الخليج والعالم
كاتب أميركي: حذار من وقوع واشنطن في "فخ القوة الجوية" لليمن
كتب تشارلز والدورف "Charles Walldorf" مقالًا في موقع آسيا تايمز "Asia Times" حذّر فيه من أنْ تقع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليمن فيما يسمّيه الاستراتيجيون العسكريون "فخ القوة الجوية".
وأوضح الكاتب الأميركي، في مقاله، أنّ "ذلك يعني أنّ الأهداف المعلَنة للعمل العسكري هي أكبر من أنْ تتحقق عبر القوة الجوية وحدها، مما قد يؤدّي إلى تصعيد لحفظ ما الوجه، والذي قد يجرّ قوات برية سواء أميركية أم تابعة لحلفاء محليين".
وأضاف الكاتب أنّ "رؤساء أميركيين سابقين مثل ليندون جونسون وبيل كلنتون وباراك أوباما وقعوا في هذا الفخ"، مذكّرًا بأنّ "الحروب التي اندلعت في كل من فيتنام والبلقان وسوريا توسّعت بشكل لم يكن متوقّعًا، مع كل ما حمله ذلك على صعيد الضحايا المدنيين والسلم الدولي والضرر الذي لحق بسمعة أميركا في الخارج".
وقال الكاتب: "الأبحاث تفيد بأنّ القوة الجوية تكون أكثر فاعلية عندما تُستخدم من أجل تحقيق أهداف محدودة، مثل تصفية قادة جماعات إرهابية أو تقويض قدرات الخصوم، أو في سياق دعم العمليات البرية لغايات طموحة، مثل دعم الحكومات او الإطاحة بها".
وتابع قوله: "نظرًا إلى القوة الجوية المتطوّرة لدى الولايات المتحدة، هناك مغالطة يعتمدها استراتيجيون أميركيون على وجه التحديد تفترض أنّه يمكن تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة فقط عبر إسقاط القنابل من الجو. القادة قد يشعرون بالضغط لتوسيع نطاق النزاع عندما تفشل القوة الجوية لوحدها، وبأنّ ذلك يؤدّي إلى التزامات عسكرية أكبر ممّا كان متوقعًا".
ولفت الكاتب الانتباه إلى أنّ "الاستراتيجية التي تبنّاها جونسون (الرئيس الأميركي الأسبق) في البداية، والتي اعتمدت على القوة الجوية وحدها لإيقاف الشيوعية فيما كان يُعرف حينها بـ"فيتنام الجنوبية"، فشلت فشلًا ذريعًا، ممّا أدّى إلى قراره بإرسال نصف مليون جندي أميركي إلى الحرب".
وذكّر الكاتب بأنّ "الحرب استمرّت سنوات بعد ذلك، مع تداعيات إنسانية وسياسية هائلة على الشعوب في جنوب شرق آسيا". كما أشار إلى أنّ "بيل كلينتون صعّد الضربات الجوية واقترب من إرسال القوات البرية إلى البلقان خلال حقبة التسعينات، وذلك على خلفية قلقه على مصداقية الولايات المتحدة وحلف "الناتو".
وفي حين نبّه الكاتب إلى أنّ "معطيات تفيد بأنّ الظروف في اليمن ربما ستخلق فخًا مماثلًا لترامب"، بيّن أنّ "هناك مؤشّرات أولية تفيد بأنّ الحملة الجوية على اليمن لا تسير على نحو جيد، وأن "الحوثيين" (أنصار الله) ليسوا مردوعين برغم استخدام الولايات المتحدة ذخائر بقيمة مليار دولار لقصف 800 موقع"، مشيرًا إلى أنّ "حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر تبقى في أدنى مستوياتها".
وأردف الكاتب قوله: "هجمات "الحوثيين" على السفن الأميركية وعلى "إسرائيل" مستمرّة، والهجمات على "الحوثيين" وتزايُد عدد الضحايا المدنيين اليمنيين بسبب حملة القصف التي تشنّها إدارة ترامب يبدو أنّها تقوي موقع "الحوثيين" السياسي في اليمن".
وكشف عن أنّ "ترامب يبحث في خيارات للمزيد من التصعيد لهزيمة "الحوثيين"، مستدلًا بـ"تقارير تفيد بأنّ ادارته تنظر في تسليح وتدريب وتمكين مقاتلين معادين لـ"الحوثيين" لهم ارتباط بـ"الحكومة اليمنية المنفية"، وذلك بغية تنفيذ عمليات برية".
