الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: التفاف وطني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية
08/05/2025

الصحف الإيرانية: التفاف وطني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 08 أيار/مايو 2025، بالبيان التاريخي الذي أصدره آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي للحوزات العلمية. كما اهتمت أيضًا بقضايا متعلّقة بالوضع العالمي؛ من قبيل تراجع الحضور الأميركي في حل أزمة الهند- باكستان، واهتمت بالالتفاف الوطني الواضح في إيران بعد إعلان ترامب تسمية الخليج الفارسي بالخليج العربي.

لقد فشل المشروع بالفعل

بداية؛ كتبت صحيفة جام جم: "أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الغامضة عن الإعلان عن أخبار كبيرة، خلال زيارته إلى المنطقة الأسبوع المقبل، موجة من التكهنات. وفي هذا الصدد، أثار نشر تقرير لوكالة أسوشيتد برس، زعم أن ترامب ينوي تغيير الاسم التاريخي للخليج الفارسي إلى الخليج العربي، غضبًا وطنيًا وحماسة في إيران". وأضافت الصحيفة: "هذا الادّعاء يأتي في حين أنّ الخليج الفارسي، والذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين من العصر الأخميني إلى يومنا هذا، معترف به بالاسم الرسمي الوحيد لهذه المساحة المائية في الوثائق التاريخية وخرائط العالم وقرارات الأمم المتحدة (مثل وثيقة العام 1975). كما تشير الوثائق التاريخية، بدءًا من خرائط بطليموس إلى قرارات الأمم المتحدة إلى أن الخليج الفارسي كان الاسم الرسمي الوحيد لهذه المنطقة. وقد ظهرت التكهنات، في هذا الصدد، في وقت تجري فيه محادثات نووية غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان وروما، وفي الوقت الذي لفتت فيه التوترات الإقليمية، مثل الصراع بين الهند وباكستان، الانتباه العالمي إلى الشرق الأوسط". 

تابعت الصحيفة: "وكان الخبر المزعوم بمثابة الشرارة التي أشعلت الحماسة الوطنية الإيرانية. وسرعان ما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة للدفاع عن هوية الخليج الفارسي؛ لأنه أصبح واضحًا أن عداء أميركا لا يرتبط فقط بالسيادة الشعبية للجمهورية الإسلامية، أيضًا بهوية الإيرانيين. وفي هذا السياق، ردت السلطات الرسمية في بلادنا أيضًا على هذا التشويه المحتمل. وكتب الدكتور محمد باقر قاليباف على صفحته الشخصية، في الفضاء الإلكتروني، ناشرًا عدة صور تاريخية للخليج الفارسي"..كما أثيرت المطالبة بتغيير اسم الخليج الفارسي في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة إلى مرحلة حرجة، وجعلت التوترات الإقليمية، مثل الصراعات بين الهند وباكستان، الشرق الأوسط محط أنظار العالم. ويرى بعض المحللين أن هذا الادّعاء كان محاولة من ترامب للحصول على دعم مالي من الدول العربية التي تمارس ضغوطا منذ سنوات للترويج للاسم المزيّف الخليج العربي. وقد تكون هذه الخطوة أيضًا جزءًا من إستراتيجية للضغط على إيران في المفاوضات النووية، ولكن الرد الموحد للشعب والمسؤولين الإيرانيين أثبت، مرة أخرى، أن الخليج الفارسي ليس مجرد اسم جغرافي، هو رمز للهوية الوطنية والتاريخ والسلطة". 

تؤكد الصحيفة: "لقد أدى تاريخ ترامب من الإجراءات المثيرة للجدل، مثل إعادة تسمية خليج المكسيك، إلى زيادة التكهنات بأن الولايات المتحدة ستتّخذ مثل هذا الإجراء الهجومي، ومن الناحية الدولية، قد يؤثر هذا الخلاف في المفاوضات النووية. ومن المرجح أن ينظر المسؤولون في بلادنا، والذين يتفاوضون بحذر ضدّ التناقضات الأميركية -مثل المواقف الأميركية المزدوجة بشأن التخصيب- إلى هذا الادّعاء كونه علامة جديدة على عدم موثوقية الجانب الآخر".

