلى "إسرائيل"
الصحف الإيرانية: نتنياهو في مأزق
الصحف الإيرانية: نتنياهو في مأزق
الصحف الإيرانية: طهران تستطيع التغلّب على العقبات بالالتزام بمصالحها الوطنية والتحلّي بالعقلانية
الصحف الإيرانية: طهران تستطيع التغلّب على العقبات بالالتزام بمصالحها الوطنية والتحلّي بالعقلانية
الصحف الإيرانية: أفضل فرصة دبلوماسية لترامب
الصحف الإيرانية: أفضل فرصة دبلوماسية لترامب
توترات في جيش الاحتلال بسبب إصابات المدنيين المرتفعة في غزة: قد تهدد حياة "المختطفين"
توترات في جيش الاحتلال بسبب إصابات المدنيين المرتفعة في غزة: قد تهدد حياة "المختطفين"
كيف تقنعون الناس بأنكم دولة تهتم بمواطنيها؟
كيف تقنعون الناس بأنكم دولة تهتم بمواطنيها؟