وأكّد الكاتب أنّ "الوكلاء هم أدوات يلجئ إليها القادة الأميركيون دائمًا عندما يكونوا عالقين في "فخ القوة الجوية"، معتبرًا أنّ "وكلاء الولايات المتحدة عادة ما يفشلون استراتيجيًا وانسانيًا، ممّا يؤدّي إلى المزيد من التصعيد والمستنقعات الاستراتيجية للولايات المتحدة، فضلًا عن فقدان الأرواح والسيادة السياسية للذين يتعرّضون للهجوم".
كما اعتبر أنّ "فيتنام الجنوبية" تمثّل حالًا من هذه الحالات، حيث كان الجيش و"الحكومة الفيتنامية الجنوبية" تعاني من الفساد وسوء الإدارة والضعف والاقتتال الداخلي". وقال الكاتب: "تبيّن أنّ (فيتنام الجنوبية) غير فاعلة في مواجهة "فيتنام الشمالية"، إلى درجة أنّ جونسون قرّر شن حرب برية عندما فشلت القوة الجوية الأميركية".
ووفق الكاتب، فإنّ "المقاومة" المعادية لـ"الحوثيين" في اليمن تبدو أشبه بـ"الحكومة الفيتنامية الجنوبية"، مثبِتًا كلامه بتقرير أعدّه "مركز صوفان" للدراسات، المتخصص في الشأن الأمني، وجاء فيه أنّ القوات المعادية لـ"الحوثيين" ليسوا مدرّبين بشكل جيد ويُعتبرون غير قادرين على تحقيق انتصارات ضد "الحوثيين" من دون دعم أميركي كبير".
وبيّن الكاتب أنّ "عدد العناصر في المقاومة المعادية لـ"الحوثيين" يبلغ حوالي 8500، مقارنة مع حوالي 350000 لمصلحة "الحوثيين".
وتحدّث الكاتب عن "إمكان أنْ يبذل المسؤولون الأميركيون مساعٍ دبلوماسية من أجل محاولة إيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن، وذلك فيما لو جرى الامتناع عن مواصلة الحرب أو عن التصعيد".
وأشار إلى ما أعلن عنه "الحوثيون" بأنّهم سيتوقّفون عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر فيما لو توقّفت "الحرب الإسرائيلية" المدعومة أميركيًا في قطاع غزة"، قائلًا: "هذا ما حصل فعلًا عندما جرى التوصّل إلى وقف إطلاق النار الأخير في غزة".
ورجّح الكاتب، في ختام مقاله، أنْ "تبحث إدارة ترامب عن أساليب بديلة، مثل محادثات مباشرة أو غير مباشرة، وذلك إذا ما أرادت تجنُّب الانجرار إلى نزاع أوسع نطاقًا في اليمن".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
باكستان| دوي انفجارات عديدة في منطقة كشمير قرب مظفر آباد
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: عدد مراكز الإيواء والنزوح التي تعرضت للقصف بلغت 234 مركزًا حتى الآن
فلسطين المحتلة| 3 شهداء وعشرات المصابين في غارة قرب مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج وسط قطاع غزة
الصحة اللبنانية: الغارة على كفررمان أوقعت شهيدًا و3 جرحى
فلسطين المحتلة| غارة "إسرائيلية" على مسجد عباد الرحمن في مخيم البريج وسط قطاع غزة
مقالات مرتبطة

ترامب يعلن وقف الهجمات على اليمن مقابل عدم استهدافه السفن الأميركية في البحر الأحمر

محمد علي الحوثي: إسناد غزة مستمر والرد على العدوان آتٍ

"لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية" يدين العدوان على اليمن: لن ينال من تصميمه على إسناد غزة

المكتب السياسي لأنصار الله: العدوان "الإسرائيلي" والأميركي دليل عجز ولن يمر بلا رد
عدوان أميركي - صهيوني يستهدف مطار صنعاء ومحطات كهرباء في العاصمة اليمنية

كاتب صهيوني: إدارة ترامب لن تتساهل مع محاولات "إسرائيل" إفشال الاتفاق مع طهران

الصحف الإيرانية: ترامب متناقض أم يُدير اللعبة كما يريد؟

طموح جديد لترامب: أرغب في أن أكون بابا الفاتيكان