بيان علماء الدين الجديد على طريق الحضارة

من جانبها، كتبت صحيفة قدس: "إنّ رسالة قائد الثورة الإسلامية "الإمام الخامنئي" إلى الحوزات العلمية هي في الحقيقة واحدة من أهم الرسائل، في تاريخ الثورة الإسلامية، والتي يمكن تفسيرها كميثاق لرجال الدين الجديد. وقالت: إنّ هذه الرسالة، إلى جانب الرسائل التاريخية للإمام الراحل، لها مكانة خاصة وربما تكون الرسالة الأكثر أهمية وإستراتيجية التي وجهها قائد الثورة الإسلامية إلى مؤسسة الحوزات العلمية، بعد الرسالة التاريخية للإمام الخميني (رض) إلى علماء الدين. وفي هذه الرسالة، أبدى قائد الثورة الإسلامية قلقه ومطالبه بشأن مؤسسة الحوزات المقدسة. إن مخاوفه بشأن الأداء الحالي للمعاهد الدينية تظهر أن توقعاته من علماء الدين تتجاوز بكثير ما نشهده حاليًّا. وفي إشارته إلى الوضع الراهن، أكد سماحته أن الحوزات العلمية اليوم لا ينبغي أن تستجيب لاحتياجات عصرها فحسب، يجب أن تكون أكثر تقدمية من قبل، وتتحرك نحو حضارة إسلامية جديدة.  لقد حدّد قائد الثورة الإسلامية مهمّة ثقيلة على عاتق الحوزات العلمية عندما أكد ضرورة التحرك نحو بناء الحضارة الإسلامية. مهمّة تتجاوز التعليم الفردي وبناء المجتمع. ويجب على الحوزات أن تستعد لتحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة، وأن توفر الأرضية اللازمة لهذه الحركة الكبرى. 

تتابع الصحيفة عن الإمام الخامنئي: "لقد دعا قائد الثورة الإسلامية الحوزات العلمية إلى الاستجابة لقضايا النظام الإسلامي المعقّدة والكبيرة، في يومنا هذا، بمنظور جديد وفتح آفاق جديدة في فقه الأنظمة الاجتماعية. كما أكد في مجال قضايا العقائد ضرورة الاهتمام بجيل المراهقين والشباب. وفي هذا الصدد، يجب على الحوزات تعزيز المهارات الجديدة في مجال الدعاية، وخاصة في قوة الإقناع والحوار".

غياب أميركا وحضور إيران

بدورها، كتبت صحيفة إيران: "إن تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، كما كان متوقعًا، ربما بعد الخطاب التهديدي المتبادل بين الجانبين، قد أشعل نيران الصراع في منطقة من شأنها، من الناحية الجيوسياسية، أن تنشر الأزمة في جميع أنحاء شبه القارة الهندية وجنوب آسيا... لقد خلق التوّتر بين الجارتين موجة من القلق في السياسة الدولية. إن البيئة النووية والدعم العسكري الذي قدمته القوى العالمية للهند وباكستان حول شبه القارة إلى وعاء يغلي، وسوف يؤثر انفجاره على العالم. وقد أصبحت هذه المخاوف حادة بشكل متزايد، وخاصة في الوقت الحالي للنظام الدولي، حيث فقدت الأنظمة القانونية والمعاهدات الدولية والمنظمات التي تحافظ على الاستقرار في العالم، مثل الأمم المتحدة، مصداقيتها بالكامل وفقدت وظيفتها. كما أن وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض وصعود حركة أميركا أولا، والتي تؤكد نهاية تدخل واشنطن في الشؤون الدولية والحروب غير المثمرة، أعطى بعدًا أكثر خطورة للصراعات العالمية.

ورأت الصحيفة أنّ المُعضلة الأمنية الأميركية الكبرى، والتي أدت تقليديًا دورًا في توازن القوى بين الهند وباكستان وتوسطت في تخفيف حدة التوترات بين هاتين القوتين النوويتين المتعارضتين، أصبحت غائبة عن مسرح هذا الصراع اليوم. ولم تعين إدارة ترامب بعد سفراء في أي من البلدين، ولم يتأكد المسؤولين المعنيين في وزارة الخارجية بعد، ولم تعد هناك أي قوات أميركية في أفغانستان المجاورة للهند وباكستان".

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالهندباكستان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة