نقاط على الحروف
لبنان لن يكون "إسرائيليًا"...
أشهر طويلة مرّت، وسماء لبنان كما أرضه، تنتهكها الطائرات الحربية المعادية: قصف وغارات وترويع عبر خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية ...هذا فضلًا عن طائرات الاستطلاع المعادية التي قلّ ما تغادر سماءنا.. كلّها لم تحرّك ساكنًا في لغة "السياديين"؛ ولم يبلغ صوتها مسامعهم المرتهنة للإشارات العوكرية، لكن أرّقتهم طائرة مدنية تقلّ زوّارًا لبنانيين من الجمهورية الإسلامية في إيران وإيرانيين يستعجلون الحضور إلى بيروت ليكونوا في عداد مشيّعي ومودّعي الأمينين العامين لحزب الله، سيّد شهداء الأمّة السّيّد حسن نصرالله والسيّد الهاشميّ هاشم صفيّ الدّين..
لقد أرّقتهم إلى حدّ منع منحها إذن الهبوط في مطار بيروت! للحظة، يتلّفت سامع الخبر حوله ليتبيّن موقعه الجغرافي: هل نعيش في الأراضي المحتلّة؟ هل المطار الذي منع إذن الهبوط للطائرة الإيرانية هو حقًّا مطار بيروت؟.. هل هو هجوم سيبراني إذًا ما سبّب هذا الخلل الفاضح؟! لا. إنّه مجرّد قرار أميركي تسابق "لبنانيون" لتنفيذه على رجاء رضا عوكر! يا للعار!.
في ساعة انتشار الخبر، حلّ ما يشبه الصّدمة على أهل المقاومة في لبنان، فهم وإن لا يتوقعون أي بادرة وفاء وتقدير من "السيادة اللبنانية" للجمهورية الصديقة والمساندة التي لا تكفّ عن منح لبنان كلّ عون ممكن، فإنّهم أيضًا لم يتوّقعوا أن تبلغ الوقاحة هذا الدرك من عدم احترام القوانين والأنظمة من جهة، ومن المجاهرة بمعاداة كلّ ما يمتّ إليهم بصلة، وإن كانت طائرة ركَاب مدنية تلتزم جميع المعايير الدولية للطيران وتقلّ مواطنين مدنيين عائدين إلى بلدهم وضيوفًا من إيران يريدون المشاركة في التشييع المهيب يوم الأحد في ٢٣ شباط/فبراير. الصّدمة لم تطل، فالغضب الناتج عن هذه الإهانة الوقحة، والتي يريد منها مرتكبوها القول لأهل المقاومة أنّهم غرباء في بلدهم ومستضعفون، تُرجم إلى تحرّك شعبي عفويّ مباشر على طريق المطار، وإلى حملة إلكترونية مندّدة بالقرار الجائر والوقح تحت وسم "لبنان لن يكون إسرائيليًا".
لم تعد كلمة "المعيب" تكفي لتوصيف هذا النوع من القرارات التي تلتزم حذافير الرغبة الأميركية، فالأمر تخطّى درجات العيب المتمثّل بالانصياع التّام والمشهود للأوامر التي تصدرها الإدارة الأميركية. وإن كان الصهاينة علانية قد هدّدوا في أثناء الحرب بقصف أي طائرة مدنية إيرانية أو عراقية حال هبوطها مطار بيروت، وإن كانت قناة الحدث الصهيونية في الشهر الفائت قد أذاعت إخبارًا كاذبة تقول إن طائرة مدنية إيرانية تحمل على متنها "أموال إعادة الإعمار" ما دفع بالقرار "السيادي" في المطار إلى تفتيش ركابها طوال ساعات.. فحادثة اليوم أكثر خطورة وأكثر انتهاكًا لأبسط المفاهيم الحقوقية والقانونية والسيادية: ما حدث هو حرفيًا عدوان صهيوني "ناعم" على مطار بيروت وعلى فئة من اللبنانيين، باستخدام فئة لبنانية "رسمية" ارتضت على نفسها عار الارتهان الكامل للعدوّ.
على سبيل إيجاد تخريجة قامت "السيادة" بإرسال طائرة تابعة لشركة الميدل ايست لنقل اللبنانيين العالقين في مطار طهران، على أساس أن الأزمة هي أزمة نقل وليست أزمة شرف، على وقع تهليل الفريق العوكري بالخطوة العظيمة التي تقوم بها دولتهم، فعبّروا لا عن ارتهانهم وانبطاحهم للقرار الأميركي وحقدهم الأسود على أهل المقاومة في لبنان فحسب، بل عن ضحالة أخلاقية مريعة وتورّط مشهود بتشويه مفاهيم الشرف الوطني والكرامة الإنسانية..
لقد بدا هؤلاء حرفيًا كسرب يهلّل لمن ينتهك شرفه ويفرح بكونه من فئة لو وُجدت في بلد يحترم ذاته الوطنية لحُوكمت بتهمة الخيانة وعُوقبت وفقًا لما تنصّ عليه القوانين المرعية الإجراء. يهلّل هؤلاء لاجراء ينتهك حقًّا مدنيًا ومواثيق دولية فقط لكونه يتماهى مع أوامر مشغّلتهم في عوكر، ثمّ يخرجون إلى الشاشات ليتحدثوا عن السيادة ودولة القانون.. هزُلت!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/04/2025
هل تصلح مقولة "سويسرا الشرق" للبنان؟
26/04/2025
السفارة الإيرانية تُحبط مخطّط رجي
24/04/2025
الاستسلام للمهزوم
التغطية الإخبارية
لبنان| النائب إبراهيم الموسوي: على القضاء أن يتدخل فورًا لأنه إذا بقي هذا التفلّت لن يكون لدينا أبدًا أي استقرار في هذا الوطن
لبنان| النائب إبراهيم الموسوي: هناك توجه من قبل جهات تدفع المال من أجل حجز مساحات إعلانية وإعلامية غير منضبطة تحرّض على الفتنة وإثارة الكراهية وزعزعة الاستقرار
لبنان| النائب إبراهيم الموسوي: قناة "الجديد" التي قامت ببث هذا التقرير المغلوط والمفبرك والكاذب والمليء بالمغالطات مطالبة باعتذار واعتراف بهذا الخطأ الجسيم الذي ارتكبته
لبنان| النائب إبراهيم الموسوي: ما جرى هو جريمة موصوفة متكاملة الأركان على المستوى الإعلامي وحصلت في أكثر اللحظات حراجةً وحساسية ومصيرية على مستوى الوطن
لبنان| رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب إبراهيم الموسوي: تقرير "الجديد" حول ضريح سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله اعتداء صارخ على أنبل وأقدس قضية
مقالات مرتبطة

ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان

من نقاش "السيادة" إلى سيادة الإهانة..

السيادة تبكي في الزاوية

جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ

"تعليمة اليوم" من غرف عوكر السوداء إلى الفريق "السيادي"

هل تُلغي الدولة اللبنانية تدريجيًا قيود مكافحة التطبيع؟

وزير الأشغال يطلق ورشة تأهيل طريق المطار: المشروع سيُنجز خلال شهريْن أو ثلاثة

هل باتت مطارات بيروت ورياق وحامات تحت السلطة الأميركية... وأين أصوات "السياديين؟"

هذه هي فصول المخطط الأمريكي لخراب لبنان

احتجاجًا على عدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط.. اعتصام على طريق مطار بيروت

رغم القمع.. اعتصام سلمي حاشد على طريق المطار ورسالة واضحة للمتآمرين

حمادة: لدينا ثوابت في إطار الحراك السياسي ولن نقدم تنازلًا يمسّ سيادتنا

غزّة وجبهات المساندة في الميزان: جدوائيّة المقاومة بين النظريّة والممارسة

خطيب جمعة طهران: لدينا مفاوضون أكفاء ومتمرسون.. التقنية النووية رصيد للبلاد

سفارة إيران في تونس تستقبل المعزّين بضحايا انفجار "بندر عباس"

المفاوضات النووية والصراعات السياسية والعسكرية محور اهتمام الصحف الإيرانية

محادثات أمريكية "إسرائيلية" حول المفاوضات النووية وملفات المنطقة
