نقاط على الحروف
عن شرف المهنة المغرق في الحقد والارتزاق
على جمر القلوب الموقدة، والغضب المذخّر في ضلوع الفاقدين، يواصل الإعلام المرتزق سكب الزيت الحارق، وآخر مآثره التعدّي على بيئة بذلت أغلى ما عندها في معركة الحقّ، التعرّض لضريح الشهيد الأسمى السيّد حسن نصرالله بالكذب والتلفيق والتحريض والتمهيد لعدوان محتمل.
نعم؛ من دون أيّ اهتمام لشرف مهنيّ أو لحدّ أدنى من الأخلاق والحرفية في مقاربة الشؤون التي تمسّ الناس في روح روحهم. تحدّث قانونيون ومتخصّصون كثر في أمر هذا التعرّض الوقح، وقاربوه من الناحية القانونية والسياسية والوطنية، ولا داعي لإضافة على هذا المستوى. والمقاربة المطروحة، هنا، هي مقاربة عاطفية إنسانية، تعني الناس في أعزّ وأغلى ما في قلوبهم، في دار سكينتهم الذي فيه يبرّدون حرّ فقدهم بفاتحة وركعتين عند الضريح، وبجلسة طمأنينة داخل المرقد المفعم بالحبّ وبالدفء وبحضور السيّد.
لا؛ ليس مجرّد تقرير "صحفي" لقيط مجهول المعدّ، ولد في زقاق موبوء مأهول بالمرتزقة العاملين في مجال الإعلام، ولا "حرية تعبير" ضيف موتور عن حقده وعن مقدرته العالية في الكذب والافتراء .. لا؛ وليست مجرّد تنافس بين القنوات الاعلامية المنهكة في إثبات جهوزيتها واستعدادها لانتهاك كلّ مقدّس وعزيز عند مجتمع المقاومة.. ولا مجرّد التزام أعمى بتعليمة عوكرية تُلزم فريق المرتزقة بالترويج من دون تفكّر أو من دون تجهيز قولبة ذكية.. ما جرى، في اليومين الأخيرين، هو تجاوز لكلّ ما سبق على الرغم من فظاعة ما سبق: ما جرى من تعرّض لمرقد السيد حسن شهيدنا الأقدس، شكّل انتهاكًا لقلوب الناس، لجرحهم النازف، لدمعهم الصادق، لصدقهم المعظّم.. ولذلك؛ كان ردّ الفعل عنيفًا، وإن حافظ على مستوى عالٍ من الأخلاق، أخلاق السيّد، أخلاق أبناء السيّد وأجداد السيد، والتي يجهل كنهها ونبلها كلّ مرتزق رخيص!
بركاكة مهنية مشهودة، عمدت "محطة الجديد" إلى الترويج لتقرير مشبوه، تنكر قيامها بإعداده وتدّعي أنّ دورها محصور في بثّه! أيّ سقوط مهنيّ يدفع بمؤسسة لتسويغ ارتكاب بآخر أفظع: هل تعلن "الجديد" بذلك عن كونها مجرّد منصّة عرض لمن يدفع أكثر، من دون أن تمتلك حتى حقّ وواجب مراجعة ما يرد إليها قبل بثّه والتدقيق بالمحتوى، فتقول أنا عبد مأمور؟ أم هو تهرب إلى تأدية دور المغفّل، فتسوّغ عرض المحتوى الكاذب والمضلّل والمليء بالمغالطات؛ لأنه ورد إليها فبثّته على سبيل "حرية التعبير"؟
في هذا السياق؛ يقف الشرف المهنيّ في الزاوية ويقهقه ساخرًا، إن شئتَ الخصومة وحتى العداء فامضِ فيهما إلى آخرهما، ولكن حافظ على حدّ أدنى من احترام العقول من جهة، ومن ادعاء المهنية، من جهة أخرى. هل يا تُرى، إن قمنا، الآن، بإرسال تقرير مصوّر إلى "الجديد"، وأوردنا فيه ما يمرّ ببالنا عن أي موضوع، هل ستقوم ببثّه حرصًا على حرية التعبير؟ على سبيل المثال؛ نشر الصحافي حسن عليق محتوى مسجّلًا ردّ فيه على ارتكابات "الجديد"، وتحدّث عن بعض ارتكابات صاحبها وأولاده، هل سنرى هذا المحتوى على شاشة "الجديد" حفاظًا على حرية الرأي والتعبير، مع مصداقيته العالية وحرفيته المشهودة؟ أبدًا.. "الجديد" كذبت، فتورّطت في الخطيئة نفسها مرتين: مرّة ببثّ محتوى صهيوني خالص، ومرّة بالتنصّل من أدنى أسس المهنية الأخلاقي، والتغابي على عقول المتلقّين..
هذا السقوط الأخلاقي والمهنيّ المدويّ؛ جاء على هامش ارتكاب آخر لا يقلّ فظاعة وركاكة عن الأوّل: استحضار نكرة افتراضية بمسمّى "إعلامي" وفتح الهواء لاختلاق أكاذيب تمهيدية للعدوان على مرقد السيد نصرالله.. ونقول أكاذيب تمهيدية؛ لأن هذه الأبواق لا تمتلك قرار التحريض، ولا يُسمح لها حتى بأداء دور المخبِر في خدمة أميركا: هؤلاء مجرّد أدوات تُؤمر بقول كذا أو ذاك لغايات في نفس المشغّل. والدليل على ذلك هو ما ورد على لسان إبراهيم الصقر القوتجي الذي تعرّفنا إليه، في فضيحة احتكار المازوت، ووجب أن يكون الآن سجينًا كمعلّمه، والذي لولا العفو الخاص لما رأى لون الشمس خارج زنزانة تليق به في وزارة الدفاع. الصقر، والذي يخاطب الناس بعنجهية من يعاني خواءً مُفتضحًا، كان قد سبق طوني بولس إلى التعرّض لمرقد السيد حسن.
يا سيّدنا؛ قبل شهادتك وطوال سنين، كان هؤلاء وبدرجات متفاوتة يتعرّضون لك ولنهجك ولخياراتك، بأقبح ما فيهم، وكانوا يعانون حقًّا وجع انفضاح تشوّهاتهم الإنسانية والأخلاقية، والتي يكشفها ضدّها الحاضر الطاغي في شخصيّتك الكريمة.. طوال سنين، حرّضوا عليك وعلى أبنائك، حاولوا النيل من طهرك بالتفوّه بقذارات تليق بأفواههم.. حرّضوا ضدّك، عادوك، طالبوا "إسرائيلهم" باغتيالك.. وشمتوا بوقاحة منقطعة النظير بقلوبنا التي تصدّعت من هول الوجع في يوم شهادتك..
يا سيّدنا؛ هم الآن يكملون مسارهم ذاك بوقاحة أكبر، ويثبتون من دون قصد معنى "عند ربّهم أحياء"، فهل أشدّ حياة من ضريح ما يزال يرعب، بسكينته ودفئه، هؤلاء المضطربين الموتورين المؤجرة عقولهم بعقود طويلة الأجل، والمسودة قلوبهم فيعجزون حقًا عن مقاربة مقامك، ولو بشيء من الأخلاقية والمهنية؟!
في حياتك الشريفة؛ كان يرعبهم إصبعك، يحقدون على صوتك الصادق الكاشف لزيف أصواتهم، يحرّضون ضدّ حضورك المقدّس في قلوب أهلك وناسك.. والآن، يرعبهم أنّ مرقدك أمسى أيقونة الشرف الصادق، والعقل الحرّ، والقلب النقيّ.. يحقدون على التفاف أهل المقاومة حول ضريحك بهذا المقدار من الحبّ والقوّة.. يذهبون، في بغضهم الرخيص المدفوع، إلى أحقر ما قد يبلغه "إنسان"، مع التحفّظ على وصفهم بإنسان بالنظر إلى سياق حركتهم الروبوتية الفاقدة لأي برمجية أخلاق أو شرف!
السيد حسن نصر االلهالمجلس الوطني للإعلاموزارة الإعلام
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
03/05/2025
عن شرف المهنة المغرق في الحقد والارتزاق
28/04/2025
هل تصلح مقولة "سويسرا الشرق" للبنان؟
26/04/2025
السفارة الإيرانية تُحبط مخطّط رجي
24/04/2025
الاستسلام للمهزوم
التغطية الإخبارية
الصحة بغزة: 77 شهيدًا و 275 جريحًا حصيلة العدوان الصهيوني خلال 48 ساعة
قصف مدفعي صهيوني شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة
آليات الاحتلال تطلق الرصاص بكثافة في حي التفاح شرق مدينة غزة
قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي وقنابل صوتية على فلسطينيين في بلدة عزون شرق قلقيلية
لبنان| السيد إبراهيم أمين السيد لرئيس الجمهورية: بيتك هو الوطن ولا تسمح لأحد أن يتأمر عليك في بيتك
مقالات مرتبطة

السيد إبراهيم أمين السيد: مطمئنون على المقاومة في بيئتها

النائب إبراهيم الموسوي: تقرير "الجديد" اعتداء صارخ على أنبل وأقدس قضية وعليها الاعتذار

رئيس بلدية برج البراجنة يفنّد أكاذيب "الجديد" المتعلقة بأراضي مرقد السيد نصر الله

من الذاكرة.. هكذا حيّا سماحة السيد العمّال في عيدهم

بيرم لـ"العهد": مجتمع المقاومة معجزة حيّة لا تُهزم

قناة الـMTV تُضبط مجدّدًا بالجرم المشهود!

أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!

جرائم "إسرائيل" بحق الإعلاميين لن تسكت صوت المقاومة

lbci بوسطجي عند "بغل صهيون"

مرقص عقب جلسة الحكومة: أدخلنا بعض التعديلات على مشروع قانون إصلاح المصارف
